الفيروس المخلوي... ما قصة المرض الذي يثير قلق المصريين؟

الفيروس المخلوي... ما قصة المرض الذي يثير قلق المصريين؟

الفيروس المخلوي... ما قصة المرض الذي يثير قلق المصريين؟


23/11/2022

تعيش الأسر المصرية حالة من القلق المتزايد؛ بسبب انتشار الفيروس المخلوي التنفسي بشكل متسارع بين الأطفال مؤخراً، وقد حذّرت وزارة الصحة المصرية عدة مرات هذا الأسبوع من خطر تفشي الفيروس الذي يصيب الجهاز التنفسي وأصدرت العديد من الإرشادات للوقاية والعلاج، وأكدت على العديد من الإجراءات لحماية طلاب المدارس.

الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة المصري، وجّه الثلاثاء رسالة طمأنة إلى المصريين بشأن الفيروس المخلوي الذي انتشر خلال الفترة الأخيرة، مؤكداً أنّه قديم وموجود منذ عام 1956، وليس جديداً، ويمكن التعامل معه بالعلاج، كما أنّ أعراضه معروفة وليست جديدة كما ادعت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ونوّه إلى أنّ لدى الأطباء دراية كاملة بها، وأنّ العلاج متوفر، وذلك خلال مداخلة هاتفية ببرنامج الحكاية المذاع على فضائية "إم بي سي مصر".

وكان عبد الغفار قد قال في مؤتمر صحافي الإثنين: إنّ "طفلاً واحداً مصاباً بالفيروس المخلوي، قد يتسبب في عدوى لفصل بالكامل في المدرسة، سواء عن طريق الرذاذ أو التلامس".

وطالب الوزير المصري أولياء الأمور بعدم إرسال أيّ طفل مصاب إلى المدرسة قائلاً: "طفل عنده ارتفاع في درجة الحرارة وأعراض البرد ليس منطقياً الذهاب إلى المدرسة، لأنّ الفيروس نسبة انتشاره مرتفعة".

ما هو الفيروس المخلوي؟

الفيروس المخلوي التنفسي هو مجموعة من الفيروسات المخاطية التي من الممكن أن تسبب في بعض الحالات التهابات شديدة في الجهاز التنفسي، وتتسلل إلى الجهاز التنفسي عند الأطفال والأشخاص البالغين، وفق "العربية".

طالب وزير الصحة المصري أولياء الأمور بعدم إرسال أيّ طفل مصاب إلى المدرسة

ووفقاً لوزارة الصحة، فإنّ هذا الفيروس يمكن أن يصيب الجهاز التنفسي السفلي والعلوي، كما أنّه ليس هناك مضاد حيوي معالج للفيروس المخلوي التنفسي ولا يوجد لقاح مضاد للإصابة به، وهذا يرجع إلى التطور السريع لسطح الفيروس، ولكن يمكن الوقاية منه من خلال اتباع بعض الإجراءات الاحترازية التي تتمثل في غسل اليدين وتهوية الأماكن المغلقة والتوقف عن تقبيل الأطفال.

وقال وزير الصحة المصري الإثنين: إنّ الفيروس المخلوي هو فيروس ذو أعراض تنفسية، يزداد انتشاره مع بدء فصل الشتاء، مؤكداً أنّ الأطفال الأقل من عمر (6) أشهر حتى عامين، هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بأعراض هذا الفيروس.

وزير الصحة المصري: إنّ طفلاً واحداً مصاباً بالفيروس المخلوي، قد يتسبب في عدوى لفصل بالكامل في المدرسة، سواء عن طريق الرذاذ أو التلامس

 

وأوضح عبد الغفار أنّ الفيروس المخلوي لم يكن بهذا الانتشار خلال العامين الماضيين، بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتبعتها الأسر أثناء جائحة كورونا.

ولفت الوزير المصري إلى أنّ الأطفال الأقل من عامين، هم الفئة الأكثر شيوعاً في معدلات الإصابة، وقد تم إجراء مسوحات بالأقسام الداخلية بـ (21) مستشفى للأطفال، كما أنّه وفقاً للتسلسل الجيني، واختبارات الـ "بي سي آر" وجد أنّ معظم حالات الأعراض التنفسية تنتمي لهذا الفيروس.

ما أبرز أعراضه؟

ينتشر الفيروس المخلوي بصورة كبيرة بين الأطفال، وتشبه أعراضه إلى حد كبير أعراض الإنفلونزا ونزلات البرد الشديدة.

ومن أبرز أعراضه ارتفاع درجات الحرارة، والكحة، والبلغم، وفقدان الشهية، ويعاني (98%) من المصابين من سيلان الأنف الشديد، وزرقة الجلد في بعض الأحيان، وينصح الأطباء بالتوجه الفوري إلى المستشفى في حال ظهور هذه الأعراض، وعزل الأطفال في غرف منفصلة حتى لا يكونوا مصدراً للعدوى.

ينتشر الفيروس المخلوي بصورة كبيرة بين الأطفال، وتشبه أعراضه إلى حد كبير أعراض الإنفلونزا ونزلات البرد الشديدة

وأورد تقرير لشبكة "سكاي نيوز" أنّ الفيروس الغدي أو المخلوي مثل الإنفلونزا، قد يكون من أصل حيواني، أو تحوّر من شخص إلى آخر، وتكون أعراضه كأعراض الإنفلونزا نفسها، وعلاجه أيضاً.

وبحسب التقرير فإنّ (1%) من الأطفال المبتسرين "الولادة المبكرة" لديهم عوامل خطورة، وقد يصابون بأزمات رئوية، ويحتاجون الدخول إلى المستشفى في حال إصابتهم بالفيروس.

هل يتحول الفيروس إلى جائحة مثل كورونا؟

استبعدت وزارة الصحة المصرية أن يتحول الفيروس المخلوي إلى وباء وجائحة على غرار فيروس كورونا، وأكدت أنّه يصيب جميع الشرائح، بعضها أكثر عرضة للإصابة.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة حسام عبد الغفار، بحسب ما نقله عنه موقع "روسيا اليوم": إنّ الفيروس المخلوي يصيب الكبار والأطفال، وإنّ الحديث عن الأطفال باعتبارهم الشريحة الأوسع انتشاراً في العدوى بالفيروس يأتي من كونهم الأكثر عرضة للإصابة.

المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية: من المستبعد أن يتحول الفيروس المخلوي إلى جائحة على غرار "كورونا"، والحديث عن الأطفال باعتبارهم الشريحة الأوسع انتشاراً في العدوى بالفيروس يأتي من كونهم الأكثر عرضة للإصابة

 

ونفى تحول الفيروس المخلوي إلى وباء وجائحة على غرار فيروس كورونا، قائلاً: إنّ الفيروس قديم وموجود منذ عام 1956، ولم يحدث أو يطرأ عليه أيّ تغيرات في تركيب البروتين، وإنّ أعراضه ومعدلات وفياته ما زالت أقلّ من الإنفلونزا الموسمية.

ودعا حسام عبد الغفار إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر تجاه الفئات الأكثر عرضة للإصابة والخطورة، وهم كبار السن ممّن تزيد أعمارهم عن (65) عاماً، أو ممّن يعانون من أمراض مزمنة مثل حساسية الصدر وغيرها.

وقال: "تكون الأعراض أكثر حدة مع تلك الفئات، وعليهم اتباع الإجراءات الاحترازية"، ناصحاً بتلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية لتعزيز المناعة لكافة الأعمار بدءاً من سن (6) أشهر.

ما طرق الوقاية والعلاج؟

الدكتورة نهلة عبد الوهاب رئيسة قسم البكتريا بمستشفى جامعة القاهرة شددت على ضرورة الحذر، والمتابعة المستمرة من الأهل للأعراض على الأطفال للتعامل معها طبياً بشكل سريع في حال ظهورها.

الدكتورة نهلة عبد الوهاب شددت على ضرورة الحذر، والمتابعة المستمرة من الأهل للأعراض على الأطفال

وفي حال كان الطفل يذهب بشكل دائم إلى مدرسته، فيجب تعقيم أدواته بشكل مستمر، وتنظيف ملابسه باستمرار، مع تهوية غرفته، وأن تدخل إليها الشمس يومياً، بحسب حديثها لـ "سكاي نيوز".

وأشارت عبد الوهاب إلى أنّه "في حال حدوث إصابة لأيّ طفل من الأسرة، يجب عزله تماماً عن البقية، وألّا يذهب إلى المدرسة، على أن تتم متابعة درجة حرارته باستمرار، والمتابعة الطبية من قبل طبيبه المختص، وتناول خوافض الحرارة التي يتم تحديدها له".

وزير الصحة المصري: الفيروس المخلوي موجود منذ عام 1956، والتعامل معه ليس بجديد، وأعراضه معروفه وعلاجه أيضاً، وجائحة كورونا أثرت على نسب الإصابة

 

وترى استشارية البكتيريا والمناعة أنّ "التغذية مهمة للغاية، فيجب الاهتمام بالغذاء الذي يحتوي على العناصر المفيدة، والخضروات الطازجة، وأن يتم عصر الليمون على غالبية الطعام، بجانب تناول السوائل الدافئة باستمرار".

ووجهت وزارة الصحة  المصرية عبر صفحتها على موقع "فيسبوك" عدداً من النصائح للشفاء من الفيروس حالة الإصابة به، أهمها الالتزام بالراحة والعزلة، وزيارة الطبيب في أقرب وقت والالتزام بالأدوية المناسبة، والاعتماد على نظام غذائي غني بالمواد الحيوية المقاومة للفيروسات، والحفاظ على تهوية المنزل بشكل جيد، وتشجيع الأطفال على تناول المشروبات العشبية الدافئة، وعدم الاعتماد على المضادات الحيوية كعلاج، والالتزام بالدواء الموصوف من جانب الطبيب المعالج.

مواضيع ذات صلة:

هل أصبح الفيروس المتوطّن جزءاً من العائلة؟

الفيروسات الصديقة وسيط دائم بين الحياة والموت

فيروس اللامساواة: كيف عمّق "كوفيد -19" الفجوة الطبقية في العالم؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية