القصة التي لم تُروَ... كتاب يسلط الضوء على بطولات القوات الإماراتية في عدن

القصة التي لم تُروَ... كتاب يسلط الضوء على بطولات القوات الإماراتية في عدن

القصة التي لم تُروَ... كتاب يسلط الضوء على بطولات القوات الإماراتية في عدن


09/01/2023

سلط كتاب أمريكي الضوء على البطولات الفريدة لقوات النخبة الإماراتية وتضحياتهم، التي منعت ميليشيات الحوثي الإرهابية من السيطرة على مدينة عدن اليمنية، وساهمت في تحريرها من براثن الميليشيات الموالية لإيران عام 2015.

وتنشر مجلة Profile Books الأمريكية هذا الشهر كتاب "(25) يوماً إلى عدن": "القصة التي لم تُروَ عن قوات النخبة الإماراتية في الحرب باليمن" باللغتين العربية والإنجليزية، وهو من تأليف الخبير الأمريكي البارز الزميل في برنامج "ليفر" في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، والمتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران واليمن ودول الخليج مايكل نايتس.

ويتحدث كتاب "(25) يوماً إلى عدن"، عن رجال إماراتيين خاضوا المعركة إلى جانب شركائهم اليمنيين، وخُصّص جزء كبير منه للجنود الإماراتيين الـ (5) الذين استشهدوا في المعركة.

هذا، ونشرت صحيفة "ذا ناشيونال" الأمريكية مقالة للمؤلف (مايكل نايتس) يروي فيها مهمته في إنجاز الكتاب الذي يروي الصراع وذروة تحرير مدينة عدن الساحلية في تموز (يوليو) 2015، مستنداً إلى كلمات الجنود والبحارة والطيارين الإماراتيين أنفسهم، وفق ترجمه موقع الأمناء نت.

غلاف الكتاب

واستهل نايتس المقالة بتساؤل: "كيف كان شكل كتابة التاريخ العسكري الأول لدولة الإمارات العربية المتحدة في الحرب، باستخدام كلمات الجنود والبحارة والطيارين أنفسهم؟".

وقال: إنّ كتاب "(25) يوماً إلى عدن" يروي الصراع وذروة تحرير مدينة عدن الساحلية في أول معركة في حرب اليمن، التي بدأت عندما طلبت الحكومة اليمنية الدعم الدولي من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجامعة العربية.

"رسم الخليجيون خطاً في الرمال لمنع الحوثيين المدعومين من إيران من الهيمنة على الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية والاستيلاء على الممرات الملاحية الرئيسة التي تربط نصفي الكرة الشرقي والغربي عبر البحر الأحمر وقناة السويس"، وفق نايتس.

كتاب "(25) يوماً إلى عدن"، سلط  الضوء على البطولات الفريدة لقوات النخبة الإماراتية وتضحياتهم، التي منعت ميليشيات الحوثي من السيطرة على عدن

وقال الكاتب الأمريكي: "في الأيام الأولى للحرب، صعّدت الإمارات من وتيرة مساعدتها لمقاتلي المقاومة اليمنية في السيطرة على مدينة عدن الساحلية الجنوبية، وهي إحدى أهم المواقع الاستراتيجية على المحيط الهندي، وكانت تحوي أكثر الموانئ ازدحاماً في العالم قبل عقود فقط. ولو تمكن الحوثيون من السيطرة على عدن، فلن يقتصر الأمر على سيطرتهم على ثاني أكبر مدينة في اليمن (بالإضافة إلى سيطرتهم على العاصمة صنعاء)، ولكنّهم سيقبعون أيضاً على جانب أهم نقطة اختناق بحرية تسيطر على 20% من حركة النفط العالمية".  

وأردف: "وكما أخبرني أحد جنود القوات الخاصة الإماراتية، كانت حرب اليمن قصة قوات النخبة العربية التي تقاتل شبحاً من الجبل، بجوار أهم ممر بحري في العالم".

وأشار إلى أنّ الكتاب استغرق منه  أكثر من (5) أعوام للبحث الدقيق والكتابة والتحقق من الحقائق، لأنّ المؤرخ العسكري يتحمل مسؤولية كبيرة، لأنّه يحافظ على ذكرى أولئك الذين ضحوا بأرواحهم من أجل بلدهم ومن أجل زملائهم المحاربين"، مضيفاً في الوقت نفسه: "يجب أن تكون كتابة التاريخ دقيقة تماماً قدر الإمكان، لأنّها هديتنا للأجيال القادمة. وهذا لا يعني فقط الاحتفال بالانتصارات والإنجازات التي نفتخر بها، ولكن أيضاً مواجهة الحقائق الصعبة واللحظات الحزينة، وتعلّم الدروس التي يمكن أن تساعد الوطن وجنوده من بحارة وطيارين على مواجهة تحديات جديدة".

جندي إماراتي في مطار عدن عام 2015

يقول مايكل نايتس: ولفهم المعركة بشكل أدق، يجب على المرء التحدث إلى العديد من المشاركين للعمل على الأحداث التي لم تدون في السجلات الرسمية، ويجب على المرء الاطلاع على السجلات للعثور على الأشياء التي ينساها البشر. وبالقدر نفسه من الأهمية، يحتاج المؤرخ أيضاً إلى إجراء أقرب دراسة خارطة للتضاريس ثم السير على الأرض، وهذا بالضبط ما فعلته في عدن.

وقال: إنّه أجرى مقابلات مع هؤلاء المقاتلين اليمنيين والقوات الخاصة الإماراتية الذين تم إدخالهم سراً إلى الخط الدفاعي في عدن.   

وشدد أنّ معركة عدن هي قصة هذه الشراكة بين اليمنيين والإماراتيين الذين صمدوا أولاً، ثم عززوا المنطقة الدفاعية بحراس الفرسان الإماراتيين ومدفعية القوات البرية، وأخيراً شنوا هجوماً مفاجئاً على الحوثيين، الذين انتهى بهم المطاف مطرودين خارج عدن.

وأوضح: "عملت القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي الإماراتية على مدار الساعة، وفي ظل ظروف مروعة، لإبقاء خطوط الإمداد مفتوحة ومواصلة القصف الدقيق والثقيل على العدو. لقد كان جهداً جماعياً حقيقياً؛ فالقوات الإماراتية والمقاومة بأكملها تتجه نحو هدف واحد هو مساعدة اليمنيين على تحرير عدن".

الكتاب يتحدث عن رجال إماراتيين خاضوا المعركة إلى جانب شركائهم اليمنيين، وخُصّص جزء كبير منه للحديث عن الشهداء

ولفت إلى أنّه "من غير المعتاد السماح للغرباء بالتحدث إلى العسكريين الإماراتيين حول معاركهم، لكن أثناء بحثي وكتابة هذا الكتاب، قضيت مئات الساعات في المقابلات والعيش جنباً إلى جنب مع أفراد الجيش الإماراتي. في كثير من الحالات جمعت قصصهم أثناء انتشارهم على جبهات القتال في اليمن، خلال زياراتي إلى الخطوط الأمامية، وقد تفضلوا بتخصيص أمسياتهم وأوقات فراغهم لإعادة سرد قصة عدن من وجهة نظرهم. في أوقات أخرى قمت بزيارتهم مع عائلاتهم في الإمارات".

واستطرد قائلاً: "عندما يقضي شخص أجنبي الكثير من الوقت في التحدث مع الإماراتيين حول موضوع حساس مثل الحرب، فإنّ التجربة تكون مفيدة للغاية حول عقلية الأمة تجاه الصراع. لا يبتهج رجال ونساء الإمارات العسكريون بالأعمال المدمرة للحرب. مثل جميع المحاربين، فإنّهم مندهشون من دقة وقوة الأسلحة الحديثة، لكنّني وجدت مستوى خاصاً من الجدية والنضج في القوات الإماراتية التي كرهت حقاً الموت والبؤس بسبب الحرب. ومع ذلك، كانت القوات الإماراتية بلا شك جيدة أيضاً في الحرب الحديثة؛ فقد تدربت في صراعات حقيقية إلى جانب أفضل الجيوش الغربية، كما أنّ القوات الإماراتية تنعم أيضاً بفهم أفضل للثقافة المحلية في اليمن وعلاقات ممتازة مع قوات المقاومة اليمنية".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية