الليرة التركية تواجه أزمة جديدة... وهذا ما يواجهه المستثمرون

الليرة التركية تواجه أزمة جديدة... المستثمرون يتكبدون أعلى علاوة تحوط

الليرة التركية تواجه أزمة جديدة... وهذا ما يواجهه المستثمرون


26/01/2023

يواصل سعر الليرة التركية تسجيل تراجعات قوية بالمقارنة بالأعوام السابقة، ويدفع مستثمرو العملات أعلى علاوة في (4) أشهر للتحوّط ضد المزيد من تراجع العملة التركية، بينما يستعدون للانتخابات الوطنية.

واتسع الفارق بين عقود الخيارات لأجل (6) شهور (المعروف بمعامل دلتا "25" لعكس المخاطر) لبيع الليرة أمام الدولار مقابل شراء العملة التركية إلى (13) نقطة مئوية هذا الأسبوع، لتُعدّ بذلك أكبر علاوة تحوّط بين عملات الأسواق الناشئة الرئيسية، وهو اللقب الذي استأثر به الروبل الروسي سابقاً، وفقاً لما ذكرته "بلومبيرغ".

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية إلى 14 أيار (مايو)، وتُعدّ الانتخابات لحظة محورية للمستثمرين الأجانب، الذين أجبروا على ترقب خلال فترات من سياسات الاقتصاد الكلي والسياسات النقدية غير التقليدية للبلد.

اندلعت الأزمة الاقتصادية الأخيرة في تركيا عندما قام أردوغان بالضغط على المصرف المركزي بغية خفض الارتفاع الشديد في الأسعار

من جانبه، قال رئيس المحفظة واستراتيجية ESG في TD Securities، كريستيان ماغيو: "يظهر أنّ التوقعات الضمنية قد ساءت. ومع اقتراب الانتخابات، هناك خطر من أنّ البنك المركزي قد يخفض العملة مرة أخرى قبل التصويت، وكل هذا بدأ يلقي بظلاله على توقعات السوق بشكل أكثر وضوحاً".

وأضاف: "لذلك تبدأ الخيارات في تحديد مخاطر إضعاف الليرة بشكل أكثر دقة من المستويات الحالية"، وتُعدّ الليرة التركية إحدى العملات القليلة التي ما تزال تقدم عوائد حقيقية سلبية، يتم تداولها ضمن نطاق ضيق منذ أيلول (سبتمبر)، بفضل استراتيجية مُدارة بعناية تتضمن تدخلات من جانب البنك المركزي.

وأضافت لجنة السياسة النقدية الأسبوع الماضي الغموض إلى اتجاه سياستها من خلال إزالة العبارة التي تقول إنّ المعدلات الحالية "كافية"، إذ ترك صناع السياسة سعر الفائدة القياسي دون تغيير لمدة شهرين متتاليين، بعد خفض بنحو (500) نقطة أساس.

وتراجع التضخم السنوي في تركيا مجدداً في كانون الأول (ديسمبر) من مستوى قياسي غير مسبوق منذ عقدين، وارتفعت أسعار الاستهلاك بنسبة 64,3% من المستويات التي كانت عندها قبل عام، على ما أعلنت وكالة الإحصاء الحكومية، مقارنة بزيادة 84,4% على أساس سنوي في تشرين الثاني (نوفمبر).

العملة التركية من بين الأسوأ من حيث الأداء في الأسواق الناشئة خلال 2022

واندلعت الأزمة الاقتصادية الأخيرة في تركيا عندما قام أردوغان الذي لطالما كان يعارض أسعار الفائدة المرتفعة بالضغط على المصرف المركزي بغية خفض الارتفاع الشديد في أسعار الاستهلاك من خلال خفض تكاليف الاقتراض، حيث بلغ معدل التضخم السنوي ذروته في تشرين الأول (أكتوبر) 2021 مسجلاً 85,5%.     

وبرغم وجود (1.46) تريليون ليرة تركي، أي نحو (75.5) مليار دولار، في برنامج الادخار في 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، فقد كانت العملة التركية من بين الأسوأ من حيث الأداء في الأسواق الناشئة خلال 2022.

وفي وقت سابق، أعلنت السعودية أنّها ستضع وديعة بقيمة (5) مليارات دولار في البنك المركزي التركي لخلق فرص استثمارية في تركيا.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية