المخدرات تُغرق العراق وتداهم شبابه... ما علاقة إيران؟

المخدرات تُغرق العراق وتداهم شبابه... وأصابع الاتهام تشير إلى تورط هذه الدولة

المخدرات تُغرق العراق وتداهم شبابه... ما علاقة إيران؟


22/09/2022

جهود مكوكية للحكومة العراقية وفيض من التحذيرات لم تسهم مساهمة فعالة في القضاء على المخدرات التي انتشرت على نطاق واسع في العراق، بعد أن كان بلداً شبه خالٍ منها في الأعوام التي سبقت عام 2003 الذي أطيح فيه بنظام الرئيس الراحل صدام حسين، في الوقت الذي تشير فيه أصابع الاتهام إلى إيران، التي تسعى لتوسيع نفوذها السياسي والديني في العراق عبر طرق شتى.

ووفق معظم المسؤولين في هذا الملف؛ فإنّ ما نسبته 90% من المواد المخدرة (الكريستال، وحبوب الكبتاغون، والحشيشة) تدخل العراق عبر حدوده الشرقية مع إيران، بالنظر إلى هشاشة الإجراءات الأمنية واستغلال عصابات التهريب المنظمة مناطق الأهوار والمنافذ غير الرسمية والمسافات الطويلة والفارغة بين البلدين لعبور المواد، إلى جانب تهريب قليل نسبياً عبر محافظة الأنبار الصحراوية (غرباً) المحاذية لسوريا، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".

طرق التهريب

تتفنن عصابات التهريب في استخدام مختلف الطرق والوسائل لتهريب المخدرات؛ ومن ضمنها الطائرات المسيّرة، فقد تمكنت السلطات العراقية في أيار (مايو) الماضي من إسقاط طائرة شراعية تقوم بنقل المخدرات عبر الحدود مع إيران في محافظة البصرة الجنوبية، على حدّ تعبير الصحيفة.

مسؤولون: ما نسبته 90% من المواد المخدرة (الكريستال، وحبوب الكبتاغون، والحشيشة) تدخل العراق عبر حدوده الشرقية مع إيران

وتتركز النسبة العالية من التعاطي بين أوساط الشباب والمراهقين (15-35) عاماً في بغداد ومحافظات وسط وجنوب البلاد، ويتحدث بعض المختصين في مجال المخدرات عن انتشار واسع النطاق لعمليات التعاطي والمتاجرة في بعض المناطق الشعبية الأكثر فقراً في محافظتي البصرة وبغداد، وهناك من يتحدث عن تعاطي أبناء بعض الأسر الغنية أنواعاً غالية الثمن من المخدرات، حسبما نقلت "الشرق الأوسط" عن مسؤولين لم تسمّهم.

 خطر يداهم الشباب

حذّر عضو مفوضية حقوق الإنسان المستقلة السابق فاضل الغراوي أمس الأربعاء من عمليات الانتشار الواسعة للمخدرات في البلاد، ودعا السلطات إلى إنشاء مراكز مختصة لمعالجة الإدمان.

وقال الغراوي في بيان: إنّ "ارتفاع معدلات تعاطي المخدرات في الأعوام الأخيرة بات خطراً يهدد حياة الشباب"، داعياً الحكومة إلى "إصدار عفو خاص لإطلاق سراح جميع المتعاطين وإدخالهم مصحات للتأهيل من الإدمان".

ويطالب مختصون في الشأن القضائي وتجارة المخدرات منذ أعوام بتعديل قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم (20) لعام 2017، لتشديد العقوبات وتركيز تنفيذها على المتاجرين فيها وليس المتعاطين لها.

تمكنت السلطات العراقية في أيار الماضي من إسقاط طائرة شراعية تقوم بنقل المخدرات عبر الحدود مع إيران

وبشأن أنواع المخدرات الشائعة في العراق، يؤكد الغراوي أنّ "مادتي الكريستال والكبتاغون تمثلان أهم أنواع المخدرات انتشاراً في العراق، إضافة إلى العديد من أنواع المخدرات الصناعية والطبيعية"، منبهاً إلى أنّ "استمرار دخول المخدرات إلى العراق عبر الممرات البرية والمائية الرخوة أمنياً هو العامل الأساسي لانتشار تعاطيها، إضافة إلى تحول العراق من ممر لتجارة المخدرات إلى سوق اقتصادية لبيعها لما تدره من مبالغ خيالية".

وعن الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة المخدرات، ذكر الغراوي أنّ "العوامل الاقتصادية وانتشار البطالة والصدمات والأزمات النفسية وضعف الوازع الديني والرقابة الأسرية والمجتمعية والتربوية والاستخدام السيّئ للاتصالات، عوامل مشتركة تقف وراء ذلك".

وأشار إلى أنّ "الفئة العمرية من (15 إلى 35) عاماً تمثل الفئة الأكثر تعاطياً للمخدرات، ودعا الحكومة إلى الإسراع في إنشاء مصحات للتأهيل من الإدمان، وإجراء تعديل تشريعي باعتبار المتعاطين مرضى يحتاجون للرعاية بدلاً من سجنهم مع تجار المخدرات".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية