المرأة في ليبيا ممنوعة من السفر من دون رجل... ما التفاصيل؟

المرأة في ليبيا ممنوعة من السفر من دون رجل... تفاصيل

المرأة في ليبيا ممنوعة من السفر من دون رجل... ما التفاصيل؟


16/05/2023

غضب واسع أثاره قرار جهاز الأمن الداخلي التابع لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، بتنفيذ إلزام النساء الراغبات في السفر إلى الخارج من دون مرافق بتعبئة بيانات تذكر فيها أسباب سفرها بمفردها.

وأصدرت منظمات وشخصيات حقوقية بياناً عبّرت فيه عن رفضها للقرار، وطالبت بإلغائه، وصدر البيان بعنوان "التعدي على حق النساء في حرية التنقل إهانة للمرأة الليبية، وانتهاك مرفوض للدستور والقانون"، ووقعت عليه (12) منظمة حقوقية و(119) شخصية.

منظمات: التعدي على حق النساء في حرية التنقل إهانة للمرأة الليبية، وانتهاك مرفوض للدستور والقانون

وجاء في البيان الذي نُشر على صفحة "منبر المرأة الليبية من أجل السلام" بموقع (فيسبوك): "نعرب نحن نشطاء ومنظمات المجتمع المدني (...) عن بالغ إدانتنا للإجراء التمييزي الذي فرضه جهاز الأمن الداخلي بحكومة الوحدة الوطنية على النساء، والذي ينطوي على تقييد حقهن في السفر بمفردهن"، نقلاً عن موقع "الحرة".

وأوضح البيان أنّ الإجراء الحكومي "يشترط على كل امرأة ليبية، في حالة السفر من دون مرافق، تعبئة نموذج يتضمن أسئلة غير مبررة حول أسباب سفرها، وسبب غياب المرافق، وعدد مرات السفر السابقة".

القرار يلزم النساء الراغبات في السفر إلى الخارج من دون مرافق بتعبئة بيانات تذكر فيها أسباب سفرها بمفردها

وأكد الموقعون أنّ "هذا الإجراء ينطوي على تعدٍّ مرفوض على حق المرأة في حرية التنقل المكفول دستورياً".

وتابع البيان أنّ هذه "الإجراءات التمييزية (...) قائمة على التمييز والعنف والاضطهاد بحق النساء، وتعزز من سطوة المنظومة الأمنية وقمعها (...)، ويخالف هذا الإجراء التمييزي مبدأ المساواة (...)، ويتعارض مع التشريعات الليبية التي كفلت للمرأة حق التنقل والسفر".

ولفت إلى أنّ "هذا الإجراء يُعدّ انتهاكاً جسيماً لكلّ المواثيق والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وحقوق النساء التي صادقت عليها ليبيا".

من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الليبية أنّه جرى اجتماع بين رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا أحمد حمزة، مع رئيس جهاز الأمن الداخلي اللواء لطفي الحراري، تم خلاله بحث النموذج الخاص بالسفر للفتيات والنساء من دون محرم.

السلطات الأمنية في غرب ليبيا وشرقها اعتقلت مؤخراً صانعات محتوى ومؤثرّات، وتم إيداعهن السجن بتهمة ارتكاب "جرائم إلكترونية مخلة بالشرف

وفي الاجتماع "تم الاستماع للاستيضاح والمعلومات حول ملابسات وأسباب استحداث هذا النموذج، والاطلاع على عدد من الشكاوى والبلاغات التي وردت إلى جهاز الأمن الداخلي من قبل أهالي وذوي العديد من المواطنين الليبيين الذين تعرّضوا للضرر جراء سفر بناتهن بدون علم وموافقة من أهلهم وذويهم".

وسلطت اللجنة خلال الاجتماع الضوء على "الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وأهمية حماية الفتيات الليبيات وضمان سلامتهن من أيّ مخاطر"، وفقاً لبيان نشرته اللجنة على صفحتها في (فيسبوك).

وبينت اللجنة أنّه "بالنظر إلى الاعتبارات السابقة، فإنّ النموذج الخاص بسفر الفتيات والنساء دون محرم إجراء وقائي واحترازي، ومن صميم المهام والاختصاصات المناطة بجهاز الأمن الداخلي، والغرض منه التنظيم والحماية، مؤكدة أنّ هذا الإجراء لا يتعارض مع الضمانات القانونية المكفولة، وذلك طبقاً للتشريعات والقوانين النافذة، ولا يُعدّ انتهاكاً لحقوق الإنسان والمرأة".

يُذكر أنّ السلطات الأمنية في غرب ليبيا وشرقها كانت قد اعتقلت مؤخراً أيضاً صانعات محتوى ومؤثرّات، وتم إيداعهن السجن، بتهمة ارتكاب "جرائم إلكترونية مخلة بالشرف، ونشرهن محتوى يخدش الحياء ويسيء للمرأة الليبية"، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً وتساؤلات بشأن معايير هذه التوقيفات.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية