المرصد السوري يكشف حقيقة المراكز الثقافية الإيرانية في سوريا.. هذا ما تقوم به

سلط المرصد السوري لحقوق الإنسان الضوء على استراتيجية وأهداف المراكز الثقافية الإيرانية بدير الزور، وتواجدها بالمحافظة منذ عام 2017، وممارساتها فيها.

وقال المرصد في تحقيق نشره عبر موقعه الإلكتروني: إنّ الميليشيات الإيرانية بسطت سيطرتها على مدينة دير الزور ومدن وبلدات وقرى بريف دير الزور ضمن منطقة غرب الفرات في أواخر العام 2017 على حساب تنظيم داعش الإرهابي، وقد بدأت إيران بالسعي للتغلغل ضمن نسيج المنطقة والعمل على ترسيخ نفوذها والتقرب من أهالي وسكان تلك المناطق بشتى أنواع الطرق، ومن أبرز هذه الطرق "المراكز الثقافية الإيرانية" التي أنشأتها إيران في محافظة دير الزور منتصف العام 2018، بإشراف كامل من قبل ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، حيث وضعت استراتيجيات لجذب الشبان والأطفال إلى صفوف الميليشيات عبر المراكز الثقافية.

إيران تسعى للتغلغل ضمن نسيج المجتمع السوري، وترسيخ نفوذها والتقرب من أهالي وسكان مناطق معينة عن طريق المراكز الثقافية

وأشار المرصد إلى أنّ المراكز الثقافية الإيرانية تقدّم نفسها للمجتمع في محافظة دير الزور على أنّ أهدافها هي الوقوف إلى جانب المدنيين وتقديم يد العون لهم ولأطفالهم على وجه الخصوص، وذلك عبر نشاطات ثقافية وخدمات تغلفها بطابع إنساني، حيث تشارك المراكز الثقافية الايرانية في معظم الفعاليات المدنية كعيد الأم إذ يقوم مدراء المراكز الثقافية بإقامة احتفالية وتكريم الأمهات، وفي عيد المعلم تقوم تلك المراكز بتكريم عدد من المعلمين، وتكريم عدد من العمال بعيد العمال، بالإضافة إلى توزيع سلل غذائية بين الحين والآخر لرواد الندوات الدينية التي تقام في المراكز ولذوي عوائل قتلى المنتسبين المحليين في صفوفها.

وتركز تلك المراكز بشكل رئيسي على الأطفال السوريين، من بوابة تقديم دورات تعليمية مجانية للأطفال دون سن الـ (18)، لا سيّما شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، مستغلة الوضع المعيشي الكارثي والفقر المدقع في مناطق نفوذ النظام، وعدم قدرة الأهالي على تحمل تكاليف الدورات التعليمية، فضلاً عن تقديم مستلزمات مدرسية للأطفال واستقدامهم للمراكز لحضور فعاليات، وتنظيم رحلات ترفيهية لهم أيضاً، وهدفهم الحقيقي بهذا هو استقطاب الأطفال وغسل أدمغتهم في انتهاك خطير لحقوق الطفل.

المراكز الثقافية الإيرانية تقدّم نفسها للمجتمع في محافظة دير الزور على أنّ أهدافها هي الوقوف إلى جانب المدنيين وتقديم يد العون لهم

 ووفقاً للمرصد، فإنّ المراكز الثقافية الإيرانية تقوم بإجراء دورات للنساء والرجال والشبان بشكل دوري، كدورات تعليم الخياطة وتعليم الحلاقة الرجالية والنسائية ودورات طبية أيضاً وغير ذلك من مهن، مع تقديم وعود للمتقدمين بتقديم سلات غذائية لهم عند الانتهاء من الدورة بالإضافة إلى إيجاد عمل لهم ضمن النقاط الطبية وأماكن العمل التابعة للميليشيات الإيرانية براتب جيد، وخلال الدورة تقوم تلك المراكز بمحاولة استقطابهم لصفوفها، كما أنّ جميع الوعود التي تقطعها على نفسها للمتقدمين تذهب أدراج الرياح مع انتهاء الدورة، وبحالات قليلة يتم توزيع سلل غذائية لا تكاد تُذكر.

المراكز الثقافية الإيرانية تستقطب النساء والشباب عبر تنظيم دورات كتعليم الخياطة وتعليم الحلاقة الرجالية والنسائية ودورات طبية

وتوصل المرصد إلى أسماء أبرز المشرفين على المراكز الثقافية الإيرانية بمحافظة دير الزور؛ منهم: الحاج رسول، وهو إيراني الجنسية ويجيد التكلم باللغة العربية بشكل جيد جداً، ويُعدّ المسؤول الرئيسي عن المراكز الثقافية الإيرانية بمحافظة دير الزور، والحاج رضا، وهو إيراني الجنسية ويُعدّ المسؤول عن المركز الثقافي الإيراني بمدينة الميادين، إلى جانب الحاج سلمان، وهو إيراني الجنسية أيضاً، وهو المسؤول عن المركز الثقافي الإيراني بمدينة البوكمال، بالاضافة إلى الحاج أيوب الرجا، سوري الجنسية، وهو المسؤول عن المركز الثقافي ببلدة حطلة.

وجود نوادٍ ومراكز فرعية تابعة للمراكز الثقافية الإيرانية، مثل: "نادي الشباب"، و"مركز الكشافة"، و"مركز النور الساطع"

بالإضافة إلى كثيرين، منهم الحاج خزائي، وراشد الفيصل العبيد، ورائد الغضبان، ومحمد العكلة، والحارث طارق الدحام، وموسى الرجا، وعامر الحسين، وعلي الضويحي.

وتتواجد المراكز الثقافية الإيرانية في محافظة دير الزور في عدة مناطق رئيسية، هي: مدينة البوكمال، ومدينة دير الزور، ومدينة الميادين.

ولفت المرصد السوري إلى وجود نوادٍ ومراكز فرعية تابعة للمراكز الثقافية، مثل: "نادي الشباب"، و"مركز الكشافة" المعني بشؤون الأطفال، بالإضافة إلى "مركز النور الساطع".