النظام الإيراني يحاول إنهاء الثورة بأساليب جديدة

النظام الإيراني يحاول إنهاء الثورة بأساليب جديدة

النظام الإيراني يحاول إنهاء الثورة بأساليب جديدة


05/10/2022

في الأسبوع الثالث من انتفاضة الشعب الإيراني ضد النظام عمّت الاحتجاجات أرجاء البلاد، وكانت الجامعات في الصدارة التي واصل طلابها تظاهراتهم رغم القمع الكبير الذي تعرضوا له طوال الفترة الماضية.

وازداد احتجاج طالبات المدارس، وخلع العديد من الطالبات أوشحتهن، ورددن دون خوف شعارات ضد النظام الإيراني والمرشد علي خامنئي، ومزقن صور "خميني" من كتبهن.

احتجاجات الشعب الإيراني ضد النظام عمت أرجاء البلاد، وكانت الجامعات في الصدارة رغم القمع الذي يتعرض له الطلاب والمعلمون

وبالتزامن مع احتجاج الآلاف من طالبات المدارس في جميع أنحاء إيران، أضربت مجموعة من المعلمين في مدينتي سقز وسنندج أمس واليوم رافعين لافتات كتب عليها: "المرأة، الحياة، الحرية"، "مهسا أميني"، و"يوم المعلم العالمي"، وفق ما نقلت إيران إنترناشيونال.

وفي محاولة لاحتواء التجمعات الطلابية تواصل أمن بعض الجامعات مع أولياء أمور الطلاب "لمنع استمرار الاعتصامات الطلابية"، وحاولت وزارة التعليم إيجاد وسائل لمنع خروج طلاب المدارس في أيّ احتجاجات عن طريق تكثيف الدروس، وربط الالتزام بالدراسة وعدم الغياب في التقييمات السنوية. 

وأفادت قناة "المجالس" النقابية لطلبة البلاد أنّه في الأيام الماضية تم الاتصال بأسر العديد من الطلاب، وتم تحذيرهم لمنع أبنائهم من ممارسة أنشطة "مناهضة للنظام" في الفضاء الإلكتروني.

طالبات المدارس يخلعن أوشحتهن، ويرددن دون خوف شعارات ضد النظام الإيراني والمرشد علي خامنئي، ويمزقن صور خميني من كتبهن

وتأتي هذه الاتصالات بهدف إثارة الرعب والضغط النفسي على أسر الطلاب، ومن أجل إنهاء الاعتصامات الطلابية احتجاجاً على قمع واعتقال زملائهم.

ونظّم طلاب جامعة "تربيت مدرس" وكلية الإدارة في جامعة "طهران وجامعة "الزهراء" وجامعة "بهشتي"، وجامعة "علم وصنعت طهران"، وجامعة "تبريز" للعلوم الطبية، وجامعة "كردستان" للعلوم الطبية، وقفات احتجاجية كبيرة، وهتفوا ضد النظام وضد المرشد الأعلى  وضد الباسيج.

كما نظّم طلاب جامعة "كيلان" للعلوم الطبية تجمعاً، وفي أورميه أيضاً نظّم الطلاب تجمعاً في ساحة الجامعة، ورددوا هتافات مثل: "يجب إطلاق سراح الطالب المسجون".

الأمن يحاول احتواء التجمعات الطلابية عن طريق التواصل مع أولياء أمور الطلاب "لمنع استمرار الاعتصامات" 

وشكّل طلاب جامعة "فردوسي" في مشهد تجمعاً كبيراً مرددن شعارات مثل: "مشهد، زاهدان، أضحي بحياتي من أجل إيران"، و"العدل، الحرية، الحجاب الاختياري".

وبحسب التقارير والصور المنشورة، تجمع طلاب جامعة "نوشيرواني" في بابل، وكذلك طلاب جامعة "قم" في فناء جامعاتهم.

ووفق آخر الأخبار التي نقلتها وكالة "فرانس برس"، فإنّ الأمن الإيراني اعتقل أكثر من (40) طالباً بعد تعرّضهم للعنف والضرب، وتعرّض عدد من أساتذة هذه الجامعات للضرب.

فرزین كد خدائي: حصيلة قتلى إطلاق قوات الأمن الإيرانية النار على المصلين في زاهدان وصلت إلى أكثر من (80) شخصاً بينهم طفلان

وأفاد النشطاء البلوش أنّ حصيلة قتلى إطلاق قوات الأمن الإيرانية النار على المصلين في زاهدان جنوب شرقي إيران يوم الجمعة الماضي وصلت إلى "أكثر من (80) شخصاً بينهم طفلان".

وكتب الناشط البلوشي المقيم في ألمانيا فرزین كد خدائي على حسابه في "تويتر" أنّه مع تحديد هوية طفلين يبلغان من العمر (12 و14) عاماً، يدعيان "جواد بوشه"، و"سُديس كشاني"، فإنّ عدد المواطنين القتلى من أحداث يوم الجمعة الماضي في زاهدان وصل إلى (82) حتى الآن.

في غضون ذلك، أعلنت (11) منظمة حقوقية في بيان أنّه منذ 18 أيلول (سبتمبر)، تم اعتقال أكثر من (50) من المدافعين عن حقوق الإنسان في إيران، بالإضافة إلى الصحفيين والطلاب الناشطين، واتُّهم بعضهم بـ"العمل ضد الأمن القومي". 

(11) منظمة حقوقية: منذ 18 أيلول تم اعتقال أكثر من (50) من المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والطلاب الناشطين

وأضافت المنظمات أنّها قلقة من عمليات الاعتقال والاحتجاز المؤقت والضرب التي تعرّض لها المدافعون عن حقوق الإنسان وصحفيون ونشطاء طلابيون ونشطاء مدنيون خلال الاحتجاجات، وتطالب السلطات الإيرانية بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المدافعين عن حقوق الإنسان الذين تم اعتقالهم ظلماً.

ودعت المنظمات الحقوقية السلطات إلى إعادة الوصول الكامل على الفور لشبكة الإنترنت، وإعادة الاتصالات والامتناع عن الحجب وإبطاء الشبكة العنكبوتية، وتعطيل منصات وأدوات الاتصال عبر الإنترنت.

وكانت مؤسسة برومند، وهيومن رايتس ووتش، وحملة نشطاء البلوش، من بين الموقعين على البيان.

النظام الإيراني يستخدم الأطفال في عمليات قمع الاحتجاجات في الشوارع، وانتشار صور أطفال ومراهقين يرتدون زي "الباسيج" و"الحرس الثوري الإيراني"

وأصدرت جمعية حماية حقوق الطفل في إيران بياناً أدانت فيه استخدام الأطفال في عمليات قمع الاحتجاجات في الشوارع، فضلاً عن قتل واعتقال الأطفال والمراهقين خلال الاحتجاجات العامة في إيران.

ومع وصول الاحتجاجات العامة في إيران إلى الذروة، وتعب ونقص قوى القمع الإيرانية، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور أطفال ومراهقين يرتدون زي "الباسيج" و"الحرس الثوري الإيراني"، ممّا أثار غضب العديد من الناشطين.

يُذكر أنّ الاحتجاجات المناهضة للحكومة بدأت خلال جنازة مهسا أميني (22) عاماً في 17 أيلول (سبتمبر) الماضي ببلدة سقز في كردستان الإيرانية، وتحولت إلى أكبر استعراض لمعارضة السلطات الإيرانية منذ أعوام، وقد دعا كثيرون إلى إنهاء حكم رجال الدين المستمر منذ أكثر من (4) عقود، وفقاً لوكالة "رويترز".

ولم تهدأ الاحتجاجات على الرغم من العدد المتزايد للقتلى والقمع الشرس من جانب قوات الأمن التي تستخدم الغاز المسيل للدموع والهراوات، وفي بعض الحالات الذخيرة الحية.

الصفحة الرئيسية