النموذج الإماراتي في التنمية والتقدم

النموذج الإماراتي في التنمية والتقدم

النموذج الإماراتي في التنمية والتقدم


06/12/2022

رياض نعسان آغا

قدّمت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً عالياً أمام كل الدول النامية بات جديراً بالدراسة والتمثُّل والاقتداء.

فهذه الدولة التي نشأت قبل نصف قرن ونيف حققت معدلات قياسية في التنمية المستدامة والبناء الحضاري والإنجاز في كل ميادين التقدم، بينما تعثر كثير من دول العالم النامي. لقد تمكنت دولة الإمارات في زمن وجيز نسبياً من أن تصبح منارةً في الشرق الأوسط تثير إعجابَ شعوبٍ وأممٍ فاجأتها النهضة الإماراتية.

وقد كنت أرى هذا الإعجاب في زياراتي لدول أوروبية ومدن أميركية، فأواجه سؤالاً تقليدياً: من أين أنت؟ فأجيب بأنني سوري أعيش في دولة الإمارات، وعندها أرى ابتسامةً على وجه سائلي وهو يعلّق بإعجاب: رائع، أنت إذن في أبوظبي أو دبي، إني أحلم بزيارة الإمارات. إنها شهرة مدوية جاءت نتاج جهد ضخم قدّمته دولة الإمارات التي لفتت أنظارَ العالم إلى تميزها بالتقدم الذي حققته.

وقد أتيح لي منذ مطلع السبعينيات مواكبة هذه المسيرة المدهشة، بمصداقيتها وبإخلاص القيادة في رؤيتها وتنفيذها، وهذا الإخلاص هو الركيزة الأساسية للبناء، وهو ما افتقدته تجارب كثيرة في العالم النامي.لقد تمكنت دولة الإمارات من أن تقدم نموذجاً ذكياً في فن بناء العلاقات الدبلوماسية والتعاون الدولي، وهي بذلك تنفذ رؤية مؤسسي الدولة في الانفتاح على الأمة العربية وعلى العالم الإسلامي، وعلى دول وشعوب الكرة الأرضية ككل.

لقد نسجت دولةُ الإمارات علاقات متينة مع الدول العربية منذ بداية تأسيسها، وجعلت انتماءَها العربي واضحاً بدءاً من اسم الدولة الناشئة، كما كانت المثالَ الأول الناجح لوحدة عربية في العصر الحديث.. وهذا دليل مصداقية قادتها الذين أخلصوا لدولتهم، واستمروا في بنائها يداً واحدةً، وسرعان ما انفتحوا على شعوب العالَم كله، حتى باتت الإمارات نموذجاً للتواصل بين الشعوب، إذ تستضيف الآن على أرضها نحو مائتي جنسية، وتتم معاملة الجميع بمساواة تامة أمام القانون.

ومما يعزز هذا التوجه أن شعب الإمارات شعب متفتح ثقافياً وليس لديه أية نزعة انغلاقية، وهو وريث حضارة عربية إسلامية جوهرُ رسالتها «العدل والإحسان» ونبذ التعصب، فضلاً عن كون هذا الشعب لم يعرف العزلةَ في تاريخه، فهو يعيش على شواطئ البحار التي تتصل بالعالم كله. ولقد كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يقوم بدور الوسيط المصلح بين أقطار الأمة كلما حدث خلاف بينها، وهذا ما جعل العرب جميعاً يلقبونه «حكيم العرب».

ونذكر لدولة الإمارات حكمتَها في معالجة قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران، حيث دعت منذ البداية إلى الاحتكام إلى الشرعية الدولية، وإلى بناء علاقات حسن جوار مع الجميع بدل الحروب والصراعات. ووقفت الإمارات إلى جانب مصر لمساعدتها على معالجة القضايا الاقتصادية، واستعادت علاقاتها التاريخية مع تركيا، ووقفت موقفاً قوياً في الحفاظ على قراراتها السيادية وحقها في الحياد دون التدخل في شؤون الدول الأخرى، ساعيةً إلى السلام الدولي. وحرصت على إنهاء الصراع في اليمن، بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية، بعد أن تدخلت قوى إقليمية لإذكاء الفتن وإعاقة ما تم الاتفاق عليه في المبادرة الخليجية الرامية لإنهاء الصراع هناك.

كما برز دور الإمارات الساعي إلى السلام الدولي في رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، من خلال الموازنة الحكيمة بين العلاقة المتينة مع روسيا، وبين الحرص على حل سلمي للحرب الأوكرانية الروسية، مع الحفاظ على استقلال القرار الإماراتي السيادي، وصون العلاقات التاريخية مع كل من الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية.. وهي رؤية تحافظ على المصالح العليا للدولة. هنيئاً لدولة الإمارات، قيادةً وشعباً، بعيد الاتحاد الذي يشاطرهم العربُ جميعاً الاعتزازَ بمنجزاته ونجاحاته.

عن "الاتحاد" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية