الهند: مسلحون هندوس يقتحمون مسجداً ويهاجمون المصلين... ما القصة؟

الهند: مسلحون هندوس يقتحمون مسجداً ويهاجمون المصلين... ما القصة؟


21/04/2022

يتعرّض مسلمو الهند للاضطهاد والعنف بشكل شبه يومي، وسط تجاهل ولا مبالاة من حكومة ناريندرا مودي.

ووفقاً لصحيفة "لوموند" الفرنسية، فقد توجه عدة مئات من الرجال المُسلّحين بالسيوف في موكب عيد "هانومان جايانتي" الهندوسي يوم 16 نيسان (أبريل) إلى الأحياء التي يقطنها المسلمون وهم يهللون "السلام على الإله رام"، ثمّ اقتحموا أحد المساجد، حيث اندلعت اشتباكات أسفرت عن تعرّض أشخاص عدة إلى إصابات واحتراق مستودعات وسيارات، ولم تُفضّ الاشتباكات إلا بتدخّل الشرطة.

وذكرت الصحيفة الفرنسية: أنّه "كان سياسيون من حزب بهاراتيا جاناتا، حزب الشعب الهندي الحاكم، حاضرين في المسيرة، وفي وقت الصلاة أغاروا على المسجد لمهاجمة المصلين بالحجارة".

مئات من الرجال المُسلّحين بالسيوف والمسدسات في موكب عيد "هانومان جايانتي" الهندوسي يهاجمون الأحياء التي يقطنها المسلمون ويقتحمون المساجد

وذكرت "لوموند" أنّ الشرطة توصلت إلى استنتاجات تتناقض إلى حد كبير مع ما حدث على أرض الواقع... لتعتقل الشرطة (20) شخصاً من المسلمين، حيث قال المفتش الذي أُرسل إلى مكان الحادثة إنّ "المسلمين اعترضوا مظاهرة سلمية لإحياء ذكرى هانومان جايانتي عند مرور الموكب أمام المسجد".

وقالت شرطة دلهي الثلاثاء: إنّها ألقت القبض على (25) شخصاً تورطوا في اشتباكات السبت، وذكرت أنّه تم التعرف على (17) مشتبهاً به من المسلمين و(6) من الهندوس، بما في ذلك أعضاء "Vishva Hindu Parishad" (أو VHP اختصاراً)، وهي منظمة يمينية تابعة لحزب "بهاراتيا جاناتا"، وهي التي قادت المسيرة الأخيرة نحو المسجد.

وقد ساهم المسؤولون المحليّون من حزب بهاراتيا جاناتا في تأجيج نار الكراهية أكثر من خلال إلقاء اللوم على المهاجرين غير الشرعيين "البنغاليين والروهينغا" المقيمين في المنطقة.

المسؤولون المحليّون من حزب بهاراتيا جاناتا ساهموا في تأجيج نار الكراهية أكثر من خلال إلقاء اللوم على المهاجرين غير الشرعيين

ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أنّ هذه الأحداث تستذكر المذابح التي دمّرت الأحياء الشمالية الشرقية من دلهي التي راح ضحيّتها (54) شخصاً، في شباط (فبراير) 2020، حيث قام المئات من الهندوس المتطرفين بتدمير أحياء المسلمين.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ موجة العنف التي شهدتها منطقة جيهانغير بوري ليست الأولى من نوعها، فقد تزايدت الهجمات ضد المسلمين في جميع أنحاء البلاد، دون تدخل الحكومة ورئيس الوزراء ناريندرا مودي لوضع حدٍّ لمثل هذه السلوكيات.

وذكرت أنّ الحكومة بقيادة القوميين الهندوس منعت الطالبات المحجبات من الالتحاق بالمدارس في ولاية كارناتاكا، ثم دافعت عن قرار بعض المعابد حظر عمل التجار المسلمين خلال الأعياد الدينية الهندوسية.

وفي غوجارات وماديا براديش وجارخاند وغرب البنغال وجوا، كانت المواكب الدينية لرام نافامي، وهو مهرجان هندوسي في 10 نيسان (أبريل) الجاري، فرصة لتغذية مشاعر الكراهية ونشرها.  

تزايدت الهجمات ضد المسلمين في جميع أنحاء البلاد، دون تدخل الحكومة ورئيس الوزراء ناريندرا مودي لوضع حد لمثل هذه السلوكيات

وخلال هذه المواكب تعرّض مسجد وعشرات المنازل في خارجون في ولاية ماديا براديش إلى الحرق، وأمرت الحكومة بهدم المنازل والمتاجر التي لا تعود ملكيتها للهندوس، أي المسلمين، المتهمين دون أيّ محاكمة بالتورط في أعمال العنف، حيث هدم (16) منزلاً و(29) متجراً بالجرافات.

 وفي بيان مشترك، شجب (13) حزباً صمت ناريندرا مودي، قائلين إنّه "لم يعارض أقوال وأفعال أولئك الذين يروّجون للطائفية وأولئك الذين يحرّضون مجتمعنا ويستفزونه... ويعتبر هذا الصمت شهادة بليغة على حقيقة أنّ هذه الحشود المسلحة تتمتع بدعم جهات رسمية.

 وأدت سياسة حزب ناريندرا مودي إلى تفاقم الانقسامات الدينية في الهند من خلال الترويج إلى إيديولوجية الهندوتفا السياسية، التي تهدف إلى جعل الهند أمّة هندوسية من خلال استبعاد الأقليات الدينية وخاصة المسلمين، الذين يشكّلون 14% من السكان، أو ما يعادل (200) مليون شخص، بحسب الصحيفة الفرنسية.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ رئيس الوزراء متهم بالتورط في المذابح التي حدثت عام 2002 في كجرات وأودت بحياة (2000) شخص، معظمهم من المسلمين.

ومنذ إعادة انتخابه في 2019، تزايدت قرارات ناريندرا مودي التي تهدف إلى جعل المسلمين مواطنين من الدرجة الثانية.

وفي كانون الأول (ديسمبر) 2021، تجمّع الكهنة الهندوس في مدينة هاريدوار المقدّسة في ولاية أوتارانتشال للدعوة إلى الإبادة الجماعية للمسلمين، لكن لم تتمّ إدانة تصريحاتهم من قبل أيّ جهة حكومية.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية