اليوم العالمي للسيلفي: مجرد تصوير أم مؤشر على اضطراب؟

اليوم العالمي للسيلفي: مجرد تصوير أم مؤشر على اضطراب؟


21/06/2021

تحت هاشتاغ "#National Selfie Day" شارك آلاف الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً بمفردهم أو بمصاحبة مجموعة من الأصدقاء أو قطتهم أو كلبهم أو طعامهم المفضل، وذلك احتفالاً بذكرى "اليوم العالمي للسيلفي" الموافق 21 حزيران (يونيو)، وقد تم الاحتفال به للمرة الأولى في العام 2014. 

 عدّ صور السيلفي التي لا يحتاج فيها الشخص إلى مصور محترف لتخليد لحظة بعينها  الأكثر انتشاراً حول العالم، في ظل ثورة مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الجوالة التي تتبارى في تحسين جودة الكاميرا الأمامية فيها لتسهيل وجذب المشترين ووعدهم بصور "سيلفي" خلابة. 

اقرأ أيضاً: ما قصة "سيلفي الطلاق" الذي أثار ضجة في تونس؟

 وعلى الرغم من الانتشار الواسع لتلك الصور، فإنها لم تخلُ من المحاكمات، حيث ربط البعض بين الهوس بتصوير السيلفي وبين الاضطرابات النفسية، مثل النرجسية. 

والنرجسية هي حالة نفسية يتملّك المريض بها شعور مبالَغ فيه بأهميته، فضلاً عن حاجة عميقة إلى زيادة الاهتمام والإعجاب، واضطراب العلاقات، وانعدام التعاطف مع الآخرين، ولكن خلف هذا القناع من الثقة المبالَغ فيها، تكمن ثقة هشة بالنفس تجعله عرضة لأقل قدر من الانتقاد.

النرجسية هي حالة نفسية يتملّك المريض بها شعور مبالَغ فيه بأهميته

 وفقاً لموقع "هيلث داي" الطبي الأمريكي، فإنّ الدراسة التي قادتها الأستاذة المساعدة بجامعة ولاية أوهايو الأمريكية جيسي فوكس كشفت عن ارتباط هذا النوع من سلوك التصوير بما يُعرف في علم النفس بالنرجسية، وهو الاهتمام الزائد بالنفس.

وأوضحت الدراسة، بحسب ما أورده موقع "الدولة الآن"، أنّ الأشخاص المدمنين على تصوير السيلفي، وقضاء وقت طويل في تعديل الصور، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، يرتكز اهتمامهم على ذاتهم بشكل أكبر، ويعتقدون أنهم أكثر ذكاءً وجاذبية، وأفضل من الآخرين. 

 

يميل الناس إلى اعتبار السيلفي الذي يلتقطونه لأنفسهم بمثابة لقطة أصلية، وتحوي سخرية ذاتية، بينما يعتقدون أنّ سيلفي الآخرين أقل أصالة، ويميل إلى استعراض الذات

 

وتوجد لديهم مشاكل في الشعور بالأمان، بالإضافة إلى بعض سمات معاداة المجتمع، والميل إلى تضخيم الذات.

 وفي دراسة مشتركة بين جامعات "إدنبره وهيريوت وبرمنجهام" أجريت عن علاقة السيلفي  بالعلاقات الاجتماعية والشخصية، أكدت أنّ الحريصين على التقاط الصور الكثيرة لأنفسهم يميلون إلى علاقات شخصية واجتماعية محدودة، وأنّ أصدقاءهم ينفرون منهم، وأنّ المستوى الدراسي لديهم منخفض.  

ويفسّر الباحث في قسم علم النفس بجامعة نوتنغهام ترينت الدكتور جان اثنان بالاكريشنان  حالة الإدمان على السيلفي بأنها حالة من عدم الثقة بالنفس، وأشارت دراسات نفسية إلى أنّ كثرة التقاط صور "السيلفي" يُعدّ نوعاً من أنواع الخلل النفسي.

اقرأ أيضاً: إذا كنت من عشاق السيلفي ارتد هذه السترة

 "يميل الناس إلى اعتبار السيلفي الذي يلتقطونه لأنفسهم بمثابة لقطة أصلية، وتحوي سخرية ذاتية، بينما يعتقدون أنّ سيلفي الآخرين أقل أصالة، ويميل إلى استعراض الذات"، وذلك وفق دراسة أستاذة بجامعة ميونيخ، مشيرة إلى أنه عندما يلتقط أحدهم الصور السيلفي يظن أنها تحبب الآخرين فيه، ولكن ما يحدث هو العكس تماماً.

كانت "النرجسية" هي الدافع الأول بنسبة 29.5%

 وأشارت إلى أنّ 82% ممّن أجريت عليهم الدراسة لا يحبون رؤية الصور السيلفي للآخرين على مواقع الإنترنت المختلفة، وذلك في الوقت الذي يحبون فيه التقاط الصور الشخصية لأنفسهم. 

اقرأ أيضاً: احذر.. هذا المرض قد يصيبك بسبب "السيلفي"

 وتوصلت دراسة أجرتها كلية "دارتموث" في ولاية نيوهامبشير الأمريكية، ونشرت في مجلة "علم النفس الاجتماعي التجريبي"، إلى أنّ التقاط الصور باستمرار يتسبب في ضعف الذاكرة، وتراجع القدرة على استحضار الذكريات؛ لأنّ من يلتقط الصورة يكون مشتتاً للغاية، ويفكر بكيفية تفاعل الآخرين معها.

لكنّ نتائج تلك الدراسات ليست حقائق مطلقة، في ظل ظروف عدة قد تقام فيها التجربة فتخلص إلى نتائج غير دقيقة، مثلاً دراسة أعيد نشرها على نحو واسع لموقع "سيكولوجي توداي" المتخصص في الصحة النفسية، خلص إلى 5 دوافع وراء التقاط صور السيلفي، استناداً إلى دراسة شملت 276 طالباً، وهي عينة ضئيلة للغاية للاعتماد عليها في تنميط طريقة تصوير يلجأ إليها الملايين حول العالم.

 

الدراسة التي قادتها الأستاذة المساعدة بجامعة ولاية أوهايو الأمريكية جيسي فوكس كشفت عن ارتباط هذا النوع من سلوك التصوير بما يُعرف في علم النفس بالنرجسية، وهو الاهتمام الزائد بالنفس 

 

 وكانت "النرجسية" هي الدافع الأول بنسبة 29.5%، ثم "المشاركة والاتصال" أي الرغبة في مشاركة الخبرة مع الأصدقاء بنسبة 23.3%، ثم "الاستخدام الوظيفي" أي إظهار العمل في الصور الخاصة بنسبة 22.80%، ثم تعزيز احترام الذات، أي الشعور بتحسن تجاه النفس بنسبة 15.54%، وأخيراً الذاكرة، أي التقاط الصور لأجل الذكريات بنسبة 5.7%.

وعلى الرغم من أنّ تلك النتائج تبرئ صور السيلفي من الاضطرابات ولا تثبتها؛ إذ إنّ المؤشر السلبي الوحيد هو للسبب الأول، بينما توجد 4 أسباب أو دوافع أخرى إيجابية لالتقاط تلك الصور، ورغم ذلك يتم التركيز على النرجسية ووصمها بها. 

كيف ظهر السيلفي؟ 

يعتقد البعض أنّ تقنية التصوير الذاتي حديثة حداثة إدراج الكلمة في قاموس إكسفورد في العام 2013، لتصبح وقتها كلمة العام "SELFIE"، لكن المؤكد على الرغم من اختلاف الآراء حول أول صورة سيلفي في التاريخ، فإنّ تلك التقنية قديمة للغاية. 

نتائج تلك الدراسات ليست حقائق مطلقة

 والمرجح أنّ أول صورة سيلفي ترجع إلى العام 1839، على يد الأمريكي روبرت كورنيليوس، بحسب موقع "بي بي سي". 

أمّا صورة السيلفي التي التقطها نجم هوليوود برادلي كوبر خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار في عام 2014، فإنها تُعدّ أكثر صور السيلفي إعادة تغريد على الإطلاق، بحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز". 

وبحسب موقع رائج، فإنّ تاريخ اليوم العالمي للسيلفي يرجع إلى أنه في العام 2014 أسس DJ Rick McNeely National Selfie Day للاحتفال بحب الناس التقاط الصور الشخصية لأنفسهم، وخاصة في ظل الهوس الحالي بالموبايلات وتطوير الكاميرات السيلفي.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية