بالتزامن مع "كوب 27"... ما أبرز المشروعات المصرية في المجال البيئي؟

 بالتزامن مع "كوب 27"... ما أبرز المشروعات المصرية في المجال البيئي؟

بالتزامن مع "كوب 27"... ما أبرز المشروعات المصرية في المجال البيئي؟


07/11/2022

تزامناً مع انطلاق فاعليات مؤتمر المناخ "كوب 27" بمدينة شرم الشيخ أمس، تزخر أجندة الحكومة المصرية بحزمة من المشروعات العملاقة الخاصة بالدعم البيئي، ومواجهة التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية، وذلك في إطار الإستراتجية الوطنية لمكافحة آثار التغيير المناخي 2050، والتي تستهدف تحقيق النمو المستدام منخفض الانبعاثات في مختلف القطاعات.

وخلال افتتاح المؤتمر صباح الأحد قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، رئيس مؤتمر أعمال قمة المناخ "كوب 27": إنّ النمط الذي سارت عليه البشرية منذ بدء الثورة الصناعية حتى يومنا هذا لم يعد قابلاً للاستدامة، مضيفاً أنّ أزمات الكوارث الطبيعية التي شهدناها مؤخراً "صوت نذير يتردد في أنحاء كوكبنا" لاتخاذ جميع التدابير اللازمة.

وأكد شكري أنّ مصر لن تدخر جهداً في قيادة العمل الدولي لمواجهة تغير المناخ، وتوجه بالشكر للمجتمع الدولي على ثقته في منح مصر شرف استضافة الدورة الـ27 من مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ "كوب 27"، معرباً عن ثقته في أنّ مصر ستجد كل الدعم والتأييد لتمضي إلى جانب الدول الأخرى في تحقيق ما نصبو إليه.

مشروعات عملاقة

أعلنت الحكومة المصرية نهاية آب (أغسطس) الماضي أولوياتها في مشروعات مكافحة تغير المناخ، ببرامج مستهدفة تصل تكلفتها التقديرية إلى (202.5) مليار دولار على مدار (28) عاماً، وتشمل محوري "التخفيف" من الآثار السلبية المتوقعة لتغير المناخ، و"التكيف" مع تلك الآثار، بحسب  شبكة "سكاي نيوز".

 وزير الخارجية المصري سامح شكري، رئيس مؤتمر أعمال قمة المناخ "كوب 27"

وتضم خطة الحكومة المصرية مشروعات متعلقة بـ "الهيدروجين الأخضر"، و"النقل الكهربائي"، وبرامج لما يُعرف بـ "التقاط الكربون وتخزينه"، وإنتاج محاصيل متوائمة مناخياً، وحماية الشواطئ، وتحلية مياه البحر كأولوية أولى.

ويصل إجمالي التكلفة المطلوبة لبرامج ومشروعات التخفيف والتكيف مع تغير المناخ، وفق المصادر، إلى (324) مليار دولار، وفق دراسات رسمية، من بينها (211) مليار دولار لـ"التخفيف"، و(113) ملياراً لـ "التكيف".

وبدأ أول المشروعات المستهدفة في "الحزمة الأولى من البرامج والمشروعات المقترحة للتمويل" بمشروعات حماية الشواطئ، وتم تقدير مدة تنفيذها حتى عام 2027 باعتبارها أولوية أولى بتكلفة (12) مليار دولار بطول (3500) كيلومتر.

مبادرات لحماية حقوق الأجيال القادمة

شملت الجهود المصرية العديد من المبادرات والأنشطة الهادفة إلى التوعية وحماية حقوق الأجيال القادمة في الحفاظ على بيئة نظيفة، كان أبرزها مبادرة "تحضر للأخضر" التي انطلقت تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ضمن إطار الإستراتيجية القومية للتنمية المستدامة "مصر 2030"، والتي سعت لنشر الوعي البيئي وحث المواطنين على المشاركة في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية لضمان استدامتها حفاظاً على حقوق الأجيال القادمة.

أعلنت الحكومة المصرية أولوياتها في مشروعات مكافحة تغير المناخ، ببرامج مستهدفة تصل تكلفتها التقديرية إلى 202.5 مليار دولار على مدار 28 عاماً

ودشنت الحكومة المصرية، وفق وسائل إعلام محلية، حملة "إيكو إيجيبت" للترويج للسياحة البيئية، والتي هدفت إلى رفع الوعي البيئي لدى المواطنين، والعمل على الترويج للمحميات ودعم السياحة، من خلال توفير الأنشطة والخدمات.

كما أعلنت الحكومة المصرية عن مبادرة لزراعة (100) مليون شجرة، وتهدف مبادرة "الرئة الخضراء" إلى مضاعفة نصيب الفرد من المساحات الخضراء، وتحسين جودة الهواء، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وإفادة الاقتصاد، وتحسين الصحة العامة للمواطنين وتحقيق عوائد اقتصادية، من خلال زراعة مجموعة متنوعة من الأشجار، بما في ذلك الفاكهة.

ما أهداف الإستراتيجية المصرية لمواجهة التغيرات المناخية؟

تتمثل الأهداف العامة للإستراتيجية المصرية للتغيرات المناخية، بحسب هيئة الاستعلامات المصرية، في تحقيق نمو اقتصادي مستدام، من خلال تحقيق تنمية منخفضة الانبعاثات في مختلف القطاعات، وزيادة مصادر الطاقة المتجددة والبديلة في مزيج الطاقة وتعظيم كفاءة الطاقة. 

مقر قمة المناخ "كوب 27" في مدينة شرم الشيخ

وتشمل أيضاً تبنّي اتجاهات للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وبناء القدرات في ما يخص التكيف مع تغير المناخ، وتخفيف حدة الآثار السلبية المرتبطة بتغير المناخ، لحماية المواطنين من الآثار السلبية لهذه الظاهرة.

كذلك الحفاظ على الموارد الطبيعية والمساحات الخضراء، وتطوير البنية التحتية والخدمات المرنة في مواجهة تأثيرات تغير المناخ وأدوات الحد من مخاطر الكوارث، وتحسين حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ.

وزير الخارجية المصري: النمط الذي سارت عليه البشرية منذ بدء الثورة الصناعية حتى يومنا هذا لم يعد قابلاً للاستدامة، ومصر لن تدخر جهداً في مواجهة التغيرات المناخية

وأيضاً تحسين مكانة مصر في الترتيب الدولي الخاص بإجراءات تغير المناخ؛ لجذب المزيد من الاستثمارات وفرص التمويل المناخي، فضلاً عن تحسين البنية التحتية لدعم الأنشطة المناخية، وتعزيز شراكة القطاع الخاص في تمويل الأنشطة الخضراء، وتعزيز البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة ورفع الوعي لمكافحة تغير المناخ.

أجندة حافلة لفاعليات قمة المناخ

تتضمن أجندة فعاليات قمة "المناخ 27" مجموعة من الأيام المتخصصة، وتعتبر الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف أنّ هذه الأيام جزء من الجهود المبذولة لتعزيز العمل المناخي، حيث تعمل على تعميق المشاركة مع الشباب والنساء والمجتمع المدني والسكان الأصليين، ومنها "يوم التمويل 9 تشرين الثاني (نوفمبر)"، الذي يتناول العديد من جوانب النظام البيئي لتمويل المناخ، بما في ذلك التمويل المبتكر والمختلط والأدوات المالية والأدوات والسياسات التي لديها القدرة على تعزيز الوصول وتوسيع نطاق التمويل، وفق صحيفة "الشرق الأوسط".

و"يوم العلم 10 تشرين الثاني (نوفمبر)"، ويشمل مناقشة العديد من التقارير العلمية البارزة من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومؤسسات أخرى.

و"يوم الشباب 10 تشرين الثاني (نوفمبر)"، الذي يعرض خلاله قصص نجاح الشباب والتحديات، وسيسمح لهم بالتفاعل مع صناع السياسات والممارسين.

و"يوم إزالة الكربون 11 تشرين الثاني (نوفمبر)"، لعرض التقنيات المختلفة بهدف تشجيع وتسهيل الانتقال الذي تشتد الحاجة إليه والتحول النموذجي نحو اقتصاد منخفض الكربون.

كما ستكون هناك فعالية باسم "يوم التكيف والزراعة 12 تشرين الثاني (نوفمبر)"، لتوفير فرصة لمناقشة القضايا المتعلقة بالتكيف بما في ذلك الزراعة والتغذية وسبل العيش والحماية في المناطق الساحلية، والخسائر والأضرار، والحد من مخاطر الكوارث.

تتمثل الأهداف العامة للإستراتيجية المصرية للتغيرات المناخية في تحقيق نمو اقتصادي مستدام، من خلال تحقيق تنمية منخفضة الانبعاثات في مختلف القطاعات، وزيادة مصادر الطاقة المتجددة والبديلة في مزيج الطاقة وتعظيم كفاءتها

و"يوم النوع الاجتماعي 14 تشرين الثاني (نوفمبر)"، ويسلط اليوم الضوء على دور المرأة في التكيف مع تغير المناخ.

يعقد المؤتمر بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد من رؤساء وزعماء الدول، أبرزهم الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ودينيس ساسو نغيسو رئيس الكونغو، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، والرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.

مواضيع ذات صلة:

مؤتمر المناخ في شرم الشيخ: أفريقيا الأقل انبعاثات والأكثر ضرراً

أوروبا على صفيح ساخن... حيرة بين خطط المناخ وتأمين إمدادات الطاقة

ما جديد الإمارات بشأن التغير المناخي واستخدام التكنولوجيا في التنبؤ به؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية