بشعبية متهالكة ومشاعر غضب متزايدة... أردوغان يخوض اختباره الأصعب

بشعبية متهالكة ومشاعر غضب متزايدة... أردوغان يخوض اختباره الأصعب

بشعبية متهالكة ومشاعر غضب متزايدة... أردوغان يخوض اختباره الأصعب


15/03/2023

برغم التراجع المتواصل لشعبيته على امتداد الأعوام الأخيرة؛ بسبب أزمة غلاء المعيشة، وبسبب ضحايا الزلزال الأخير، الذين لم يعد ولاؤهم مضموناً في معاقل حزب العدالة والتنمية، يراهن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على صورته التي صنعها لنفسه "كرجل قوي" بوسعه أن يتجاوز المحنة بأقل خسائر ممكنة، واثقاً من شعبيته التي دعته إلى عدم تأجيل الانتخابات.

ومنذ توقيعه مرسوماً بتحديد موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية رسمياً، لتنطلق في 14 أيار (مايو) المقبل، عجّت الساحة التركية بمتغيرات قد تجعل هذه المحطة الانتخابية "الأشد منافسة" منذ عقود، وسط إجماع على أنّها الأكثر أهمية منذ تأسيس الجمهورية التركية، وأنّها تُعدّ مصيرية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي حكم البلاد لعقدين من الزمن.

ولن تحدد الانتخابات فقط من سيقود تركيا، لكن أيضاً طريقة حكمها والوجهة التي سيسلكها اقتصادها، والدور الذي قد تلعبه في تخفيف حدة الصراعات في الشرق الأوسط.

(9) مرشحين لمنافسة أردوغان

خلال الأسبوع الأخير، قفز عدد المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية إلى (9) مرشحين حتى الآن، فإلى جانب الرئيس رجب طيب أردوغان مرشح (تحالف الشعب)، وكمال كليتشدار أوغلو مرشح (طاولة الـ 6) لأحزاب المعارضة، وسنان أوغان مرشح تحالف (أتا)، أعلن كل من محرم إينجه المرشح السابق لرئاسة الجمهورية عن حزب (الشعب الجمهوري) في انتخابات عام 2018 ترشحه للرئاسة عن حزبه الجديد (البلد) الذي أسسه بعد انشقاقه عن حزب (الشعب الجمهوري).

كما أعلن رئيس حزب (التجديد) أوزتورك يلماظ، المنشق أيضاً عن (الشعب الجمهوري)، وكذلك دوغو برينتشيك رئيس حزب (الوطن اليساري)، والرئيس السابق لحزب (الشباب) جيم أوزان، ورئيس الحزب (الواحد) أحمد أوزال، خوضهم سباق الرئاسة، إلى جانب مدير معهد (جنتيست) الدكتور سردار صاواش، وفقاً لما نشرته صحيفة "الشرق الأوسط".

خلال الأسبوع الأخير، قفز عدد المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية إلى (9) مرشحين حتى الآن

وتتوقع أوساط تركية أن يُقبل الأتراك على تصويت عقابي لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، في وقت ما تزال فيه مشاعر المرارة والغضب تسيطر على منكوبي الزلازل الذين تركوا لمصيرهم، بسبب تأخر الاستجابة مع الكارثة، ممّا تسبب في مقتل عشرات الآلاف، وفوضى رافقت عمليات الإنقاذ والتعامل مع ملايين المشردين.

كمال كليتشدار أوغلو  يتقدم على أردوغان

وفي أحدث استطلاع رأي، سجل مرشح المعارضة التركية للانتخابات الرئاسية كمال كليتشدار أوغلو تقدماً بأكثر من (10) نقاط مئوية على الرئيس رجب طيب أردوغان، ويتقدم تحالف الأمّة المعارض على حزب العدالة والتنمية الحاكم في سياق المنافسة البرلمانية بفارق (6) نقاط.

وتُعدّ هذه الانتخابات التحدي الأكبر لحكم الرئيس أردوغان القائم منذ (20) عاماً، خصوصاً بعد تراجع شعبيته خلال أزمة غلاء المعيشة، فضلاً عن تداعيات زلزال الشهر الماضي وضحاياه.

وأظهر استطلاع للرأي نشرته شركة (أكسوي ريسيرش) البحثية التركية السبت، أجري في 8 آذار (مارس) الجاري أنّ كليتشدار أوغلو، الذي أعلن تحالف المعارضة أنّه مرشحه في 6 آذار (مارس)، حقق نسبة تأييد تبلغ 55.6%، متقدماً على أردوغان الذي حقق نسبة تأييد بلغت 44.4%.    

تتوقع أوساط تركية أن يقبل الأتراك على تصويت عقابي لحزب العدالة والتنمية، في وقت ما تزال فيه مشاعر المرارة والغضب تسيطر على منكوبي الزلازل 

وبحسب وكالة (رويترز)، قال ولفانجو بيكولي الرئيس المشارك لاستشارات المخاطر السياسية في شركة (تينيو): إنّ تحالف الأمّة بحاجة إلى تقديم جبهة موحدة، وإقناع الناخبين بخطة محددة للحفاظ على زخمهم خلفه في الفترة السابقة على الانتخابات، مضيفاً: "مجرد إلقاء اللوم على أردوغان في كل ما هو خاطئ في تركيا لن يحسم الأمر".

وقد أظهرت "الانتخابات السابقة أنّ أداء أردوغان استثنائي في الحملات الانتخابية، لكنّ تصريحات في الآونة الأخيرة تشير إلى أنّه ربما فقد لمسته التي تحظى بالشعبية وقدرته على التواصل مع الناخبين".

هذا الاستطلاع بين أنّ تكتل المعارضة الرئيسي حصل على 44.1% من التأييد، وحصل حزب الشعوب الديمقراطي على 10.3%، وحصل حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية على 38.2%، وأظهر استطلاع أجرته شركة (ألف ريسيرش) بين يومي 6 و7 آذار (مارس) أنّ التأييد لكليتشدار أوغلو بلغ 55.1%، وسجل التأييد لأردوغان 44.9%.   

كما أظهر الاستطلاع أنّ كتلة المعارضة الرئيسية حصدت 43.5% من التأييد، بينما حصل حزب الشعوب الديمقراطي على 11.3%، وحصل حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية معاً على 37.5%.   

في السياق، كشف استطلاع رأي أنّ 65% من الأتراك لا يثقون في توجيه الحكومة الضرائب المحصلة باسم الزلازل لتغطية الآثار الناجمة عن الزلازل.

في أحدث استطلاع رأي، سجل مرشح المعارضة التركية للانتخابات الرئاسية كمال كليتشدار أوغلو تقدماً بأكثر من (10) نقاط مئوية على الرئيس رجب طيب أردوغان

 مؤسسة (متروبول) للأبحاث كشفت عن نتائج الاستطلاع الذي أجرته مع (2118) شخصاً في (28) مقاطعة، حول توقعاتهم بشأن ضرائب الزلزال التي تحصلها الحكومة منذ أعوام.

وفي الاستطلاع، سُئل المشاركون: "هل تعتقدون أنّ ضرائب الزلازل المدفوعة منذ عام 1999 تُستخدم في اتخاذ الاحتياطات ضد الزلازل؟"، أجاب 64.7% من المستطلعة آراؤهم بـ "لا" على هذا السؤال، بينما قال 25.3% "نعم"، وقال 9.9%: "ليس لديّ فكرة"، وفقاً لصحيفة "زمان" التركية.

توسيع التحالفات

وفي أعقاب حسم أردوغان لموعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 أيار (مايو) المقبل، شهدت التحالفات المذكورة حركات توسيع، ولا سيّما من جانب (العدالة والتنمية)، الذي قاد مسؤولون فيه مفاوضات مع أحزاب صغيرة، في مقدمتها (حزب الدعوة الحرة) (هدى بار) وحزب (الرفاه) الذي يتزعمه فاتح أربكان، نجل رئيس الوزراء التركي السابق الراحل نجم الدين أربكان.

زعيم المعارضة كمال كليتشدارأوغلو

والإثنين، التقى أردوغان رئيس حزب (الوحدة الكبرى) مصطفى ديستيجي بمقر حزب (العدالة والتنمية) الحاكم في أنقرة، وقال ديستيجي في تصريح عقب اللقاء: إنّ "تحالف الشعب مستمر في طريقه ككيان واحد، ومرشحنا هو الرئيس أردوغان، تحدثنا من حيث المبدأ، وقلنا إنّنا كحزب سنشارك في الانتخابات بشعارنا ومرشحينا في جميع الولايات الـ (81)".

كما زار وفد من حزب (العدالة والتنمية) يضم نائب رئيس الحزب نعمان كورتولموش، ونائب رئيس الحزب لشؤون الانتخابات علي إحسان ياووز، حزب (الهدى)، في محاولة للاتفاق على انضمامه إلى (تحالف الشعب)، بعدما أعلن الحزب أنّه سيدعم أردوغان في الانتخابات.

توريط المعارضة

وبعد الفشل الذريع في تعاطي النظام التركي مع أزمة الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في 6 شباط (فبراير)، توقعت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن يخسر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتخابات لأول مرة منذ (20) عاماً.

وشدد التحليل على أنّ أردوغان سيستخدم كل الوسائل الممكنة للبقاء في السلطة، مضيفاً: "بغضّ النظر عن جهود إعادة الإعمار، ومن أين يمكن أن تتدفق الأموال، فإنّ التوقعات الاقتصادية مرتبطة بنتائج الانتخابات المقبلة، ومن المرجح أن تتم هزيمته لأول مرة منذ (20) عاماً".

صحفي تركي: حكومة حزب العدالة والتنمية تحاول الإيقاع بزعيم المعارضة كمال كليتشدارأوغلو، من خلال البحث عن عجز مالي تسبب به أو قضية فساد مستترة

وفي إطار سعيه لكسب هذه الجولة من الانتخابات وبقائه لولاية جديدة في الحكم، كشف الصحفي التركي مراد يتكين أنّ حكومة حزب العدالة والتنمية تحاول الإيقاع بزعيم المعارضة كمال كليتشدارأوغلو، من خلال البحث عن عجز مالي تسبب به أو قضية فساد مستترة.

وأوضح يتكين، بحسب صحيفة "زمان" التركية، أنّه وفقاً للمعلومات التي حصل عليها، فإنّ حزب العدالة والتنمية يبحث عن ملف "ملفت للنظر" بشأن المدير العام السابق في وزارة المالية  كليتشدار أوغلو، مثل: "عجز مالي أو قصة فساد خفية".

وأشار يتكين إلى أنّه في حالة الفشل في ذلك، ستنفذ لجان حزب العدالة والتنمية الإلكترونية  حملات تشويه بمعلومات قديمة عن كليتشدار أوغلو، مثل شرب الخمر، وانتمائه للطائفة العلوية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية