بعد الحديث عن هجرتهم من تركيا.. أردوغان يهاجم الأطباء.. ماذا قال؟

بعد الحديث عن هجرتهم من تركيا.. أردوغان يهاجم الأطباء.. ماذا قال؟


09/03/2022

هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأطباء الراغبين بالهجرة إلى الخارج، غير مكترث بالتحذيرات الرسمية والشعبية الأخيرة بشأن مغادرة الآلاف منهم نحو دول أخرى، وبالأزمة التي تعصف بالقطاع الطبي بأكمله الناتج عن الظاهرة.

وقال أردوغان خلال لقائه بعدد من السيدات أمس بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، لدى سؤاله عن الأطباء الذين يسافرون إلى الخارج: "إذا أرادوا أن يُغادروا، دعوهم، نحن أيضاً نوظف أطباءنا حديثي التخرج هنا".

أردوغان: إذا أراد الأطباء مغادرة البلاد، دعوهم، نحن أيضاً نوظف أطباءنا حديثي التخرج، ولن يكون هناك فراغ

وأضاف: "إذا لزم الأمر، فسوف ندعو سريعاً من يريد العودة إلى بلادنا من الخارج، لا تقلقوا، فهذه الأماكن لن تكون فارغة"، وتابع: "انظروا، من بنى هذه المستشفيات الضخمة بالمدينة؟ أليست هي الدولة التي علّمت هؤلاء الأطباء؟"، وفق ما نقلت صحيفة زمان التركية.

وعلّق الأمين العام لاتحاد الأطباء الأتراك ودات بولوت على تصريحات أردوغان قائلاً: "هؤلاء الشباب يشكلون 1% من المجتمع، شباب يتمتع بمعدل ذكاء مرتفع، وعائلاتهم هي من قامت بتنشئتهم وتحمّل تكاليف تعليمهم".

وأضاف مستنكراً الهجوم على الأطباء: "السياسيون الذين يمتلكون مليارات الدولارات يتهمون الأطباء بالجشع، الأطباء الجدد يحصلون على راتب بقيمة (5500) ليرة، هذه التصريحات تؤلمنا، لكن خلال الانتخابات المقبلة هم سيرحلون، وسنبقى نحن".

بولوت: هؤلاء الشباب يشكلون 1% من المجتمع، شباب يتمتع بمعدل ذكاء مرتفع، وعائلاتهم هي من قامت بتنشئتهم وتحمّل تكاليف تعليمهم

وفي مواجهة أزمة النقص في الكادر الطبي، أعلنت وزارة الصحة في تركيا مؤخراً عن فتح الباب أمام ندب الأطباء الذين تتراوح أعمارهم بين (65-72) عاماً لمواجهة نقص عدد الأطباء لديها، بعد اختيار مئات الأطباء العمل في الخارج، وتصفيات للموظفين، بدعوى الصلة بالانقلاب الفاشل في عام 2016 طالت "الجيش الصحي" أيضاً.

وكانت الحكومة قد فصلت (3342) طبيباً بشكل تعسفي خلال الأعوام الـ(6) الماضية،  واستقال قرابة (9000) طبيب من أجل العمل في الخارج بسبب ظروف العمل القاسية.

بولوت: السياسيون الذين يمتلكون مليارات الدولارات يتهمون الأطباء بالجشع، لكن خلال الانتخابات المقبلة هم سيرحلون، وسنبقى نحن

وفي شباط (فبراير) الماضي أضرب الأطباء في مختلف أنحاء تركيا عن العمل لعدّة أيام، احتجاجاً على تدنّي الأجور وتردّي ظروف العمل.

وشارك في الإضراب نقابات الأطباء المحلية، بما في ذلك أطباء الأسرة وأطباء الطوارئ، وبدت منشآت طبية عدّة فارغة في العديد من المدن والولايات.

وكتبت النقابة على موقع تويتر: "الأطباء مضربون لأنّهم لا يعملون في ظروف إنسانية"، مشيرة إلى أنّ الرواتب التي يتقاضونها تجعلهم تحت خط الفقر، فضلاً عن عبء العمل، وتزايد حالات العنف الجسدي التي يتعرّضون لها من جانب المرضى.

ودفعت ظروف العمل والظروف الاقتصادية المزيد من الأطباء الأتراك إلى الهجرة، ووفقاً للجمعية الطبية التركية، فقد غادر أكثر من (1400) طبيب تركيا في 2021، مقابل (59) فقط قبل عِقد.

الجمعية الطبية التركية: غادر أكثر من (1400) طبيب تركيا في 2021، ومن المحتمل أن يصل العدد هذا العام إلى  (2000)، مقابل (59) فقط قبل عِقد

وكشف رئيس الجمعية الطبية التركية (TTB) د. شبنم كورور فينكانجي أنّه في كانون الثاني (يناير) الماضي، وفي شهر واحد مع حلول العام الجديد، وصل عدد الأطباء الذين تقدّموا بطلبات للحصول على شهادة حسن السيرة والسلوك إلى (197) طبيباً، ممّن لم يروا مستقبلاً في بلدهم، وذلك بهدف البحث عن آفاق لهم في مناطق جغرافية أخرى،  وكان عدد الطلبات (59) طلباً فقط في عام 2012 بأكمله.

وحذّر فينكانجي الحكومة في هذا الصدد: "هل أنتم على دراية بحقيقة أنّنا نفقد أطباءنا الذين يتعيّن عليهم التعايش مع العنف كلّ يوم، ولا يمكنهم العثور على مقابل مناسب لجهودهم؟".

وقال فينكانجيك: إنّ الرقم يشير إلى زيادة خطيرة للغاية، "إذا استمرت الطلبات بهذه الكثافة في جميع الأشهر، فهذا يعني أنّ عدد الأطباء المهاجرين سيصل إلى (2000) بحلول نهاية العام".

وأوضح أنّ وثائق حسن السيرة والسلوك مطلوبة في كلّ من ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، لكنّها ليست مطلباً لبعض البلدان، لذا فإنّ عدد الأطباء الذين غادروا تركيا أكبر من ذلك بالتأكيد، هذا فضلاً عن أنّ دورات اللغات الأجنبية مليئة بالأطباء الذين يشعرون بالإحباط في هذا البلد.

واعتبر أنّ الأطباء يغادرون إلى الخارج بسبب العنف الذي يتعرضون له باستمرار، وانخفاض قيمتهم المهنية، فضلاً عن ساعات العمل الطويلة جداً التي لا تتناسب مع دخلهم.

وتتفاقم ظاهرة هجرة الكفاءات وخاصة الأطباء بشكل ملفت للنظر في تركيا، وفي هذا الصدد قال مسؤول في نقابة الأطباء الأتراك: إنّ أكثر من (3000) طبيب غادروا بلادهم للعمل في الخارج خلال العامين الماضيين، وإنّ حوالي (8000) طبيب وطلاب طب يخططون للقيام بذلك.

وقال عضو مجلس إدارة غرفة الأطباء في إزمير الدكتور سليمان كاينك: إنّ الأطباء يهاجرون إلى بلدان أخرى بحثاً عن راتب أعلى، وحياة أفضل، وإنجازات أكثر فائدة.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية