بعد حياة قاربت القرن... كم محاولة اغتيال نجت منها الملكة إليزابيث الثانية؟

بعد حياة قاربت القرن... كم محاولة اغتيال نجت منها الملكة إليزابيث الثانية؟


10/09/2022

على مدار نحو قرن إلا (3) أعوام ونصف العام هي عمر ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، التي توفيت أول من أمس، نجت الملكة السادسة على عرش بريطانيا من عدد من محاولات الاغتيال، لعل أبرزها تلك التي نجت منها في أستراليا عام 1970، التي لم يتم حل لغزها حتى الآن.

 وكانت الملكة إليزابيث وزوجها الأمير فيليب مسافرين من سيدني إلى أورانج ، في وسط غرب نيو ساوث ويلز، كجزء من جولتهما الأسترالية عام 1970، قبل أن ينجوا ممّا سمّته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية بـ"المؤامرة".

  "لغز لم يتم حله" 

ما تزال محاولة الاغتيال تلك، التي كانت خارج سيدني قبل أكثر من (50) عاماً، "أكبر لغز لم يتم حله"، على حدّ تعبير "ديلي ميل"، حيث كان الزوجان الملكيان يتنقلان عبر الجبال الزرقاء في قطار للسكك الحديد الأسترالية في 29 نيسان (أبريل) 1970، عندما توقف القطار في منتصف رحلتهما تقريباً.

 ولم تكن الملكة إليزابيث والأمير فيليب على علم بذلك في ذلك الوقت، لكنّهما نجوا بصعوبة من الموت بفضل إبطاء سرعة القطار، وفقاً للصحيفة البريطانية، التي نقلت عن المحقق السابق كليف مكاردي قوله: إنّ القتلة المحتملين "وضعوا جذعاً كبيراً عبر مسارات القطار حيث كان من المقرر أن يعبر الزوجان الملكيان، على أمل إخراج القاطرة عن مسارها، ولحسن الحظ قام السائق بفرملة القطار البطيء الحركة على الفور، ممّا تسبب في انزلاق القطار بحوالي (700) قدم قبل أن يتوقف عند تقاطع، ليظل القطار في مساره دون أن يتعرض لأيّ أضرار كبيرة."

كانت الملكة إليزابيث وزوجها مسافرين من سيدني إلى أورانج عام 1970، قبل أن ينجوا ممّا سمّته "ديلي ميل" بـ(المؤامرة)

 وأشار مكاردي إلى أنّ قطاراً أمنياً سافر عبر المسار نفسه قبل ساعة من رحلة العائلة المالكة، غير أنّه لم يرَ الجزع، لافتاً إلى أنّه "لولا إبطاء سرعة القطار، لكان انزلق عن القضبان إلى أحد الجسور، وأظهرت التحقيقات أنّ الجزع تم وضعه عمداً على القضبان".

  نظراً لتوقيت المخطط، فإنّه يشتبه في أنّ الخطوة القاتلة قد تم التخطيط لها بمساعدة المطلعين، وربما تم تدبيرها من قبل المتعاطفين مع الجيش الجمهوري الأيرلندي الأسترالي، على حدّ قول مكاردي، الذي أضاف أنّ المحاولة بأكملها كانت مخفية عن كل من الجمهور والعائلة المالكة لما يقرب من (40) عاماً لإنقاذ الحكومة الأسترالية من الإحراج.

 

الملكة السادسة على عرش بريطانيا نجت من عدد من محاولات الاغتيال، لعل أبرزها تلك التي نجت منها في أستراليا عام 1970

 

 وتابع مكاردي، الذي كان ضابط التحقيق في القضية، أنّه قرر الكشف عن الحقيقة للمساعدة في كسر "أعظم لغز لم يتم حله في حياتي المهنية".

  وبينما يتفهم سبب وجوب إبقاء المحاولة سرّاً، قال المحقق السابق: إنّ التستر على محاولة الاغتيال يعني أنّ الشرطة لن تتمكن أبداً من ملاحقة المجرمين.

 إطلاق نار

نجت إليزابيث الثانية كذلك من محاولة اغتيال محققة في 13 حزيران (يونيو) 1981، عندما أطلق شاب يبلغ من العمر (17) عاماً، يدعى ماركوس سارجينت، (6) رصاصات من مسدس نحوها، وفقاً لموقع "ستايل سيلبرتي".

 وجاء ذلك خلال استعراض عسكري سنوي في لندن كانت إليزابيث الثانية تحضره على ظهر الخيل، وقد احتشدت الجماهير على جانبي ممشى الطريق الذي يقام فيه الاستعراض. واللافت أنّ الحصان رُوّع، ولم يصبّ الملكة مكروه، قبل أنّ تتمكن لاحقاً من تهدئته وركوبه مجدداً.

ما تزال محاولة الاغتيال تلك، التي كانت خارج سيدني قبل أكثر من (50) عاماً، أكبر لغز لم يتم حله

 تم القبض على سارجينت وتقديمه للمحاكمة، واعترف أنّه أراد أنّ يكون مشهوراً، وأنّه كان مستوحى من اغتيال جون لينون في العام السابق، وفقاً لما نقله الموقع عن صحيفة "التايمز" حينها، وحُكم عليه بالسجن لمدة (5) أعوام بموجب قانون الخيانة، بالنظر إلى أنّه "ألقى عمداً   بالقرب من جلالة الملكة مسدساً بقصد إخافة جلالة الملكة أو مضايقتها".

   مختل عقلياً

لم تمرّ بضعة أشهر على محاولة ممشى الاستعراض العسكري، حتى واجهت إليزابيث الثانية محاولة اغتيال أخرى خلال زيارة لنيوزيلندا في عام 1981 أثناء زيارتها لمتحف في مدينة دنيدن، حيث كان المراهق كريستوفر جون لويس، البالغ من العمر (17) عاماً، ينتظر في مبنى قريب، وأطلق النار من النافذة بينما كانت الملكة تنزل من سيارة.

 غاب لويس (8) أيام، على الرغم من أنّ شهود العيان أفادوا بسماع "فرقعة عالية"، قبل القبض عليه وخضوعه للسجن لمدة (3) أعوام في منشأة للأمراض النفسية.

 أغرب المحاولات

من أغرب محاولات الاغتيال تلك التي شهدها عام 1982، حينما أفاقت الملكة من نومها لتفاجأ بشاب يجلس بجانبها على فراشها، ويتحدث معها، إلا أنّها استنجدت بالحراس، وقُبض عليه، وفقاً لشبكة "سكاي نيوز".

 

لم تمر بضعة أشهر على محاولة ممشى الاستعراض العسكري، حتى واجهت إليزابيث الثانية محاولة اغتيال أخرى خلال زيارة لنيوزيلندا

 

 واللافت أنّه سرعان ما تم الإفراج عن الشاب الذي يُدعى مايكل فاجان، بعد اكتشاف أنّه مصاب بمرض عقلي، لكن حينها أعلنت الشرطة أنّها تعاملت مع الوضع على أنّه محاولة اغتيال.

 محاولة في القرن الـ21

شهد كانون الأول (ديسمبر) 2021 آخر محاولة لاغتيال الملكة البريطانية، وحينها أعلنت الشرطة القبض على رجل تسلل إلى مقرّ إقامتها بقلعة وندسور جنوب إنجلترا، حاملاً قوساً وفأساً بعد أن نشر، في جرأة شديدة، مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يقول فيه إنّه تسلل لقتل الملكة، وفقاً لـ"سكاي نيوز".

 وأُبلغت الشرطة أنّ جاسوانت سينغ تشايل (20) عاماً، ظهر في قلعة وندسور معتمراً غطاء للرأس وقناعاً، وبدا كأنّه حارس في فيلم سينمائي، ووجهت له الشرطة تهمة الخيانة والتهديد بالقتل. وقد برر المتهم إقدامه على هذه الفعلة بأنّه سيخي من الهند، وأراد أنّ ينتقم لمن تعرّضوا للقتل في المذبحة التي وقعت في أمريتسار الهندية عام 1919، وهي مدينة مبجلة لدى السيخ، حينما كانت تحت الاحتلال البريطاني.

 وكانت الملكة في القلعة وقت وقوع الحادث مع ابنها الأمير تشارلز وزوجته كاميلا وآخرين من العائلة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية