بعد فشلها بحشد مقاتلين جدد.. ميليشا الحوثي تلجأ إلى هذه الطرق‎

بعد فشلها بحشد مقاتلين جدد.. ميليشا الحوثي تلجأ إلى هذه الطرق‎


15/06/2022

فشلت ميليشيا الحوثي الإرهابية في الحشد إلى جبهات القتال، وذلك في إطار تحركاتها المستمرة لتعزيز مواقعها، مستغلة الهدنة الإنسانية الأممية التي مُدّدت لشهرين آخرين.

ورغم إطلاق ذراع إيران في اليمن موجة جديدة من عمليات الاستقطاب والتعبئة والتحشيد وجمع التبرعات من خلال استهداف سكان أكثر من (94) حياً وإجبارهم على حضور أمسيات تبثّ فكر الجماعة الطائفي المشبع بالكراهية، بموجب توجيهات جديدة صادرة عن زعيمها عبد الملك الحوثي، إلا أنّها لم تحقق أيّ نتائج مُرضية من حيث تجنيد أعداد كبيرة لزجّهم في ساحات القتال.   

ووفقاً لمصادر نقلت عنها صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، فإنّ اليمنيين أصبحوا يعون مساعي الحوثيين، وأنّ وسائل الترهيب والترغيب والتهديد بالحرمان من أبسط الحقوق والخدمات التي تستخدمها لجان الجماعة، أصبحت غير مجدية في ظلّ خسارة آلاف  العائلات لأبنائها.

وأوضحت المصادر أنّ الميليشيات تفاجأت بضعف الإقبال على الفعاليات الطائفية التي تقوم بتنفيذها في ظلّ عزوف الأهالي والقبائل عن الدفع بأبنائهم قبل الكشف عن مصير من سبقوهم.

ووفقاً لموقع "نيوز يمن"، فقد خصصت الميليشيات الإرهابية ملايين الريالات لإقامة ما يزيد على (100) أمسية طائفية في جميع أحياء العاصمة المحتلة، في حين اتهمت المصادر الجماعة باستغلال الهدنة الأممية من أجل إعادة ترتيب صفوفها، وحشد المزيد من المجندين إلى جبهاتها.

 الميليشيات تفاجأت بضعف الإقبال على الفعاليات الطائفية

وتوقعت المصادر أن تشمل تحركات الجماعة شريحة النساء بعموم أحياء صنعاء، لإجبارهنّ على حضور الأمسيات، وزجّهنّ أيضاً في مناطق الاقتتال متخفيات.

وفي سياق تلك التعليمات الحوثية، نقل الموقع عن سكان بحي التحرير في صنعاء، قولهم إنّ معظم سكان الحي وأحياء أخرى في صنعاء يعون اليوم جيداً المضامين التي تحويها جلّ الفعاليات والأمسيات التي تقيمها الجماعة، إمّا لغرض التعبئة الفكرية الخاطئة، وإمّا للتحشيد إلى الجبهات، وتقديم الدعم المجتمعي لمواصلة عملياتها العسكرية.

وأضافوا: "لهذه الأسباب وغيرها يرفض غالبية السكان في صنعاء الحضور أو المشاركة في الفعاليات، غير آبهين بتهديدات الميليشيات بوضع المتخلفين ضمن القوائم السوداء أو حرمانهم من الخدمات".

 

موجة جديدة من عمليات الاستقطاب والتعبئة والتحشيد وجمع التبرعات من خلال استهداف سكان أكثر من (94) حياً فشلت، ولم تحقق أيّ نتائج

 

ويؤكد سكان صنعاء أنّ الميليشيات عادة ما تخصص جزءاً كبيراً من أوقات أمسياتها في بث فكرها المشبع بالعنف والكراهية، وتحض المشاركين من السكان أو الموظفين الحكوميين على التمسك بثقافتها الدخيلة عليهم، والانضمام للقتال بصفوفها مقابل منحهم مزايا عديدة.

وفي السياق، اعتقلت الميليشيات الحوثية في محافظة ذمار اليمنية (100 كلم جنوب صنعاء) العشرات من مشرفيها ومسؤولي الأحياء الموالين لها في عدة مناطق وأحياء واقعة بنطاق مركز المحافظة وأودعتهم سجونها، بعد أن اتهمتهم بالتقصير في حشد الأطفال إلى معسكرات التجنيد والتعبئة الصيفية.

ووفقاً لما نشرته "حفريات" في 5 حزيران (يوينو) الجاري، فإنّ عمليات الاعتقال الحوثية جاءت على خلفية فشل أتباعها في تحشيد (50) ألف من طلبة المدارس في المدينة إلى معسكرات صيفية، سبق أن دشّنتها الجماعة بهدف غسل أدمغة المراهقين وإجبارهم على الالتحاق للقتال في جبهاتها.

وكانت الميليشيا قد ألزمت قبل أسابيع قرابة (78) من مسؤولي الأحياء بمدينة ذمار (مركز المحافظة) بضرورة الجهوزية العالية والاستعداد للبدء بعملية تحشيد واستقطاب طلاب المدارس إلى تلك المراكز.

الإرياني: استمرار أعمال التحشيد والتعبئة التي تنفذها الميليشيا الحوثية للأطفال يؤكد عدم جديتها في الانخراط في جهود التهدئة

إلى ذلك، اعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في تغريدة عبر تويتر، استمرار أعمال التحشيد والتعبئة التي تنفذها الميليشيا الحوثية للأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها، رغم الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة وتمديدها لشهرين، "مؤشراً خطيراً يؤكد عدم جديتها في الانخراط في جهود التهدئة وإحلال السلام، ومساعيها استغلال الهدن للترتيب لدورة جديدة من التصعيد".

وسبق أن زجّت الميليشيات بأكثر من (35) ألف طفل في معاركها مع الجيش والمقاومة، قتل وجرح الآلاف منهم خلال الأعوام الماضية.

هذا، وتبحث ميليشيات الحوثي عن مصدر جديد لتعويض الخسائر البشرية التي لحقت بقواتها، مستغلة تواجد الآلاف في سجونها ومعتقلاتها بتهم ملفقة أو حتى دون توجيه أيّ تهم لهم، لتخيّرهم إمّا القتال إلى جانبها، وإمّا البقاء في السجون في ظروف غير إنسانية.

اليمنيون يدركون أنّ المضامين التي تحويها الفعاليات والأمسيات التي تقيمها الجماعة، هي لغرض التعبئة الفكرية الخاطئة أو للتحشيد إلى الجبهات

 

وانضمت قوة جديدة مكوّنة من مئات المقاتلين إلى صفوف ميليشيا الحوثي، بعد تجهيز المقاتلين وتدريبهم، مقابل إطلاق سراحهم من السجون.

وأفادت مصادر نقل عنها موقع "المشهد اليمني" أنّ ميليشيا الحوثي الإرهابية لجأت لتدشين حملات تجنيد لمئات السجناء، كقوة إسناد لمقاتليها، بعد فشلها في حشد آلاف الأطفال عبر المراكز الصيفية.

وقالت مصادر إعلامية: إنّ الميليشيا درّبت (800) سجين من محافظات ذمار وريمة وإب والمحويت وحجة في الحديدة وصنعاء، كقوة ضمن ما يُسمّى "قوى الإسناد".

وجمعت الميليشيات المجندين الجدد في معسكرات، في مناطق مثل جبل "الشرق" في ذمار وجبل في الجعفرية بريمة، وخصصت معسكرين للسجناء من محافظات ريمة وذمار وإب، بالإضافة إلى معسكر في "خميس بني سعد" في المحويت، والذي خصص لتدريب السجناء من محافظات المحويت وحجة وصنعاء والحديدة، بحسب صحيفة "عاجل".

 قوة جديدة مكوّنة من مئات المقاتلين تنضم إلى صفوف ميليشيا الحوثي، بعد تجهيز المقاتلين وتدريبهم، مقابل إطلاق سراحهم من السجون

وتضم السجون المركزية والاحتياط الخاضعة للميليشيات (6) آلاف و(500) سجين على ذمة قضايا مختلفة، ويتمّ تجنيدهم على أن تتكفل هيئة الزكاة الحوثية بدفع أيّ ذمم مالية عليهم، وتقدم لهم الميليشيات أيضاً الوعود بالقتال من (6) شهور إلى عام قبل إطلاق سراحهم بحسب الاشتراطات الحوثية.

وكانت ميليشيا الحوثي قد بدأت منذ مطلع العام (2020)، عملية تجنيد إجباري للمهاجرين الأفارقة المتواجدين في مناطق سيطرتها، وزادت عملية التجنيد بالقوة عقب اندلاع حريق مروّع في منشأة احتجاز للمهاجرين تديرها الميليشيات الحوثية في مدينة صنعاء مطلع العام الجاري، حيث هددت السلطات الحوثية المهاجرين بالسجن أو الترحيل إن لم يقاتلوا في صفوفها.

 

الميليشيا الإرهابية درّبت (800) سجين من محافظات ذمار وريمة وإب والمحويت وحجة، في الحديدة وصنعاء، كقوة ضمن ما يُسمّى "قوى الإسناد"

 

وكانت رئيسة منظمة "الأورومية" لحقوق الإنسان، عرفات جبريل، قد كشفت سقوط عشرات القتلى والجرحى من اللاجئين والمهاجرين الإثيوبيين الذين كانوا مع الحوثيين في جبهتي مأرب والجوف نهاية العام الماضي ومطلع الجاري.

وخلال الفترة الماضية، تداول نشطاء يمنيون وأفارقة على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر عشرات القتلى من المهاجرين الذين سقطوا في جبهات القتال الحوثية، ومعلومات تؤكد أنّ الميليشيا الإرهابية المدعومة من إيران تلجأ إلى اللاجئين الأفارقة لتغطية عجزها في المقاتلين، بعد نفاد مخزونها البشري.

مواضيع ذات صلة:

قبل أيام من انتهاء الهدنة في اليمن.. ارتباك الحوثي وتراجع نفوذ الإخوان

صحفي يمني يكشف لـ"حفريات": زملائي يواجهون الإعدام في سجون الحوثي

لماذا يرفض الحوثيون فك الحصار عن محافظة تعز؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية