بعد 12 عاماً من التصعيد... المعارضة السورية تطلب المفاوضات المباشرة مع الأسد

بعد (12) عاماً من التصعيد... المعارضة السورية تطلب المفاوضات المباشرة مع الأسد

بعد 12 عاماً من التصعيد... المعارضة السورية تطلب المفاوضات المباشرة مع الأسد


05/06/2023

على وقع التغيرات السياسية الأخيرة التي تمثلت بعودة دمشق إلى الحضن العربي بعد عزلة دامت (12) عاماً، دعت هيئة التفاوض لقوى المعارضة السورية الأحد إلى استئناف المفاوضات المباشرة مع نظام الأسد برعاية الأمم المتحدة.

ودعت هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية، التي تضم ممثلين عن المعارضة على رأسهم الائتلاف الوطني السوري، إثر اجتماع في جنيف، دعت "الدول الشقيقة والصديقة بدعم جهود الأمم المتحدة لاتخاذ كل ما يلزم من قرارات لتطبيق الحل السياسي الشامل، وفق منطوق قرار مجلس الأمن الدولي (2254) الصادر في 2015، الذي يحدد خارطة طريق دولية للتوصل إلى حلٍّ سياسي.

باتت هذه الهيئة التي تمثل المعارضة شبه معزولة، مع التراجع الدولي وانفضاض القوى الإقليمية من حولها

واعتبرت هيئة التفاوض التي شكلت الوفد المعارض الأساسي خلال جولات مفاوضات عدة برعاية الأمم المتحدة أنّ "الحراك النشط الخاص بالمسألة السورية يؤمن ظرفاً مناسباً باستئناف المفاوضات المباشرة"، انطلاقاً من القرار الأممي، "ووفق جدول أعمال وجدول زمني محددين".

ويرى متابعون أنّ دعوة هيئة التفاوض إلى الحوار مع دمشق يأتي من موقف ضعف، حيث باتت هذه الهيئة التي تمثل المعارضة شبه معزولة، مع التراجع الدولي، وانفضاض القوى الإقليمية من حولها، وهي تحاول اليوم نفض الغبار عن دورها، بعد فقدان أدوات التأثير، سياسياً وعسكرياً.

المفاوضات اصطدمت سابقاً بحائط مسدود، في ظل مطالبة المعارضة بانتقال سياسي دون الرئيس السوري بشار الأسد، وإصرار دمشق على عدم بحث مستقبله

ويشكك المتابعون في أن تجد هذه الدعوة أيّ تجاوب من الحكومة السورية، التي سبق أن تعاطت بعدم جدية مع المعارضة في الوقت الذي كانت فيه في أوج الأزمة، فكيف إذا كان الحال اليوم، وهي تستشعر أنّها في موقف قوة، وعلى أعتاب تجاوز الأزمة التي انفجرت في العام 2011؟

يُذكر أنّ الأمم المتحدة لعبت دور الوسيط بين الحكومة والمعارضة بقيادتها جولات مفاوضات عدة معظمها في جنيف، وآخرها في العام 2018، منذ أعوام النزاع الأولى، لكن جميعها اصطدمت بحائط مسدود، في ظل مطالبة المعارضة بانتقال سياسي دون الرئيس السوري بشار الأسد، وإصرار دمشق على عدم بحث مستقبله.

وبعد فشل المفاوضات بين الطرفين، تركزت جهود الأمم المتحدة على عقد محادثات لصياغة دستور جديد، لكنّها أيضاً لم تحقق أيّ تقدم. 

بعد أكثر من عقد على قطع دول عربية علاقاتها مع دمشق إثر اندلاع النزاع، أعلنت جامعة الدول العربية الشهر الماضي عودة دمشق إلى مقعدها

وخلال أعوام النزاع الأولى، بما فيها جولات المفاوضات، تلقت المعارضة السورية دعماً من دول عربية عدة، في مقدمتها قطر والسعودية، لكنّ هذا الدعم تراجع تدريجياً مع جمود العملية السياسيةـ وتغير المعادلات الميدانية على الأرض لصالح دمشق.

وبعد (12) عاماً من حرب مدمرة اندلعت في 2011، لم تعد المعارضة السياسية والعسكرية تحظى بالزخم ذاته الذي حظيت به خلال أعوام النزاع الأولى. وبعد أكثر من عقد على قطع دول عربية علاقاتها مع دمشق إثر اندلاع النزاع، أعلنت جامعة الدول العربية الشهر الماضي عودة دمشق إلى مقعدها، بعد نحو (12) عاماً على تعليق عضويتها.

واستأنفت السعودية، التي اتخذ معارضون سوريون منها مقراً لهم، علاقتها مع دمشق. وقد توّجت مشاركة الأسد الشهر الماضي في القمة العربية في مدينة جدّة كسر عزلة دمشق الإقليمية.

كما أنّ قطر التي ما تزال تقول إنّها ليست في وارد التطبيع مع دمشق، لم تقف حجرة عثرة أمام عودة الأخيرة إلى الجامعة العربية، ويقول متابعون إنّ قطر تدرك أنّ مقاربتها في الرهان على المعارضة بشقيها العسكري والسياسي فشلت، وهي تؤخر فقط اليوم قرار عودة العلاقات مع الأسد.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية