بيان يسلط الضوء على فظائع الاحتلال التركي في عفرين السورية خلال 5 أعوام... هذه أبرزها

بعض فظائع الميليشيات التركية في عفرين... بيان

بيان يسلط الضوء على فظائع الاحتلال التركي في عفرين السورية خلال 5 أعوام... هذه أبرزها


21/01/2023

شهدت منطقة عفرين السورية خلال (5) أعوام من الاحتلال التركي، وسطوة ميليشياته المرتزقة المرتبطة بالائتلاف السوري- الإخواني، شهدت فوضى وفلتاناً أمنياً واقتتالاً بين الميليشيات وصناعة وتجارة المخدرات، إضافة إلى الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق البشر والشجر والحجر، والتغيير الديموغرافي الممنهج الذي طال الكُـرد، سكانها الأصليين.

وقد سلط حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا في بيان، وصل "حفريات" نسخة منه، المزيد من الضوء على تلك الانتهاكات والجرائم التي اقترفت بحق المنطقة وأهاليها.

وقال الحزب: إنّه ارتُكبت مجازر جماعية في كل من (مدجنة روباريا، معبطلي، كوبليه، باسوطة، هيكجيه، مشفى آفرين، بربنه، جنديرس، فريرية، حي المحمودية، يلانقوز) واستُهدفت قوافل المدنيين أثناء الهجوم على عفرين، ووصلت أعداد ضحايا الغزو التركي إلى ما يقارب (300) قتيل مدني، بينهم عشرات الأطفال والنساء، وأكثر من (1000) جريح، ما عدا قتلى وجرحى وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات الأسايش والمتطوعين للدفاع عن المنطقة، بينما وقع حوالي (275) مدنياً ضحايا شهداء، الذين تمّ التمكّن من توثيقهم، بسبب عمليات السطو المسلّح والتعذيب وانفجار سيارات وألغام والتصفية الجسدية أثناء الخطف والإعدام وغيره منذ 18 آذار (مارس) 2018 إلى غاية اليوم، ما عدا حالات الوفاة قهراً بسبب الاضطهاد والتعديات، أو بسبب الظروف المعيشية الصّعبة التي فرضها الاحتلال بمختلف تجلياته.

الميليشيات التركية ارتكبت جرائم حرب ضد الإنسانية، ونهبت وسرقت الممتلكات، وأفسدت الأراضي الزراعية، واضطهدت السكان ثقافياً ودينياً

ومن جرائم الاحتلال التركي الاستعباد وإفقار المدنيين، فقد عمدت وما تزال إلى إحداث شلل عام في جميع مناحي الحياة وسدّ أبواب العمل أمام أهالي عفرين، إضافةً إلى مصادرة ونهب ممتلكاتهم وأموالهم ومواردهم وسلب مواسمهم "زيتون، حبوب، فاكهة، سماق، ورق عنب"، وتبديد ثروتهم الحيوانية (المواشي والدواجن) بما يعادل (20) مليون دولار في العام الأول، إضافة إلى خسائر أنواع أخرى من الحيوانات (أحصنة، بغال، حمير، مناحل عسل)، وتوقف المداجن عن العمل، أو تدمير بعضها نهائياً، بسبب القصف والسرقات، هذا إضافةً إلى فرض إتاوات وغرامات مالية مختلفة ومتواصلة عليهم، وكذلك تشغيل وتسخير البعض منهم دون دفع الأجور لهم. 

أمّا حول إبعاد السكّان والتغيير الديموغرافي، فقد قامت الميليشيات الموالية لتركيا بتهجير قسري بالأعمال العدائية أثناء الحرب لأكثر من (250) ألف نسمة من السكّان الأصليين، ومنع عودة حوالي (200) ألف منهم من مناطق النزوح والداخل السوري، بسبب إغلاق سلطات الاحتلال معابر عفرين، فبقوا مشرَّدين في مناطق النزوح (النبل والزهراء وقرى وبلدات الشهباء – شمالي حلب)، كما تم توطين حوالي (500) ألف نسمة من عوائل المسلّحين المرتزقة لدى تركيا وعوائل المستقدمين من غوطة دمشق وأرياف حمص وحماه وإدلب وحلب وغيرها في عفرين ونواحيها، وإسكانهم في منازل ومحلات وممتلكات السكّان الأصليين، وفي مخيمات عشوائية كثيرة، وفق بيان الحزب.

هذا، وتعرّض أهالي عفرين المتبقين إلى إهانات يومية وحالات ابتزاز واستفزاز، وعمليات اختطاف واعتقالات تعسفية واسعة النطاق، وما تزال متواصلة، ومعظم المختطفين والمعتقلين تعرّضوا للتعذيب الذي يُعدّ ممارسةً روتينية، بينهم عدد من النساء والقُصَّر والمسنين، وجرى تهديد بعضهم بالذبح وفق مقاطع فيديو منشورة، وما يزال مصير حوالي (500) منهم مجهولاً، وأهالي أغلب المفرج عنهم دفعوا غرامات أو فدى مالية وصلت أحياناً إلى (20) ألف دولار. 

أمّا عن الاضطهاد الثقافي والقومي والديني، فقد أكد الحزب أنّ ما صرَّح به مراراً مسؤولون وجنود أتراك ومتزعمو الميليشيات وعناصرها عن تكفير الكُـرد واتهامهم بالانفصال والإرهاب، وإطلاق مشايخ وشرعيي "الثورة والجهاد" فتاوى نهب ممتلكاتهم والإضرار بهم، تنم بالأساس عن عداء عنصري وشوفيني نحوهم، حيث إنّ القمع والاضطهاد يطالهم بشكل ممنهج، في وقت يتم فيه تفضيل المستقدمين عليهم، بل ودفعهم للاعتداء على الكُـرد وممتلكاتهم. عدا عن محاربة الثقافة واللغة الكردية وتغيير معالم وأسماء قرى وبلدات وساحات عامة، والسعي لتفكيك النسيج الاجتماعي، ومنعهم من الاحتفاء بعيدهم القومي نـوروز، والاعتداء على رموزهم.

وشهدت المناطق عملية تتريك وتطرف ديني وأفكار العثمانية الجديدة، حيث تواصل سلطات الاحتلال سياسة التتريك ونشر التطرف الديني وأفكار العثمانية الجديدة في عفرين، بين أوساط الشباب والأطفال بشكل خاص، عبر حملات إعلامية وتحت مسميات عديدة (جمعيات خيرية وثقافية ودينية، جامعة ومعاهد ومدارس خاصة، مراكز ثقافية تركية، مدارس إمام الخطيب، أنشطة شبابية، إحياء مناسبات تركية مع رفع العلم التركي بكثافة، وتقليد شارة الذئاب الرمادية، دورات تدريبية)، وتعتمد مناهج دراسية مؤدلجة وتفرض تعليم اللغة التركية، إلى جانب محاربة ثقافة وتراث المنطقة عبر العديد من التغييرات والانتهاكات. وكذلك تستمر محاولات تغيير هوية وثقافة المنطقة وتخريب وسرقة ممتلكاتها الثقافية ومحو تاريخها، مثل تحويل مرقد "النبي هوري" الهرمي الروماني والمسجد المجاور له إلى مَعلم تركي- عثماني.

هذا، وقامت الميليشيات التركية بالتسبب بأضرار شديدة بالبيئة والغطاء النباتي، فقد قامت بتجريف مساحات زراعية وحراجية واسعة، بعمق (200-500) متر وبمحاذاة الشريط الحدودي بطول (150) كم، لدى بنائها لجدار اسمنتي عازل، كما قامت آلياتها العسكرية أثناء العدوان بقلع آلاف أشجار الزيتون في العديد من المواقع، بالإضافة إلى الرعي الجائر لقطعان المواشي بين حقول الزيتون والأراضي الزراعية، وقد لحقت بها أضرار جمّة.

وفي جانب آخر، قامت الميليشيات بتدمير مقابر ومواقع أثرية، وسرقة الآثار، وتخريب مقابر وشواهد قبور مكتوب عليها باللغة الكردية وقبور للإيزيديين.

ولم تلجأ حكومة أنقرة إلى بسط الأمن والأمان في منطقة عفرين، ولم تمارس مسؤولياتها في تأمين النظام والسلامة العامة وحماية المدنيين، وقد شكّلت مجالس محلية لم تكن إلا أدوات لتنفيذ سياساتها، بل أطلقت يدّ الميليشيات الإرهابية لترتكب أفظع الجرائم والانتهاكات باستخدام أسلحة محرّمة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية