بيرو... جالية مسلمة صغيرة وتطرف إسلاموي كبير

بيرو... جالية مسلمة صغيرة وتطرف إسلاموي كبير

بيرو... جالية مسلمة صغيرة وتطرف إسلاموي كبير


14/09/2023

تتمركز الجالية المسلمة الصغيرة بالنسبة إلى تعداد السكان في مدينتي (تاكنا) و(ليما) بدولة بيرو التي تقع في أمريكا اللاتينية، وتتكون من جنسيات متعددة أغلبها فلسطينيون وأتراك وسوريون وأردنيون ولبنانيون ومصريون ومغاربة وباكستانيون وعراقيون وإيرانيون، ورغم صغر الجالية إلا أنّ النشاط المتطرف، وفي جزء منه إسلاموي، كبير جداً.

 الجالية تتمركز في (ليما) والإخوان أيضاً

تتمركز الجالية في العاصمة ليما، وتتخذ من مسجد باب الإسلام، الذي يقع في مدينة (تاكنا) وهو أكبر بناء إسلامي، ويقع عند المدخل الجنوبي للمدينة، على مسافة قريبة من وسط المدينة، تتخذه مركزاً لها.

 وفق مرصد الأزهر الشريف، شيّد مسجد باب الإسلام مواطنون مسلمون في عام 2000، معظمهم من باكستان، ويُعتبر أحد المباني القليلة التي تعكس فن العمارة الإسلامية، ويلحق بالمسجد مصلى للسيدات في الطابق الثاني، ومدرسة لتعليم الإسلام واللغات، معتمدة من جامعة كامبريدج، وهي مدرسة متعددة الثقافات ويدرس فيها (340) طالباً من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية، وعند الانتهاء من المرحلة الثانوية يحصل الطلاب على شهادات معتمدة من جامعة كامبريدج، إضافة إلى دراسة (3 أو 4) لغات، ولهذا يأتي الطلاب من مدارس أخرى من (تاكنا) للدراسة في هذه المدرسة، حسبما ذكر مدير المدرسة حسام إقبال.

 مسجد باب الإسلام في بيرو

 وتُعتبر الجمعية الإسلامية في بيرو من الأماكن التي جذبت الكثيرين للإسلام، وتقع في شارع تاكنا (556) بحي مجدالينا، في العاصمة ليما، وهي عبارة عن مسجد يقوم بالإشراف عليه شيخ مصري تلقى دراساته الدينية في جامعة الأزهر، وتقوم بجانب العمل الدعوي وإقامة الشعائر ببعض الأنشطة مثل تعليم اللغة العربية للمسلمين وغير المسلمين، وعقد محاضرات وندوات تعريفية بالإسلام، إلى جانب استقبال الطلبة من المدارس والجامعات وتعريفهم بالإسلام، بالإضافة إلى دورات شرعية لأبناء الجالية الإسلامية، وحالياً تم إنشاء مصليين في العاصمة (ليما) بجانب المركز الرئيسي، وهما مصلّى (سان بورخا) ويترأسه الشيخ المغربي محمد قبي، ومصلى (إسلام بيرو).

زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ورفيقه خالد شيخ محمد، زارا فوز دو إجوازو الموجودة بالحدود الثلاثية بين البرازيل والأرجنتين وأوروغواي في كانون الأول 199

 على الجانب الموازي، تتواجد جماعة الإخوان في العاصمة (ليما) أيضاً، وتعمل باسم (الرابطة الإسلامية) من داخل المركز الإسلامي في (إكيتوس)، وفي شباط (فبراير) 2020 شاركت منشورات للترويج للمظاهرة التي نظمها الاتحاد الفلسطيني، وفي 2021 أعلنت صفحة الجماعة على فيسبوك عن برنامج المنح الدراسية لمدرسة الإمام الخطيب الثانوية برعاية (ديانت) مديرية الشؤون الدينية التركية.

 انبثق من مسجد الجماعة في (إكيتوس) ما يُعرف بـ (أكاديمية التعليم والبحوث الإسلامية)، ذراع للجماعة لمركز رئيسي للأكاديمية نفسها في بريطانيا.

 كما تتواجد جماعة الإخوان أيضاً في (مسجد مجدالينا) في ديل مار بـ (ليما) عاصمة بيرو، الذي يؤمه الشيخ أحمد عثمان علي قاسم، وهناك صلة بين أكاديمية البحوث ومسجد في مدينة لوبونا، توجد به جماعة التبليغ والإخوان.

 تنظيم القاعدة في الملعب الخلفي

رغم أنّ العمل الدعوي في بيرو يعتمد في محوره الرئيسي على رابطة العالم الإسلامي، ومبعوثي الأزهر الشريف، إلا أنّ فرع الندوة العالمية للشباب ومكتبها الرئيسي في البرازيل، وهو الواجهة الشبابية للإخوان، يرسل دعاة الجماعة، وربما ليس من قبيل المصادفة أنّ تنظيم القاعدة وجد موطئ قدم له في بيرو البعيدة عن منطقة الشرق الأوسط.

 يقول الباحث جيوفاني جياكالوني، في دراسة له عن أمريكا اللاتينية: إنّ زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ورفيقه خالد شيخ محمد، زارا فوز دو إجوازو الموجودة بالحدود الثلاثية بين البرازيل والأرجنتين وأوروغواي في كانون الأول (ديسمبر) 1995؛ أي إنّ القاعدة كانت تفكر منذ القديم في إيجاد موطئ قدم لها في تلك القارة.

 في كانون الثاني (يناير) 1999 ألقي القبض في أوروغواي على السعيد حسن علي محمد مخلص، مصري كان يعيش في سيوداد ديل إستي، وكان على صلة بالجماعة الإسلامية المصرية وبتنظيم القاعدة، بينما كان في طريقه إلى أوروبا للقاء أعضاء خلية إرهابية تابعة للقاعدة.

مقرّ الجمعية الإسلامية في بيرو

 تقع (إكيتوس) التي يتواجد فيها الإخوان في السهول الكبرى لحوض الأمازون، ممّا يجعلها بوابة تدفق رئيسة إلى الحدود البرازيلية والكولومبية القريبة، وقد أشارت منظمة (إنسايت كرايم)، مؤسسة غير ربحية متخصصة في متابعة الجريمة المنظمة في أمريكا اللاتينية، إلى أنّ منطقة الحدود الثلاثية هي منطقة أساسية لإنتاج المخدرات، وأنّ طبيعة تضاريس المنطقة، كغابة معزولة، تسهم في استغلال الإرهاب.

 ويؤكد مصدر موثوق من بيرو، رفض ذكر اسمه، أنّ تنظيم القاعدة يتواجد في منطقة لوريتو، بالقرب من نهر الأمازون، وأنّ هناك عناصر جاءت من سوريا، وبعضهم يتواجدون في مسجد الأنصار ونور الإسلام.

تتواجد جماعة الإخوان في العاصمة (ليما) أيضاً، وتعمل باسم (الرابطة الإسلامية) من داخل المركز الإسلامي في (إكيتوس)، وفي شباط 2020 شاركت منشوراً للترويج للمظاهرة التي نظمها الاتحاد الفلسطيني

 وأشار المصدر إلى المركز الإسلامي في إكيتوس، وأكاديمية التعليم والبحوث الإسلامية التابعة للجماعة، وأيضاً مسجد لوبونا الذي يتواجد فيه بعض هذه العناصر.

 الخلاصة، أنّه عقب الأعوام التي تمّ فيها عزل الجماعة عن السلطة في الشرق الأوسط، بدأت جماعة الإخوان في بيرو تتخلى عن مشروع التنظيم ظاهرياً، وتحتفظ بعلاقات سرّية، وتبعاً لما سبق أنشأت بعض المؤسسات المنوط بها العمل الدعوي، لكنّها أصبحت فيما بعد مركزاً لتجمع الأعضاء الهاربين، وضلعاً مشتركاً في جميع النشاطات التي يقوم بها الإرهابيون في كل أنحاء أمريكا اللاتينية.

مواضيع ذات صلة:

كيف تأسس الوجود الإخواني في أمريكا اللاتينية؟

إعلان جماعة الإخوان إرهابية في باراغواي يقوض خطط التمكين في أمريكا اللاتينية

أمريكا اللاتينية الملعب الخلفي لأنشطة إيران المشبوهة



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية