تتسارع الجهود لإنجاحه... هل يتحقق مشروع المصالحة الوطنية في ليبيا؟

تتسارع الجهود لإنجاحه... هل يتحقق مشروع المصالحة الوطنية في ليبيا؟

تتسارع الجهود لإنجاحه... هل يتحقق مشروع المصالحة الوطنية في ليبيا؟


27/11/2022

عاد مشروع المصالحة الوطنية في ليبيا إلى دائرة الضوء مجدداً، بعد أن كشف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي عن "مباحثات لعقد اجتماع تمهيدي لمؤتمر للمصالحة الوطنية بين جميع الليبيين".

وتشير معطيات صحفية إلى وجود اتفاق دولي على تكليف الاتحاد الأفريقي بقيادة مشروع المصالحة الوطنية في ليبيا، وأنّ اختيار دبلوماسي سنغالي مخضرم هو عبد الله باتيلي لتولي مهمة المبعوث الأممي جاء في هذا السياق.

وقبل (5) أسابيع من الذكرى الأولى لموعد 24 كانون الأول (ديسمبر) 2021 الذي كان محدداً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، قبل إلغائه دون تحديد موعد بديل، تتحرك قوى داخلية وأخرى خارجية لمحاصرة العراقيل التي ما تزال تتهدد أيّ موعد جدي لتنظيم الاستحقاق الانتخابي، خصوصاً في ظلّ محاولات بعض الجهات المؤسسية عرقلة عجلة التقدم نحو الانتخابات.

رغبة أفريقية

وقال فكي في تصريحات صحفية: إنّ "هناك تجاوباً من الأطراف"، مؤكداً أنّهم "يتواصلون مع جميع الأطراف الليبية للحديث عن المصالحة الوطنية، لأنّها قد تفتح الباب أمام حل سياسي في ليبيا".

وأضاف أنّ هناك دفعة جديدة لعملية سياسية في ليبيا تتضمن عدة مراحل، ونحن كلفنا بمرحلة المصالحة الوطنية لأنّها الأساس، مشيراً إلى ضرورة إيجاد صيغة تسمح لليبيين أن يتصالحوا، ثم بعد ذلك يتم الذهاب إلى الانتخابات لاختيار من يدير الأمور في ليبيا.

 رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة

وتعتبر زيارة جان كلود جاكوسو الحالية إلى ليبيا الأطول من نوعها التي يؤديها مسؤول أجنبي للبلاد، وقد دشنها في بداية تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، وما يزال يواصلها لضمان التوصل إلى توافقات بين مختلف أطياف المشهد السياسي والاجتماعي في ليبيا، تمهيداً للاجتماع الجامع الذي ستحتضنه بلاده برعاية الدول الـ (5) دائمة العضوية بمجلس الأمن، وبمشاركة فاعلة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.

وتتداول وسائل إعلام دولية تقارير تفيد بأنّ جاكوسو شدد خلال مختلف لقاءاته، في طرابلس وبنغازي وسرت وطبرق ومصراتة، على أنّ المصالحة في ليبيا يجب أن تشمل الجميع دون إقصاء، معتبراً أنّ تحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا من أولويات الاتحاد الأفريقي، ومن دونها لا يمكن الحديث عن حل سياسي شامل، أو عن تنظيم انتخابات تعددية وديمقراطية ونزيهة وشفافة يقبل الجميع بنتائجها.

هناك اتفاق دولي على تكليف الاتحاد الأفريقي بقيادة مشروع المصالحة الوطنية في ليبيا

ومطلع تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري شرع جان كلود جاكوسو ممثلاً عن رئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي من أجل ليبيا بزيارة استهلها بجولة إلى الشرق الليبي؛  وعقد مشاورات مع قائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر ورئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا في بنغازي.

وعقد أيضاً لقاءات مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ووزير الخارجية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب حافظ قدور.

 وبعد مشاركته في مؤتمر المناخ (كوب 27) في مدينة شرم الشيخ المصرية، عاد جاكوسو هذا الأسبوع ليلتقي رئيس مجلس الدولة خالد المشري ونائب رئيس المجلس الرئاسي عبدالله اللافي، وأكد الوزير الكونغولي أنّ تحقيق المصالحة الوطنية من أولويات الاتحاد الأفريقي.

ومنذ أعوام يسعى الاتحاد الأفريقي لعقد مؤتمر للمصالحة، بعدما استضافت الكونغو عدة اجتماعات بهدف إيجاد حلول للأزمة، خصوصاً أنّ الأفارقة ما يزالون ممتعضين من زعزعة عملية تغيير النظام في العام 2011 في ليبيا للإطاحة بمعمر القذافي.

محاولات محلية

والخميس أعلن المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي عن استقبال عضو المجلس الرئاسي الكوني واللافي لممثلين عن أعيان ومشايخ قبيلة القذاذفة برئاسة محمد بن نايل، لبحث ملفات المصالحة الوطنية الشاملة والسجناء وإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن.

أكد المبعوث الأممي باتيلي سعي بعثة الدعم في ليبيا إلى تيسير حوار بين الفاعلين المؤسسين الرئيسيين في ليبيا

وأشار المكتب الإعلامي إلى تأكيد اللافي والكوني لوفد أعيان القبائل عن تصميم المجلس الرئاسي على بذل كل الجهود لإنجاح المصالحة، مشيراً إلى أنّ ذلك من اختصاصاتها، وهو ما سوف يمهد لإجراء الاستحقاقات الانتخابية.

إلى ذلك، التقى رئيس المجلس الرئاسي محمد يونس المنفي، وفق المكتب الإعلامي، وفداً عن قبائل ورفلة والمقارحة للغرض نفسه.

تتحرك قوى داخلية وأخرى خارجية لمحاصرة العراقيل التي ما تزال تتهدد أيّ موعد جدي لتنظيم الاستحقاق الانتخابي

 من جانبه، استقبل رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بمقر رئاسة مجلس الوزراء ممثلين عن مشايخ قبيلة أولاد سليمان، وجرى بحث ملفات السجناء والمصالحة الوطنية الشاملة.

لقاءات تأتي قبيل مؤتمر دولي حول المصالحة الوطنية الشاملة في ليبيا في مسعى لحلحلة الأزمة التي ظلت تراوح مكانها التي أعلن وزير خارجية الكونغو في وقت سابق عن تنظيمها قبل حلول العام 2023، وبإشراف الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وبحضور الدول الـ (5) دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.

جهود أممية

وخلال إحاطته أمام مجلس الأمن الثلاثاء الماضي، قال المبعوث الأممي عبد الله باتيلي: إنّه تواصل مع أعضاء المجلس الرئاسي ومجلس الدولة والجهات الفاعلة الرئيسية الأخرى في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، مذكراً إياهم بأنّ مسؤوليتهم الأخلاقية والسياسية هي العمل بفاعلية من أجل إعادة البلاد إلى السلام والاستقرار من خلال حل ليبي - ليبي.

ومن خلال لقاءاته مع أطراف إقليمية ودولية سواء داخل ليبيا أم خارجها، تبين للبعثة الأممية وجود اتفاق واسع النطاق بأنّ مؤسسات ليبيا تواجه أزمة شديدة تتعلق بالشرعية، وبأنّ استعادة هذه الشرعية أمر بالغ الأهمية.

وهناك توافق أيضاً بشأن ضرورة تنسيق مبادرات دبلوماسية ثنائية ومتعددة الأطراف والتلاحم خلف جهود الأمم المتحدة، وتشير البعثة إلى أنّ إجماع مجلس الأمن في إبراز هذه الرسائل لدى جميع الأطراف المعنية سيكون محورياً حال أراد الجميع إحراز تقدم إلى الأمام.

وفي ختام إحاطته أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا سعي بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في الأسابيع والأشهر المقبلة لتيسير حوار بين الفاعلين المؤسسين الرئيسيين في ليبيا، كخطوة نحو التغلب على خلافاتهم والمضي قُدماً نحو تنظيم انتخابات حرة ونزيهة.

 

مواضيع ذات صلة:

استئناف إرسال مرتزقة بالتزامن مع اتفاقية التفاهم النفطي.. تركيا تصر على التواجد في ليبيا

هل أحكمت تركيا سيطرتها على ليبيا؟

قطر وتركيا في ليبيا: صديقتان دائماً

الصفحة الرئيسية