تسريبات تحرج النظام الإيراني وتهدده.. ما القصة؟

تسريبات تحرج النظام الإيراني وتهدده.. ما القصة؟

تسريبات تحرج النظام الإيراني وتهدده.. ما القصة؟


04/12/2022

اعتقلت السلطات الإيرانية (115) من أفراد الجيش؛ بسبب دعمهم للاحتجاجات التي تعم البلاد منذ مقتل الفتاة مهسا أميني.

ووفقاً للوثائق التي نشرها موقع "إيران إنترناشيونال"، فإنّ 1% من جميع المعتقلين أثناء الاحتجاجات هم جنود حكوميون.

وبحسب ما سرّبته وكالة "رويترز" عن مسؤول عسكري فضّل عدم نشر اسمه، فإنّ الأجهزة الاستخباراتية كثفت نشاطاتها وتدقيقها الأمني حول كل عنصر تشارك عائلته أو أحد أفرادها في التظاهرات، أو أقارب الذين لقوا مصرعهم على يد الأمن والجيش في الأحداث الأخيرة، وتقوم بالتحقيق معهم لضمان ولائهم للنظام.

 هذا، وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت وثيقة يدعو فيها قائد كبير في الجيش الإيراني لتقديم تقارير يومية عن اعتقال أيٍّ من قوات الجيش أو عائلاتهم خلال الاحتجاجات، ممّا يفسر القلق داخل المؤسسة العسكرية من انشقاق عناصر الجيش والتحاقهم بالاحتجاجات.

ووفقاً لما نقلته قناة التاسعة، فإنّ هناك الكثير من الانشقاقات داخل الجيش والحرس الثوري والشرطة؛ بسبب عمليات القمع التي تطال المتظاهرين.

السلطات الإيرانية تعتقل 115 من أفراد الجيش؛ بسبب دعمهم للاحتجاجات التي تعم البلاد

وأشارت مصادر القناة إلى أنّ الانشقاقات لا تعني ترك الأسلحة والذهاب، بل هي عبارة عن بدء عدد كبير من المنتسبين إلى الجيش والحرس الثوري بتقديم استقالتهم أو التقدم بطلب الانتقال إلى إدارات أخرى مدنية غير متصلة بالعمليات العسكرية أو الأمنية في البلاد، وقد طلب البعض منهم الذهاب إلى التقاعد المبكر.

وفي الإطار ذاته، نقلت وكالة أنباء تابعة لمجاهدي خلق أنّ قيادات بالحرس الثوري والجيش الإيراني وقيادات سياسية أرسلوا عائلاتهم إلى الخارج، ممّا يؤكد احتمالية حدوث انشقاقات بين قيادات كبيرة في النظام، إضافة إلى القلق الكبير الذي انتاب الشريحة الحاكمة من إمكانية سقوط النظام الإيراني.

"نيويورك تايمز": قادة الجيش والشرطة يحذّرون الجنود وصفوف القوات بأنّه إذا انهار النظام، فستقوم المعارضة بإعدامهم

ولمنع الانشقاقات حذّر قادة الجيش والشرطة الجنود وصفوف القوات بأنّه إذا انهار النظام، فستقوم المعارضة بإعدامهم، بحسب ما أفاد به مصدر من الحرس الثوري لـ "نيويورك تايمز".

وأكدت الصحيفة الأمريكية أنّ هناك إشارات عن تعب في صفوف قوات الأمن التي تواجه المتظاهرين على مدى الأسابيع الماضية، ويشعر أفرادها بعدم الارتياح من مستويات العنف، وخاصة ضد الفتيات.

ومخاوف الانشقاقات بدت على ألسنة مسؤولين كبار في نظام ولاية الفقيه، فقد حذّر المرشد الإيراني علي خامنئي في تصريح صحفي سابق من أنّ خطر ما وصفه بـ "التضليل" يحدق بالعسكريين داخل بلاده.

وطالب خامنئي المؤسسات التعبوية داخل الجيش الإيراني بإعادة النظر في مهامها الإيديولوجية الخاصة بتشكيل فكر العسكريين داخل إيران، طبقاً للمقتضيات الجديدة في الفترة الراهنة، وفقاً للموقع الرسمي للحرس الثوري.

صحيفة "كيهان" تسلط الضوء على المخاوف "العميقة" من الانشقاق من قبل العسكريين، وتؤكد أنّه يُعدّ المعضلة الكبرى بالنسبة إلى نظام طهران

بدورها، سلطت صحيفة "كيهان" الضوء أيضاً على المخاوف "العميقة" التي تنتاب المؤسسة العسكرية الإيرانية في الوقت الحالي، مؤكدة أنّ الانشقاق من قبل العسكريين يُعدّ المعضلة الكبرى بالنسبة إلى نظام طهران، مستندة في ادعائها إلى التظاهرات التي نظمها عسكريون في ثكناتهم عام 2017؛ بسبب انخفاض مرتباتهم وسوء أوضاعهم المعيشية، معتبرة أنّ العسكريين يتشاركون مع الشعب الإيراني همومهم ومشاكلهم وظروفهم الصعبة، وأنّهم مستعدون للانقلاب على النظام.

المرشد الإيراني علي خامنئي يحذّر من أنّ خطر ما وصفه بـ "التضليل" يحدق بالعسكريين داخل بلاده

وظهرت هذه الانشاقات أيضاً في سوريا، حيث سُجلت خلال الآونة الأخيرة حالات انشقاق جماعية للحرس الثوري، وذلك بعد نشر شبكة "عين الفرات" فيديوهات مسربة عن تحركات الميليشيات الإيرانية ومواقعها وقواعد إطلاق الصواريخ في الميادين وريفها، وقامت قيادة الحرس الثوري بمعاقبة مسؤولين تابعين لها وعناصرهم ونقلهم من المدينة وريفها نحو محافظتي حماة وحمص اللتين تعتبران معقلاً للميليشيات، بحجة التدريب ولكن الغاية الحقيقية هي التخلص منهم.

ووفقاً لوكالة "فرانس برس"، فقد انشق نحو (140) عنصراً من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني في أيلول (سبتمبر) الماضي، ممّا يؤكد النزعة الانشقاقية التي ظهرت في كافة الأجهزة العسكرية الإيرانية.

انشق (140) عنصراً من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، ممّا يؤكد النزعة الانشقاقية التي ظهرت في كافة الأجهزة العسكرية الإيرانية

وأفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية بمقتل العشرات من أفراد قوات الأمن والباسيج وحرس الحدود في اشتباكات وإطلاق نار وعمليات طعن في عدة مدن تشهد احتجاجات مناهضة للنظام.

وتشهد إيران احتجاجات بمناطق متفرقة منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، وسط اتهامات للشرطة بقتل الشابة مهسا أميني عقب اعتقالها بدعوى ارتدائها حجاباً غير لائق، غير أنّ السلطات الإيرانية تنفي تعرّض أميني للضرب على يد الشرطة.

والأسبوع الماضي قال المفوض السامي الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك: إنّ (14) ألف شخص، بينهم أطفال، أوقفوا في حملة قمع الاحتجاجات.

من جهتها، تفيد منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها أوسلو، بأنّ قوات الأمن قتلت حتى الآن (448) متظاهراً على الأقل، معظمهم في سيستان بلوشستان الواقعة في جنوب شرقي إيران عند الحدود مع باكستان وأفغانستان.

مواضيع ذات صلة:

النظام الإيراني يفتعل الأزمات لتحويل الأنظار عن قمع الاحتجاجات... ما الجديد؟

النظام الإيراني مستمر في انتهاكات حقوق السجناء.. ما الجديد؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية