تصعيد جديد في بنغلاديش: الإخوان في مواجهة الدولة

تصعيد جديد في بنغلاديش: الإخوان في مواجهة الدولة

تصعيد جديد في بنغلاديش: الإخوان في مواجهة الدولة


07/06/2023

في تصعيد جديد للمواجهة بين الإخوان المسلمين والحكومة البنغالية، ألقى القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية، الذراع الساسية للإخوان، النائب البرلماني السابق مجيب الرحمن، خطاباً تناول فيه الأوضاع السياسية في البلاد، محدداً عدة مطالب؛ أبرزها: إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشاملة في ظل حكومة تصريف أعمال، والإفراج فوراً عن جميع قادة ونشطاء المعارضة بمن فيهم أمير الجماعة الإسلامية، ووقف التعذيب، وإلغاء قانون الأمن المعلوماتي الرقمي.

مجيب الرحمن قال: إنّ البلاد تمر بوضع سياسي حرج للغاية، بالتزامن مع إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة في كانون الأول (ديسمبر) 2023، أو كانون الثاني (يناير) 2024، زاعماً أنّ الشعب البنغلاديشي على جميع المستويات، ومن بينهم: الأحزاب السياسية والصحفيون والمؤلفون والمثقفون والأكاديميون، يطالبون باستعادة نظام حكومة تصريف الأعمال؛ من أجل إجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية، لكنّ الحكومة لم تستجب لمطالب الشعب، وبدلاً من ذلك تقوم بترويع وقمع وترهيب وسجن المعارضين في مسعى منها لإعادة المسرحية الهزلية التي نظمتها في عامي 2014 و2018، بحسب قوله.

اتهامات مرسلة

مجيب الرحمن زعم في خطابه أنّ حكومة تصريف الأعمال في عام 2008 كانت تبحث عن مخرج آمن، ولأنّها كانت مدعومة من الجيش، توصلت مع رابطة عوامي إلى تفاهم سرّي، واستولت في النهاية على السلطة، لتقوم بعد ذلك بإلغاء نظام حكومة تصريف الأعمال، وبالنظام الحزبي الجديد أجريت انتخابات هزلية في عام 2014.

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية اتهم الحكومة بتزوير الانتخابات في العام 2018، من خلال ملء صناديق الاقتراع ليلاً، قبل يوم واحد من موعد الاقتراع، وادّعى أنّه بسبب هذا التزوير الفاضح ضمن مرشحو الحزب الحاكم مقاعدهم في البرلمان، واصفاً تلك الانتخابات بأنّها انتخابات منتصف الليل.

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن

وقال مجيب الرحمن: إنّ حكومة رابطة عوامي دمرت النظام الانتخابي بأكمله في الأعوام الـ (15) الماضية. مضيفاً: "تعرضت الجماعة الإسلامية لأبشع حملة ممنهجة للقضاء عليها من جذورها برعاية حكومية كاملة"، وتابع: "لكن وعلى الرغم من هذا القمع والتعذيب، واصلت الجماعة الإسلامية أنشطتها التنظيمية بطريقة منهجية وديمقراطية وسلمية، ولعبت أدواراً فعالة لضمان التنمية الشاملة للبلاد".

منهج التحريض

خطاب القائم بأعمال الجماعة الإسلامية شهد تحريضاً واسعاً على الحكومة، فقد قال: إنّ هذه الحكومة لا تؤمن بحرية التعبير، واتهمها بعرقلة تطبيق مواد الدستور. وتابع: "عندما يحاول حزب معارض الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية، يتعرض للمضايقات الأمنية، وكانت الجماعة الإسلامية قد أرسلت خطاباً إلى المفوض العام للشرطة لمدينة داكا، عبر البريد الإلكتروني في 28 أيّار (مايو)، ولمتابعة الخطاب المرسل توجه وفد من الجماعة الإسلامية إلى مكتب المفوض العام للشرطة في اليوم التالي؛ لطلب المساعدة في تنظيم مسيرة يوم 5 حزيران (يونيو)؛ لاستعادة نظام الحكومة الانتقالية المؤقتة، والإفراج عن القادة المحتجزين، والحدّ من ارتفاع أسعار السلع والمواد التموينية الأساسية، إلّا أنّه تم اعتقال أعضاء الوفد من أمام مكتب المفوض العام للشرطة".

خطاب القائم بأعمال الجماعة الإسلامية شهد تحريضاً واسعاً على الحكومة، فقد قال إنّ هذه الحكومة لا تؤمن بحرية التعبير، واتهمها بعرقلة تطبيق مواد الدستور

جدير بالذكر أنّ الجماعة الإسلامية ليست حزباً قانونياً في بنغلاديش، بعد أن تم سحب تراخيص الحزب، نظراً لثبوت تورط أعضائه في ممارسة أعمال إرهابية، وبالتالي لا يحق للجماعة من الناحية القانونية تنظيم أيّ مسيرة. كما تم اعتقال أعضاء الوفد نظراً لتجمهرهم وممارسة أعمال الشغب أمام مكتب المفوض العام.

مجيب الرحمن واصل خطابه التحريضي مدّعياً أنّ الأجهزة الأمنية تقوم بإطلاق الأعيرة النارية والرصاص الحي على أيّ مسيرة، أو أيّ اجتماع سلمي للأحزاب السياسية المعارضة، وخاصّة الجماعة الإسلامية، وتنفذ حملة اعتقالات ضخمة. مستنكراً إغلاق المكتب المركزي للجماعة الإسلامية والمكاتب الأخرى على مستوى المدينة والمقاطعات.

زعيم الإخوان ندد بسن قانون الأمن المعلوماتي الرقمي، زاعماً أنّ القانون يهدف إلى تكميم الأفواه وسلب حرية التعبير عن الرأي، وأنّه يتم استخدام هذا القانون، الذي وصفه بالأسود، لترهيب وقمع الصحفيين. متهماً الحكومة بقتل عدد من الصحفيين مع سبق الإصرار والترصد. مضيفاً: "الحكومة حولت بنغلاديش إلى دولة دكتاتورية، لا حقوق للشعب الذي ينتظر بفارق الصبر الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي من الممكن أن تكون بداية عهد جديد في تاريخ بنغلاديش؛ لكنّ الحكومة تخطط لمؤامرة إجراء انتخابات هزلية أخرى". وتابع: "في الواقع، فإنّ هذه الحكومة دمرت كل القيم الديمقراطية، وسلبت حقوق الإنسان، ودمرت النظام الانتخابي".

 مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ عبد الحليم

مجيب الرحمن طالب بإطلاق سراح أمير الجماعة الإسلامية شفيق الرحمن، ونائب أمير الجماعة الإسلامي شمس الإسلام، المتهم بارتكاب جرائم حرب، والأمين العام للجماعة ميا غلام بروار، والأمين العام المساعد الشيخ رفيق الإسلام خان، وعدد آخر من قيادات التنظيم الإخواني، مهدداً بالتصعيد في حال لم تستجب الحكومة لمطالبه، ومن بينها فتح مكتب الجماعة الإسلامية المركزي، والمكاتب الفرعية الأخرى في المقاطعات والمدن.

خطاب جهادي جديد

في الثاني من حزيران (يونيو) الجاري، قال القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية  مجيب الرحمن: إنّ الجماعة لن تستسلم، ولن تركع أمام الظالم والطغاة، مهما كانت الدوافع والأسباب، في إشارة إلى حكومة رابطة عوامي.

مجيب الرحمن دعا الإخوان وأنصارهم إلى التوحد خلف الجماعة الإسلامية، "لضمان النصر للدين الإسلامي"، بحسب تعبيره، وأضاف: "علينا جميعاً أن نعمل متحدين، وقد نواجه الكثير من العقبات والحواجز من أجل الوصول إلى ذلك الهدف، إلا أنّنا نستطيع تجاوزها متسلحين بالإيمان".

الشيخ عبد الحليم: لقد سلبت الحكومة حقوقنا في التصويت، وحقوقنا في المشاركة في الحركة الإسلامية، والحقوق المدنية الأخرى، وفي مثل هذه الحالة، لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها القائم بالأعمال في مؤتمر لأعضاء ونشطاء الجماعة الإسلامية في مدينة جيبرهات، برئاسة السيد فضل الرحمن سعيد.

مجيب الرحمن صعّد من وتيرة الخطاب الجهادي، زاعماً أنّ "الدين لن يقام إلّا بالتضحية بالغالي والنفيس"، مطالباً نشطاء الحركة الإسلامية بالانخراط في الأنشطة الدعوية، والانفاق في سبيل الجهاد.

من جهته، قال مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ عبد الحليم: إنّه يتعين على نشطاء الإخوان أن يكونوا أكثر حرصاً بشأن التطوير الذاتي ورفع المعايير، فلا بديل عن الاستعداد لانتصار الحركة الإسلامية، قبل أن يهاجم الحكومة بضراوة، قائلاً: "لقد سلبت الحكومة حقوقنا في التصويت، وحقوقنا في المشاركة في الحركة الإسلامية، والحقوق المدنية الأخرى، وفي مثل هذه الحالة، لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي.

مواضيع ذات صلة:

كيف حاول إخوان بنغلاديش إفساد انتخابات نقابة المحامين؟

مكافحة التطرف العنيف في بنغلاديش

خطاب التكفير الإخواني.. هل يفجر العنف في بنغلاديش؟

الصفحة الرئيسية