تصعيد مفاجئ للحوثي في تعز: ما الدلالات؟

تصعيد مفاجئ للحوثي في تعز: هل اقتربت لحظة الانفجار في اليمن؟

تصعيد مفاجئ للحوثي في تعز: ما الدلالات؟


17/05/2023

فيما وصف بالتحركات المريبة، قامت قوات الحوثي الانقلابية بمناورات هجومية واسعة النطاق في جنوب اليمن، زعمت أنّها محاكاة لهجمات افتراضية على مواقع إسرائيلية وأمريكية، باستخدام المشاة والمدفعية والدبابات والصواريخ والطائرات بدون طيار.

قناة الميادين التي تبث من لبنان، والموالية لحزب الله، بثت تقريراً في 9 أيّار (مايو) الجاري عن مناورة عسكرية نفذتها قوات الحوثيين في صنعاء، على مساحة 100 كيلومتر مربع بمنطقة تعز جنوب اليمن. ونفذت فيها تدريبات واسعة النطاق؛ بوساطة قوات من القيادة العسكرية الرابعة للحوثيين، وحملت عنوان "الولاء للقائد الشهيد"، في إشارة إلى مؤسس جماعة أنصار الله الحوثي.

الميليشيات الموالية لإيران استخدمت قوات متنوعة، حيث شارك في المناورات عناصر من المشاة والمدفعية، بالإضافة إلى دبابات وصواريخ وطائرات مسيّرة مفخخة ضد أهداف. وبحسب التقرير، فإنّ القيادة العسكرية الرابعة هي المسؤولة عن مناطق اليمن في تعز ولحج والضالع وأبين وعدن، وزعم التقرير أنّ التدريبات بمثابة تدريب هجومي يهدف إلى رفع الجاهزية القتالية، في وقت تتواصل فيه حالة اللّا حرب واللّا سلم، في إشارة إلى وضع الصراع في اليمن.

تهديدات بالتصعيد واستهداف دول التحالف

وتُعدّ هذه التدريبات الواسعة واحدة من أكبر التدريبات العسكرية لقوات الحوثي، وتأتي بعد نحو شهرين من مناورة عسكرية تحاكي هجوماً على أهداف عسكرية في مناطق مختلفة.

هذا التصعيد العسكري تزامن مع تحذيرات أطلقها وزير الدفاع في حكومة صنعاء، اللواء محمد ناصر العطيفي، الخميس الماضي قال فيها: إنّه "إذا لم يستعد الشعب اليمني حقوقه المنهوبة من خلال حل سياسي، فسيتم تحقيقه بوسائل أخرى، تتناسب مع غطرسة العدو وخطورته وتسويفه وتأخيره".     

الميليشيات الموالية لإيران استخدمت قوات متنوعة

وأوضح العطيفي خلال اجتماع موسع، ضمّ قادة وضباط قوات الدفاع البحري والساحلي في صنعاء، أنّه في حال عادت الحرب، فلن تقتصر على اليمن، بل ستمتد إلى عمق دول التحالف. وزعم أنّ التحالف ما زال يماطل ويخدع الشعب اليمني. وأضاف أنّ قوات طارق انسحبت من عدد من المواقع في الحديدة غرب اليمن، بعد تعرضها لضربات موجعة، للتستر على هزائمها وفشلها الذريع، بحسب ادعاءاته.

وبشأن الأوضاع في مناطق سيطرة التحالف وفصائله، واصل العطيفي خطاب التصعيد، وزعم أنّ سياسة الغزاة، بحسب قوله، في المناطق المحتلة اليوم هي جزء من سياسة إذلال للشعب اليمني.

يريد الحوثيون اقتناص الاعتراف الدولي وشرعنة سلطتهم الانقلابية، وإضفاء الطابع المؤسسي على سيطرتهم على صنعاء وشمال غرب اليمن

وفي السياق ذاته، أكد قادة قوات الدفاع البحري والساحلي في صنعاء، استعدادهم "للقيام بمهامهم في حماية المياه الإقليمية اليمنية من أيّ تهديدات معادية، مهما كان حجمها". زاعماً أنّ تدريب وتأهيل المقاتلين وتحسين مستواهم يسير بخطوات سريعة في مختلف التخصصات العسكرية.

السعي تجاه الهيمنة

وبحسب تقرير بالإنجليزية لموقع (World On Rocks) يريد الحوثيون اقتناص الاعتراف الدولي وشرعنة سلطتهم الانقلابية، وإضفاء الطابع المؤسسي على سيطرتهم على صنعاء وشمال غرب اليمن. ولا تمثل أيّ هدنة بالنسبة إليهم خطوة نحو سلام دائم، ولكنّها تمثل فرصة لالتقاط أنفاسهم، بعد أعوام من القتال، ومن ثم الاتجاه نحو تعزيز المكاسب.

تسعى الرياض لاقتراح خارطة طريق بهدنة طويلة الأمد، تتبعها محادثات سلام بين الأطراف اليمنية

وقد يستعد الحوثيون أيضاً لهجمات جديدة؛ لتوسيع المنطقة الخاضعة لسيطرتهم. ومن المحتمل جداً أن يشنّ الحوثيون هجمات جديدة في المستقبل غير البعيد؛ للسيطرة على مدينة مأرب ذات الموقع الاستراتيجي والغنية بالنفط والغاز، ومدينة تعز المتنازع عليها جنوب صنعاء، وأجزاء من الساحل الغربي.

مناورات إيران

أشارت بعض التقارير الإعلامية إلى أنّه في إطار تقاربها مع السعودية، وافقت إيران على وقف أو تقليص تدفق الأسلحة التي تزود بها الحوثيين. وبحسب تقرير (World On Rocks)، فإنّه من المعقول بالتأكيد أن توافق طهران على تقليص تدفق السلاح أو إيقافه مؤقتاً، إذا كان ذلك فقط لتوفير مساحة لالتقاط الأنفاس للمحادثات التي ستؤدي ربما إلى شرعنة الوجود الحوثي. خاصّة أنّ مخازن الحوثي ممتلئة بالأسلحة، ومع انخفاض العنف مقارنة بالأعوام السابقة، يمكنهم الاكتفاء مؤقتاً بدعم أقل أو بدون دعم من رعاتهم الإيرانيين. ومع ذلك، وعلى المدى الطويل، يمتلك كلاهما الحافز للحفاظ على الشراكة السياسية المهمة لكليهما؛ لعدم وجود بديل، خاصّة أنّ إيران توفر قيمة مهمّة للحوثي؛ بوصفها وسيلة للضغط على المملكة العربية السعودية.

ووفقاً لتقارير إعلامية، تسعى الرياض لاقتراح خارطة طريق بهدنة طويلة الأمد، تتبعها محادثات سلام بين الأطراف اليمنية، ويمكن أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى استقرار الوضع والحدّ من العنف، وقد يسهم اتفاق عودة العلاقات بين إيران والسعودية في المساعدة على إتمام هذه الخطوة المهمّة، التي تخفف من معاناة الشعب اليمني.

وبحسب (World On Rocks)، فإنّ من المهم أن نفهم ما قد يعنيه إضفاء الطابع الرسمي على سيطرة الحوثيين، وتوطيد نفوذهم في شمال غرب اليمن، وأنّه لن يؤدي ذلك إلى صنع سلام مستقر؛ فإدارة الحوثيين قمعية وظلامية وفاسدة وتنتهج العنف، كما أنّها غير متسامحة مع المعارضة، وربما الأسوأ من ذلك أنّ الحركة ليس لديها ميل ولا حافز لتقاسم السلطة مع أحد.

وعليه، لن تستهدف مقاربات الحوثيين لسياسات ما بعد الحرب تحقيق المصالحة، بل السعي نحو  الهيمنة، وبالتالي فإنّ الصراع مهدد بالانفجار في أيّ لحظة، طالما بقي الحوثي يحكم على الأرض، ويطبق إيديولوجيته.

مواضيع ذات صلة:

مراكز الحوثيين الصيفية.. تجييش طائفي وأكبر أماكن تجنيد للأطفال في العالم

لماذا يتشكل إجماع بأنّ الرهان على الحوثي وهمٌ محض؟

اليمن: تخادم الحوثي والقاعدة برعاية إيرانية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية