تعاظم التعاون العسكري بين روسيا وإيران يثير قلق إسرائيل

تعاظم التعاون العسكري بين روسيا وإيران يثير قلق إسرائيل

تعاظم التعاون العسكري بين روسيا وإيران يثير قلق إسرائيل


كاتب ومترجم فلسطيني‎
14/01/2023

ترجمة: إسماعيل حسن
تعتبر روسيا وإيران دولتين منبوذتين في نظر الأسرة الدولية، وتخضعان لعقوبات متشددة ويعود ذلك إلى تصاعد التعاون العسكري والأمني غير المسبوق بينهما في الأشهر الأخيرة، والمقلق لدى إسرائيل هو تزايد الأحاديث الأخيرة عن صفقة متوقعة بين الجانبين، بموجبها سينقل الروس طائرات مقاتلة متقدمة لإيران خاصة من طراز سوخوي، إضافة إلى قرب التوقيع على اتفاق في الأيام القريبة القادمة لبيع مئات المسيّرات الهجوميّة من إنتاج إيراني لروسيا لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.
 ونتيجة لتصاعد هذا التعاون تحذر إسرائيل من تبعات التوسع الذي يهدد أمن إسرائيل، في ظل استمرار توريد إيران وسائل قتالية متطورة إلى روسيا مقابل توسيع تخصيب اليورانيوم، حيث تعزز هذه الخطوات محور الشر ضد إسرائيل، وتعتبر تهديداً كبيراً على أمن ووجود دولة إسرائيل، فالتعاون المتنامي مع إيران الذي يشمل الطائرات الانتحاريّة بدون طيّار والصواريخ المضادة للدبابات، قد ينتهي به المطاف لاحقاً إلى المساعدة النوويّة الروسيّة لإيران، وقد يطالب بوتين أيضاً خلال المرحلة المقبلة من إسرائيل الحد من الضربات في سوريا. 
نقل روسيا أسلحة لإيران
قبل أشهر قليلة وقعت روسيا وإيران على الصفقة الأولى، والتي في إطارها باعت إيران لروسيا المئات من المسيّرات الإيرانيّة التي ستستخدم للهجوم على أهداف في أوكرانيا، والمقابل للصفقة دفعت لإيران الأموال نقداً، وقالت مصادر إسرائيليّة إنّ روسيا فضلت أن تدفع المبلغ بكامله على أن تعقد صفقات مؤجلة الدفع كانت ستعلقها في التزام واسع تجاه إيران، الصفقة استكملت بالكامل نقلت كل المسيّرات إلى روسيا ودفع كل المقابل بقدر ما هو معروف، استخدمت روسيا كل المسيّرات التي تلقتها أو أغلبيتها، ولهذا فقد دخلت روسيا في الأسابيع الأخيرة في مفاوضات مكثفة مع إيران لتحقيق صفقة أخرى، تسمح لها بمواصلة هجماتها على أهداف في أوكرانيا، ولا سيما منشآت البنى التحتية.

قبل أشهر قليلة وقعت روسيا وإيران على الصفقة الأولى
 هذا التعاون الذي يزداد بشكل لافت يشعر إسرائيل بقلق من المقابل الذي ستحصل عليه إيران من روسيا كجزء من المساعدة في حربها في أوكرانيا، جهاز الموساد في الدولة يعتقد أنّ التعاون العميق بين الدولتين سيؤثر أيضاً على أمن إسرائيل، أما مصادر القلق الأساسية في هذا السياق فهي احتماليّة نقل صواريخ فوق صوتية من روسيا إلى إيران في المستقبل، ومساعدة جهود إيران للتموضع في سوريا، في ظل تقييّد محتمل لنشاط سلاح الجو في الساحة الشمالية. ويزداد هذا التعاون بيّن الدولتين بعدما أعربت روسيا عن اهتمامها بإقامة خط إنتاج للمسيّرات الهجوميّة على أراضيها، أعطت إيران موافقتها على ذلك لكن التقدير أنّه منذ لحظة التوقيع على الاتفاق في الموضوع، سيتطلب نحو سنتين إلى أن يتمكن المصنع الروسيّ من إنتاج مسيّرات بشكل منتظم. 
تبادل الخبرات العسكرية
تبدو المشكلة الفعلية أمام إسرائيل بالتزامن مع تنامي التحالف الروسي الإيرانيّ، هي التعاون في مجال البحث والتطوير والإنتاج الصناعيّ، فالمؤسسة الأمنيّة الإسرائيلية تخشى من مساعدة روسيا إيران في المستقبل بالحصول على قدرات جمع المعلومات الاستخباراتية وإنتاجها من الفضاء والأرض، بإطلاق أقمار صناعيّة للتجسس والتصوير باستخدام الصواريخ الروسية، ولعل بوتين المحبط من هزائم جيشه في أوكرانيا وخوفاً على بقائه السياسيّ، قد يأمر علماءه بمساعدة البرنامج النووي العسّكري الإيرانيّ، رغم أنّه لا يوجد روسي عاقل يريد دولة إسلامية ونووية على الحدود الجنوبية لروسيا.

بالرغم من حجم مخاطر التعاون الإيرانيّ مع روسيا على إسرائيل، يرى سياسيون في إسرائيل أنّ هذا التقارب يحمل مزايا عدة بالنسبة لتل أبيب


 والخوف يزداد من تزويد الإيرانييّن فروعهم في لبنان واليمن والعراق بالمنتجات الدقيقة والمميتة لتعاونهم العسكري التكنولوجيّ مع روسيا، صحيح أنّ الروس غير راضين كاملاً عن الجودة التكنولوجية للمسيّرات الإيرانيّة، لكنّها مكنتهم من شل إمدادات الكهرباء لأوكرانيا، ما يمنح تعاونهم مع الإيرانييّن حلاً سريعاً لإحدى نكساتهم الرئيسية في حرب أوكرانيا، وهو النقص الحاد في الأسلحة الدقيقة وتخوفات الأوساط العسكرية الإسرائيلية من طلب موسكو من طهران للحصول على ترخيص لتصنيع مسيراتها داخل أراضيها، حيث منحت طهران الترخيص دون تردد لاعتبارات ماليّة أولاً وثانياً لأنّ العلماء والمهندسين الروس لديهم قدرة كبيرة على تحسين المدى والدقة والقدرة التدميرية للمسيّرات، التي ستكون في أيدي حزب الله اللبناني والميليشيات في العراق وسوريا واليمن لاحقاً، وينطبق الشيء نفسه على الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، حيث قد يستخدم الروس صواريخ الفاتح الإيرانية في أوكرانيا، ما سيؤدي لتحسين دقتها وقوتها الفتاكة وكذلك الصواريخ المضادة للدبابات وقذائف المدفعية الدقيقة.

صواريخ جافلين الأمريكية بيد إيران
هناك تأثير واضح لصفقات المسيّرات بين موسكو وطهران على ما يجري في الشرق الأوسط، فالانشغال المكثف في الموضوع والإصابات الروسية لأهداف نوعية في أوكرانيا رغم المعدل المتدني للمسيرات التي أصابت، لأنّ الأغلبية اعترضت في طريقها، إلا أنها أثارت اهتماماً متزايداً من قبل حزب الله في لبنان وحتى منظمات مختلفة في العراق لمدى قوة تلك المسيّرات، إيران تهتم بتوريد واسع للوسائل القتالية المتطورة للحلفاء، لخلق ردع وتهديد مستمر على أعدائها في المنطقة، مصادر استخبارية إسرائيليّة تحدث في الأيام الماضية، عن أنّ روسيا استولت على غنائم بأوكرانيا ونقلتها لإيران كصواريخ جافلين المضادة للدبابات، التي قدمها الأمريكيون للأوكرانييّن، وتعتبر صواريخ الكتف الأكثر تطوراً من نوعها في العالم، وتسمح بمهاجمة الدبابات من أعلى وضرب منطقة البرج، حيث تكون الدبابة أكثر عرضة للخطر، مما سمح للأوكرانييّن بتدمير الدبابات والمركبات المدرعة الروسيّة بالجملة، وهذا سيدفع الإيرانييّن لإجراء هندسة عكسيّة للصواريخ المضادة للدبابات ونقلها لحزب الله في لبنان وحماس والجهاد الإسلامي في غزة، ما سيشكل تحدياً من نوع جديد للدبابات وناقلات الجنود الإسرائيليّة المدرعة.

هناك تأثير واضح لصفقات المسيّرات بين موسكو وطهران على ما يجري في الشرق الأوسط
 وعلى الصعيد الجوي بدأت روسيا بمساعدة الإيرانييّن بإعادة إنشاء القوة الجويّة المأهولة، التي تستخدم طائرات مقاتلة وهليكوبتر أمريكيّة وروسيّة قديمة بسبب العقوبات، ما يجعلها بالكاد تشكل تهديداً أمام الطائرات الحديثة التي قد تهاجم أهدافاً فيها، لكن هذا الوضع قد يتغيّر بشكل كبير في غضون سنوات، عقب إعلان روسيا أنها بدأت بتدريب الطيارين الإيرانييّن على تحليق طائرات قاذفة قنابل مقاتلة من طراز سوخوي يمكنها تحدي الطائرات الإسرائيليّة، كما تدرس روسيا بيع مروحيّات هجوميّة وطائرات هليكوبتر مقاتلة وأنظمة دفاع جوي متطورة لإيران، تصعّب إمكانية مهاجمة إسرائيل الأهداف النوويّة فيها.
استفادة إسرائيل من تدخل إيران
بالرغم من حجم مخاطر التعاون الإيرانيّ مع روسيا على إسرائيل، يرى سياسيون في إسرائيل أنّ هذا التقارب يحمل مزايا عدة بالنسبة لإسرائيل، أولها أنّه تسبب في تحوّل الرؤية الغربيّة لإيران على أنّها تشكل تهديداً حقيقياً وملموساً للعالم أجمع وليس فقط لإسرائيل، الأمر الآخر مساعدة إيران لروسيا في حرب أوكرانيّا خفف كثيراً من دوافع الغرب للتوقيع على اتفاق نووي جديد، إضافة إلى أنّ هذا التحالف سيدفع إسرائيل لمتابعته عن كثب وبصورة مستمرة، وتستعد سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً لإحباط التطورات غير المرغوب فيها والاستفادة من الفرص إن وجدت. وقد تحدث مسؤولون كبار في وزارة الخارجيّة، عن أنّ الوزارة أرسلت إلى سفاراتها حول العالم ملفاً استخباراتياً، تضمن معلومات عن عمليات نقل الأسلحة التي قامت بها إيران إلى روسيا، بما في ذلك تواريخ نقل الأسلحة والمبالغ التي دفعتها روسيا للإيرانييّن والمعدات التي تم نقلها، ويتزامن هذا التحرك الإسرائيلي لأول مرة مع تركيز الدولة على مراقبتها هذه الأيام على الاتصالات بين روسيا وإيران، بشأن توريد صواريخ باليستية إيرانية الصنع لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، مع العلم أنّ وزارة الخارجية الإسرائيلية تهتم هذه الأيام بعقد مؤتمر دولي حول تهديد الطائرات بدون طيار الإيرانيّة في المنطقة وحول العالم، وقد بدأ دبلوماسيون إسرائيليون بطرح الفكرة في محادثاتهم مع حلفائهم حول العالم.
مصدر الترجمة عن العبرية:
https://www.israelhayom.co.il/news/defense/article/13491710

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية