تعيين منفذ مذبحة بلوشستان حاكماً عليها... النظام الإيراني يُصعد ضد السُّنة

قررت الحكومة الإيرانية أمس تعيين أحد قيادات الحرس الثوري الإيراني حاكماً لمحافظة سيستان وبلوشستان، خلفاً لحسين مدرس خياباني، لقمع  الاحتجاجات الشعبية الكبيرة التي تشهدها المنطقة.

ووفقاً لما نقلته قناة "إيران إنترناشيونال"، فإنّ محمد كرمي هو أحد العسكريين الذين لعبوا دوراً كبيراً في مذبحة الشعب البلوشي الدموية في زاهدان وخاش قبل (3) أشهر، وأكد نشطاء بلوش أنّ النظام الإيراني اختار هذا المجرم حاكماً للإدارة الأمنية والعسكرية لبلوشستان لقمع التظاهرات، معبرين عن خوفهم من أن تشهد المدينة تصعيداً أمنياً كبيراً وانتهاكات واسعة بتوجيه من كرمي.

الحكومة الإيرانية تقرر تعيين أحد قيادات الحرس الثوري الإيراني حاكماً لمحافظة سيستان وبلوشستان، لقمع الاحتجاجات الشعبية الكبيرة

هذا، واعتبر الأمين العام لحزب بلوشستان حبيب الله بلوش في تصريح صحفي أمس هذا التعيين "مهيناً وسخرية ممّن طالبوا بتغيير الحاكم بعد مذبحة زاهدان وخاش، في إشارة إلى مواجهات دامية مع قوات إيرانية في 30 أيلول (سبتمبر) أدت إلى مقتل نحو (100) شخص".

واعترفت السلطات الحاكمة في طهران بالعدد الكبير من القتلى، وأرسل المرشد الإيراني علي خامنئي الشهر الماضي مبعوثاً عنه بهدف تهدئة الأوضاع وتعويض عوائل القتلى والجرحى.

وكتب حبيب الله بلوش في صفحته على "تويتر": "تعيين محمد كرمي قائد فيلق القدس في الجنوب الشرقي والمسؤول عن مذبحة زاهدان، هو رد من قبل الحكومة على زعماء العشائر وعلماء البلوش الذين طالبوا بتغيير حاكم المحافظة بعد فاجعة زاهدان".

محمد كرمي قيادي في فيلق القدس، ولعب دوراً كبيراً في مذبحة الشعب البلوشي الدموية في زاهدان وخاش

وسيستان وبلوشستان مقاطعة في جنوب شرق إيران تسكنها أغلبية من الطائفة السنّية البلوشية، ويبلغ عدد سكانها قرابة (3) ملايين نسمة، وتعتبر ثاني أكبر مقاطعة في إيران بعد كرمان.

وبحسب منظمة "هرانا"، فإنّ سيستان وبلوشستان هي أكثر المحافظات قتلى في الاحتجاجات الشعبية، تليها محافظتا كردستان وأذربيجان الغربية.

وتعاني هذه المحافظة من التمييز والحرمان في توفير الخدمات، من بينها الماء الصالح للشرب، فضلاً عن تفشي الفقر والبطالة.