تغييرات هيكلية مرتقبة داخل الإخوان... هل تنهي الصراع أم تشعله؟

تغييرات هيكلية مرتقبة داخل الإخوان... هل تنهي الصراع أم تشعله؟

تغييرات هيكلية مرتقبة داخل الإخوان... هل تنهي الصراع أم تشعله؟


14/11/2022

تتجه جماعة الإخوان، المُصنفة إرهابية في عدد من الدول، لإجراء عدة تغييرات هيكلية على عدد من المناصب؛ أبرزها القائم بأعمال المرشد، وأمين التنظيم الدولي، بعد أن أصبح المنصبان فارغين إثر وفاة إبراهيم منير في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وتحاول الجماعة من خلال حركة الهيكلة الجديدة تجاوز أزمة الصراع المحتدم بين الجبهات الـ (3)، "لندن" و"إسطنبول" و"تيار التغيير"، وقد شهدت الأيام القليلة الماضية، عقب وفاة منير، تجدد الصراع بشكل كبير بين العناصر القيادية داخل الجماعة اعتراضاً على تولي محيي الدين الزايط مهام القائم بأعمال المرشد، ويسعى كل من حلمي الجزار، المحسوب على جبهة لندن، ومحمود حسين رأس جبهة إسطنبول، للسيطرة على منصب المرشد.

وبحسب مصادر تحدثت لـ "حفريات"، ما تزال المناقشات جارية بين قيادات مجلس الشورى العام والتنظيم الدولي لاختيار بديلين لمنصب المرشد والأمين العام للتنظيم الدولي، لكنّ الترجيحات تذهب إلى القيادي بمجلس الشورى العام محمد البحيري قائماً بأعمال المرشد، والقيادي بالتنظيم الدولي محمود الإبياري بمنصب الأمين العام للتنظيم الدولي.

وتختلف الآراء، حتى الآن، بشأن تعيين اسم جديد بمنصب الأمين العام للجماعة خلفاً لمحمود حسين، الذي أعفاه منير من منصبه في وقت سابق، إثر الخلاف المحتدم بينهما، ولا ترجح المصادر أن يتم تسمية قيادة جديدة بالمنصب حتى لا يستفز الأمر جبهة إسطنبول، خاصة أنّ حسين يملك الحق في تسمية نفسه مرشداً عاماً إعمالاً بلوائح التنظيم، الأمر الذي قد يعزز حالة الانقسام داخل الجماعة، لذلك لا تحبذ القيادة المسؤولة عن الاختيار داخل مجلس الشورى العام خوض صراعات جديدة مع جبهته.

لماذا تسارع جماعة الإخوان الخطى لتسمية مرشد جديد؟

وتقول المصادر: إنّ الهدف الرئيسي من التحركات الداخلية المكثفة التي تستهدف الإسراع إلى تسمية قائم بأعمال المرشد، هو ملء الفراغ التنظيمي الذي تعيشه الجماعة في الوقت الراهن، إضافة إلى احتدام الصراعات الداخلية إلى حد غير مسبوق للسيطرة على المنصب من جانب الجبهات الـ (3) المتناحرة، بعد وفاة إبراهيم منير، وما تبعه من تضاعف الانشقاقات التنظيمية.

ماهر فرغلي:الجماعة أجرت تغييرات هيكلية شملت منصب القائم بأعمال المرشد ونائبه، والأمين العام للإخوان، وكذلك أمين التنظيم الدولي

وكان الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب ماهر فرغلي قد قال أول من أمس: إنّ الجماعة أجرت تغييرات هيكلية شملت منصب القائم بأعمال المرشد ونائبه، والأمين العام للإخوان، وكذلك أمين التنظيم الدولي.

وبحسب فرغلي، اتفق الإخوان على تعيين محمد البحيري قائماً بأعمال المرشد، على اعتبار أنّه حل يمكن أن يضمن لمّ الشمل للمجموعات المتنافرة، وأن يكون نائبه محيي الدين الزايط.

ماهر فرغلي: اتفق الإخوان على تعيين محمد البحيري قائماً بأعمال المرشد، على اعتبار أنّه حل يمكن أن يضمن لمّ الشمل للمجموعات المتنافرة، وأن يكون نائبه محيي الدين الزايط

وكتب فرغلي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنّ الأمين العام سيكون صهيب عبد المقصود، وأمين التنظيم الدولي محمود الإبياري، لافتاً إلى أنّ هذه التسميات تمّت باتفاق الجميع، بمن فيهم حلمي الجزار. 

وحتى الآن لم تصدر الجماعة أيّ بيانات أو تصريحات رسمية حول التعيينات الجديدة.

دوافع اختيار البحيري

تشير التقديرات إلى استقرار داخل الإخوان على تسمية البحيري قائماً بأعمال المرشد، وتبرز مجموعة من الدوافع التي تجعل البحيري الشخص الأنسب لتولي منصب قيادة التنظيم في الوقت الراهن، لعل أبرزها هو مكانته التنظيمية القوية، وقدرته على التواصل والتنسيق مع قواعد الإخوان وخاصة داخل مصر، وقد كشفت عدة تقارير سابقة أنّه شغل منصب مرشد الإخوان السري داخل مصر طيلة الأعوام الماضية.

الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب عمرو فاروق تحدث عن أسباب اختيار البحيري، في مقاله المنشور يوم الجمعة الماضي بصحيفة "النهار العربي"، ورأى فاروق أنّ الاختيار جاء لملء الفراغ التنظيمي الناجم عن وفاة إبراهيم منير، كمرشد عام للجماعة، في ظل مقدرته على حسم المنافسة أمام كل من حلمي الجزار، ومحيي الدين الزايط، فضلاً عن إمكانه صناعة صيغة توافقية لاحتواء الجبهات الـ (3)، لا سيّما أنّ شخصية إبراهيم منير حالت دون إتمام مساعي التوافق وإنهاء الخصومة التي قادها محمد أحمد الراشد.

عمرو فاروق: الاختيار جاء لملء الفراغ التنظيمي الناجم عن وفاة إبراهيم منير

وأشار فاروق إلى أنّ الاستقرار على تنصيب محمد البحيري مرشداً لـ "الإخوان" بديلاً رسمياً لمحمد بديع، وليس قائماً بأعمال المرشد، تجاوزاً للوائح الداخلية، من شأنه عرقلة محاولات تصعيد محمود حسين لمنصب القائم بالأعمال من قبل جبهة "إسطنبول"، وفقاً لتسريبات داخلية، وتمكينه من السيطرة على الجماعة، نظراً لقوة موقفه لوائحياً وتنظيمياً، كونه عضو مكتب الإرشاد الوحيد الموجود في الخارج، في ظل بطلان قرارات الفصل الصادرة عن إبراهيم منير قبل وفاته ومخالفتها لقرارات مجلس الشورى العام.

 أزمة لائحية

الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب أحمد سلطان قال لـ "حفريات": إنّ المعلومات المتاحة حول المناصب الجديدة في الإخوان لم يتم تأكيدها حتى اللحظة، مشيراً إلى أنّ عملية اختيار أمين التنظيم الدولي تستوجب اجتماع المكتب العالمي لجماعة الإخوان، وأن يحضر الاجتماع ممثلون عن كافة الأقطار التي ينشط بها التنظيم في العالم، وليس فقط إخوان مصر.

أحمد سلطان: محمد البحيري هو أحد أبرز الأسماء المطروحة بقوة لمنصب القائم بأعمال المرشد   لكن يتطلب الأمر اجتماع مجلس شورى جبهة لندن للاختيار، ثم الإعلان عن ذلك

 

وبحسب سلطان، تقتضي لوائح الإخوان تنظيمياً أنّه في حال وفاة أمين التنظيم الدولي، وهو إبراهيم منير، يتولى أكبر أعضاء مكتب الإرشاد سناً، وهذه الشروط لا تنطبق إلا على محمود حسين، باعتباره الوحيد ضمن القيادات المرشحة للمنصب ما يزال عضواً في مكتب الإرشاد.

وبخصوص منصب القائم بأعمال المرشد، يقول سلطان: إنّ منير عيّن عدداً من الأسماء ليكونوا نواباً عنه في حال وفاته، وكان من المفترض أن تُعرض هذه الأسماء على مجلس الشورى العالمي، لكنّ ذلك لم يحدث حتى وفاة إبراهيم منير، لذلك حدثت الآن أزمة لائحية حول اختيار القائم بأعمال المرشد خلفاً لمنير.

ويوضح سلطان أنّ محمد البحيري هو أحد أبرز الأسماء المطروحة بقوة لمنصب القائم بأعمال المرشد، وكذلك محيي الدين الزايط، ولكن لا يمكن الجزم بأيٍّ من الاسمين في الوقت الراهن، وسيظل محمد البحيري هو أثقل الأسماء المطروحة، وأكثرها قرباً من المنصب، ولكن يتطلب الأمر اجتماع مجلس شورى جبهة لندن للاختيار، ثم الإعلان عن ذلك.

أحمد سلطان: المعلومات المتاحة حول المناصب الجديدة في الإخوان لم يتم تأكيدها حتى اللحظة

وبالتالي؛ تظل كافة السيناريوهات مفتوحة أمام جماعة الإخوان، بينما يجمع المراقبون على أنّ حالة الصراع والانقسام داخل التنظيم مرشحة للتصعيد مستقبلاً، خاصة أنّ الخلاف لم يعد مقتصراً على الجبهات الـ (3)، وهناك بوادر خلاف حقيقي بدأت تظهر داخل جبهة إبراهيم منير نفسها اعتراضاً على تولي محيي الدين الزايط النصب بشكل مؤقت، وتشير التقديرات إلى احتمال التحرك من جانب جبهة إسطنبول خلال الأيام القليلة المقبلة، ممّا يعني أنّ مرحلة جديدة من الصراع التنظيمي تنتظر جماعة الإخوان خلال الأيام المقبلة.

مواضيع ذات صلة:

وثائق الإخوان الـ (3).. خلافات هامشية تجمعها الإيديولوجيا نفسها

كيف كشف حراك 11/11 الوهمي عن أحقاد الصادق الغرياني تجاه مصر؟

تسريبات... تسميات جديدة تُهيكل تنظيم الإخوان



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية