تهديدات رئيسي بضرب قلب إسرائيل: عنجهية إيرانية أم ابتزاز لواشنطن؟

تهديدات رئيسي بضرب قلب إسرائيل: عنجهية إيرانية أم ابتزاز لواشنطن؟


26/04/2022

يبعث الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بمجموعة رسائل خشنة من خلال تصريحاته المتكررة ضد إسرائيل، خاصة أنّها تتزامن والحملة التي تقودها الأخيرة في الولايات المتحدة لجهة منع رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية، وقد كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، أنّ بلاده وقعت في خطأ فادح عندما "سمحت لإيران بإقامة موفدين تابعين لها حولها، كحزب الله والجهاد الإسلامي".

وهدّد رئيس الحكومة الإسرائيلية، في حوار مع إذاعة الجيش الإسرائيلي؛ بأنّ "إيران لا تستطيع أن تكون محصنة من هذه الأمور، بل ستدفع الثمن في منزلها أيضاً. وهذا تغيير دراماتيكي".

المواجهة الحتمية بين إسرائيل وإيران

ووفق صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية؛ فإنّ إسرائيل بصدد سيناريوهين لعملية إحياء الاتفاق النووي؛ الأول أن يتراجع النظام في طهران عن شرط رفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية، بالتالي، تكون هناك فرصة للوصول إلى اتفاق نووي في مفاوضات فيينا، وفي هذه الحالة "سوف تواجه إسرائيل صعوبة بالغة في إحباط توقيع الاتفاق النووي"، والثاني أن تصرّ إيران على شطب الحرس الثوري من القائمة، بما يؤدي إلى تأخير التوقيع على الاتفاق النووي.

وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أنّ التقديرات في الداخل الإسرائيلي، تؤكد أنّ إدارة جو بايدن ماضية في إحياء الاتفاق النووي، وأنّ "الإصرار الإيراني قد يؤدي إلى تحقيق طهران المزيد من الإنجازات"؛ لذلك فإنّ "الإدارة الأمريكية تظهر مرونة كبيرة في تمديد المحادثات".

إسرائيل بصدد سيناريوهين لعملية إحياء الاتفاق النووي

كما ألمح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، تشيك فرايليخ، إلى أنّه "بخلاف الكلام الواهي وغير الصحيح الذي تطرحه جهات في إسرائيل، فإنّ الخيار الحقيقي ليس بين اتفاق سيّئ واتفاق جيد جديد، إنّما بين عودة إلى الاتفاق السابق، بكل قيوده، وعدم الاتفاق، ولن يحصل اتفاق أفضل، ومن يدّعي غير ذلك فهو مخطئ".

التمعن في الخطاب الأخير الذي جاء بمناسبة الاحتفال بـ "يوم الجيش" يؤكد أنّه من بدايته إلى نهايته، لم يکن سوى مجموعة من الرسائل المليئة بالقلق والتوتر والعنجهية

وبالتزامن مع تلك التحركات الإسرائيلية وتداعياتها، قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، مؤخراً، إنّ القوات المسلحة الإيرانية سوف تستهدف "قلب إسرائيل" إذا قامت "بأيّ تحرك" ضدّ الجمهورية الإسلامية، كما أكّد أنّ "إستراتيجيتنا هي الدفاع وليست الهجوم"، وتابع: "الجيش استغل فرصة العقوبات بشكل جيد لتحسين قدراته واليوم صناعتنا العسكرية في أفضل حالة".

خطاب قلق أم مجرد عنجهية؟

وخلال عرض عسكري، في النصف الثاني من الشهر الحالي، هدّد الرئيس الإيراني بأنّ "أدنى تحرك من قبل الأعداء سيواجه بردّ حازم... وقدراتنا العسكرية أصبحت معروفة ليس فقط على صعيد المنطقة بل حول العالم".

وفي حديثه لـ "حفريات"، يوضح الباحث في العلوم السياسية، الدكتور عبد السلام القصاص، أنّ تهديدات الرئيس الإيراني لإسرائيل تبدو تقليدية في إطار الصراع بين البلدين، لكنّ الملمح الرئيس، هذه المرة، يتمثل في التوقيت ودلالاته، والذي يؤشر على "وجود أزمة خفية ومحتدمة ترتبط بترتيبات الأوضاع الأمنية والسياسية (غير المكتملة) التي ستكون عليها المنطقة بعد إحياء "خطة العمل المشتركة"، إضافة إلى طبيعة التحالفات وشكل التحديات".

القصاص: إسرائيل تتحرك على أكثر من مستوى لمواجهة طهران

ويوضح القصاص أنّ إسرائيل تتحرك على أكثر من مستوى لمواجهة طهران، ونفوذها النووي، الذي بات "أمراً واقعاً" بفعل خروقاتها الأخيرة لبنود الاتفاق الذي تمّ توقيعه عام 2015، الأمر الذي ظهر من خلال تدشين مؤتمر لوزراء خارجية عدد من البلدان في المنطقة، الشهر الماضي، آذار (مارس)، وبحضور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وقد شدّد وزير الخارجية الإسرائيلي، بصورة واضحة، في ختام القمة، على أنّ هذا اللقاء يمهّد لتحالف متين وقوي بين بلاده وواشنطن وعدد من البلدان العربية لـ "ردع" إيران ووكلائها".

الباحث في العلوم السياسية، الدكتور عبد السلام القصاص لـ "حفريات": تهديدات رئيسي لإسرائيل تبدو تقليدية لكنّ الملمح الرئيس يتمثل في التوقيت ودلالاته

ومن جانبه، يقول الخبير في الشؤون الإيرانية، نزار جاف، إنّ خطاب رئيسي يحمل عدة رسائل تفضح ضعف نظام الملالي؛ حيث إنّ التمعن في الخطاب الأخير والذي جاء بمناسبة الاحتفال بـ "يوم الجيش" في إيران، يؤكد على أنّه "من بدايته إلى نهايته، لم يکن سوى مجموعة من الرسائل المليئة بالقلق والتوتر والعنجهية، والتي لا تدلّ إلا على ضعف النظام وشعوره بالخوف والتهديد من المستقبل".

ويرى جاف أنّ أهداف رئيسي من الخطاب "تتمثل في التأکيد على قوة النظام وجاهزيته لمواجهة التحديات والتهديدات المختلفة التي تحدق به".

ويردف جاف لـ "حفريات": "هذا النوع من الخطاب الذي يتخذ الطابع الهجومي يأتي في وقت حساس يمر به النظام الايراني، بينما يواجه أوضاعاً داخلية صعبة ومعقدة، فضلاً عن العزلة الدولية الخانقة، بالتالي، يأمل قادة النظام بأن تكون محادثات فيينا وسيلة لعبور هذه الأزمات الداخلية والخارجية، لکن لا يبدو في الأفق ما يمکن أن يبعث على الأمل، حيث إنّ المفاوضات النووية، ما تزال تسير بسياق واتجاه يخالفان توقعات الملالي".

كما أنّ تهديدات رئيسي الموجهة لإسرائيل، "مثيرة للسخرية"، بحسب الخبير في الشؤون الإيرانية؛ لأنّ "إسرائيل هي من قامت بالفعل بضرب النظام في عقر داره أکثر من مرة، بل حصلت على نصف طنّ من الوثائق المتعلقة بالبرنامج النووي، واغتيال العالم النووي محسن فخري زادە وسط طهران".

الحقيقة الثابتة إقليمياً؛ في نظر جاف هي أنّ "النظام الإيراني، والنهج المشبوه الذي يعتمده، أکبر عامل تهديد رئيسي لزعزعة الاستقرار والأمن الإقليميين، لا سيما في ضوء تدخلاته السافرة من خلال ميليشياته، وسياسة البلطجة التي يتبعها الحرس الثوري، والتي کان آخرها ضرب أربيل بـ 12 صاروخاً باليستياً بذريعة سخيفة وواهية لم يتمکن النظام، حتى الآن، من تقديم أي دليل أو برهان عليها".

مواضيع ذات صلة:

بين عجز إبراهيم رئيسي ومحاباة خامنئي.. الاقتصاد الإيراني إلى أين؟

ما أهداف زيارة رئيسي للدوحة؟ وما قصة النفق البحري بين إيران وقطر؟

هل يخلف إبراهيم رئيسي المرشد الإيراني وينهي كوابيس الولي الفقيه؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية