تونس: اعتقال آمر سابق لمطار قرطاج وتمديد حبس إخوانيين اثنين... ما علاقة سوريا؟

تونس: اعتقال آمر سابق لمطار قرطاج وتمديد حبس إخوانيين اثنين... ما علاقة سوريا؟

تونس: اعتقال آمر سابق لمطار قرطاج وتمديد حبس إخوانيين اثنين... ما علاقة سوريا؟


12/09/2022

استمراراً لجهود الدولة التونسية في كشف ما أخفته حركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في تونس، عمداً طوال (10) أعوام سيطرت فيها على صناعة القرار التونسي، أصدرت النيابة العامة التونسية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب أمراً بتوقيف آمر سابق لمحافظة مطار تونس قرطاج الدولي لمدة (5) أيام قابلة للتمديد، على ذمّة التحقيقات الجارية في قضية تتعلّق بتسفير تونسيين إلى بؤر التوتّر.

ونقل موقع "بوابة تونس" عن مصادر محلية قولها: إنّ النيابة العامة التونسية قرّرت كذلك تمديد اعتقال قياديين أمنيين سابقين، فتحي البلدي وعبد الكريم العبيدي، المتهمين في ملف الجهاز السري لحركة النهضة، على ذمة القضية ذاتها.

وتتعلّق القضية بشبهات التورّط في شبكات تسفير الشباب التونسيين خارج البلاد التونسية للقتال في بؤر الإرهاب، خاصّة بسوريا والعراق قبل عدّة أعوام، وذلك على خلفية الشكوى التي تقدّمت بها النائبة السابقة فاطمة المسدّي.

وفي بدايات اندلاع الأزمة السورية ترددت تقارير إخبارية عن تورط جمعيات خيرية تونسية في تسفير أكثر من (3) آلاف شاب تونسي لـ"الجهاد" ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، مقابل "أموال ضخمة" من دولة قطر لدعم أنشطتها عبر أموال تصلها نقداً داخل حقائب عبر نقاط حدودية حساسة وحيوية مثل مطار تونس/ قرطاج الدولي، وفقاً لوكالة "فرانس برس" حينها.

وبعد قرارات 25 تموز (يوليو) 2021 التي أنهت ما يُطلق عليه التونسيون "العشرية السوداء"، التي شهدت توغل حركة النهضة الإخوانية في مفاصل الدولة التونسية، تبين أنّ جمعية "نماء تونس" التابعة للحركة من بين تلك الجمعيات المتورطة في تسفير الشباب إلى سوريا.

فتحي البلدي

وفي مطلع شباط (فبراير) الماضي، كشفت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في ندوة صحفية، بـ"الوثائق" تورط حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي في الاغتيالات السياسية التي طالت عدداً من النشطاء السياسيين وفي مقدمتهم بلعيد في عشرية الإخوان، وكشفت تورط الغنوشي ونجله، إضافة إلى آخرين، في جرائم غسيل الأموال، والقيام بتحركات مالية مشبوهة مع أطراف مرتبطة بدولة قطر لتمويل عمليات تسفير شبان تونسيين إلى سوريا للالتحاق بمعسكرات داعش، فضلاً عن الاعتداء على أمن الدولة الداخلي، والتجسس على التونسيين.

وفي منتصف آذار (مارس) الماضي، أعلن لطفي حشيشة، رئيس لجنة التحاليل المالية بالبنك المركزي التونسي إحالة ملف (36) جمعية أهلية على القضاء بشبهة "تمويل الإرهاب وفساد مالي والاستيلاء على أموال جمعية"، من بينها جمعية "نماء تونس" الذراع الخيرية لحركة النهضة، مؤكداً رصد استقطاب بعض الجمعيات في تونس وتشجيعها للشباب من أجل السفر إلى بؤر التوتر، من خلال الملفات المحالة على اللجنة التابعة للبنك المركزي.

أصدرت النيابة العامة أمراً بتوقيف آمر سابق لمحافظة مطار تونس قرطاج الدولي، على ذمّة تسفير تونسيين إلى بؤر التوتّر

 

ويواجه الغنوشي، زعيم النهضة نفسه، اتهامات بتمويل الإرهاب عبر جمعية "نماء تونس"، التي كشف رضا الرداوي عضو هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في مطلع شباط (فبراير) الماضي، أنّها تأسست في 2011 بهدف تشجيع الاستثمارات الأجنبية، وتورطت في جرائم تسفير شباب تونسيين للقتال بمناطق النزاع والحروب، وتم فتح أبحاث جزائية أولية سرعان ما لاحقتها يد حركة "النهضة" الإخوانية عبر ذراعها في القضاء، وتم وقف التحقيق.

وفي حين تحاول النهضة وقياداتها الترويج أنّ القضية سياسية، وتنفي أيّ علاقة للغنوشي بجمعية "نماء تونس"، أكد المحامي علي بن عون أنّ الصور والتدوينات واللقاءات تؤكد علاقة الغنوشي بالجمعية المتورطة في تبييض وتهريب الأموال وتمويل جمعيات وتنظيمات مرتبطة بالإرهاب داخل وخارج تونس، إلى جانب ثبوت تورط حركة النهضة في ملف الجهاز السري وثبوت تلقيه أموال أجنبية لتمويل حملته الانتخابية بموجب "عقود اللوبيينغ".

عبد الكريم العبيدي

ويخضع للتحقيق في قضية تسفير الشباب لسوريا أيضاً القيادي بحركة النهضة نور الدين الخادمي، وزير الشؤون الدينية السابق، على خلفية تداول مقطع فيديو يظهر فيه الخادمي وهو يحث الشباب التونسي على "نصرة السوريين"، وذلك في خطبة جمعة ألقاها في شهر رمضان عام 2012، قبل تشكيل حكومة النهضة الأولى، في جامع الفتح أحد أبرز جوامع العاصمة التونسية الذي سيطرت عليه النهضة والجماعات السلفية الجهادية في تونس حينها، بحسب موقع "كيوبوست".

في عامي 2012 و2013، اتُّهمت الترويكا بشكل عام وحركة النهضة بشكل خاص، التي كانت في الحكم آنذاك، بالتغاضي عن تسفير الشباب المناصر للفكر الجهادي إلى بؤر التوتر وحتى بتشجيعه؛ إذ ظلت تصريحات وخطب أتباعها، خصوصاً الأئمة المحسوبين عليها، كقرائن تؤكد ضلوعها في ملف شبكات التسفير وتسامحها مع السلفيين الجهاديين الذين مهدوا بدورهم الطريق لسفر آلاف الشباب التونسيين إلى بؤر التوتر.

النيابة العامة قرّرت تمديد اعتقال قياديين أمنيين سابقين، فتحي البلدي وعبد الكريم العبيدي، المتهمين في ملف الجهاز السرّي لحركة النهضة

 

كما يُتَّهم الخادمي بأنّه قام بفتح المساجد أمام المتشددين لدى تولّيه وزارة الشؤون الدينية؛ حيث مكَّن السلفيين المتشددين وأنصار حركة النهضة من اقتسام السيطرة على مختلف المساجد، وكانت نتيجة هذه الخطوة انفلات المساجد وتحولها إلى أوكار للمتشددين وخطبهم، وحتى لتكديس السلاح في بعض المراحل، وأمام هذه التهم لم يلقَ الخادمي تعاطفاً شعبياً تونسياً ما عدا إدارة حركة النهضة، ويذهب طيف واسع من التونسيين للمطالبة بمحاسبة كلّ مَن تسبب في تسفير الشباب للجهاد والتغرير بهم؛ سواء بالخطب والتحريض أو بالأموال أو بتسهيلات السفر.

وكانت تونس قد شهدت خلال فترة حكم الترويكا بقيادة حركة النهضة الإخوانية، بداية من عام 2011 حتى 2013، حالة من الانفلات؛ تحولت خلالها المساجد إلى قِبلة للمتشددين الذين يقومون بتحريض الشباب على مغادرة البلاد للقتال في ليبيا وسوريا.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية