تونس: التحقيق مع الغنوشي في قضية جديدة... ما هي؟

ضمن سلسلة القضايا التي تحاصره من كل الاتجاهات، بعد تحرّر القضاء التونسي من قبضة الإخوان، مثل زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي أمام الفرقة المركزية للحرس التونسي (الدرك) في بن عروس إحدى ضواحي العاصمة، الخميس، للتحقيق معه بخصوص شكويين قدّمهما وزراء تونسيون سابقون في حكومة يوسف الشاهد عام 2018، وفقاً لإذاعة (موزاييك) التونسية.

وكان أكثر من وزير تونسي سابق قد قدّم شكوى قضائية ضد راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإخوانية، على خلفية اتهامه المغادرين لحكومة يوسف الشاهد بالفاسدين بعد أن خرجوا من الحكومة بتعديل وزاري في عام 2018.

تلاحق الغنوشي مجموعة اتهامات؛ منها تشكيل أمن سرّي موازٍ للأمن التونسي الرسمي، من خلال "غرفة سوداء" تحتوي على وثائق أخفتها قيادات الحركة عن القضاء

والوزراء السابقون هم كل من وزير العدل غازي الجريبي، ومبروك كرشيد وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية، وماجدولين الشارني وزيرة الشباب والرياضة السابقة.

الوزراء السابقون تحفظوا على التصريحات التي أدلى بها الغنوشي ومزاعمه بأنّ حزبه الإخواني أعطى (فيتو) بإقالة من سمّاهم الوزراء الفاسدين، وأنّ التعديل الذي أجري حينها أزاحهم، وطالبوا الغنوشي بمدّ القضاء بالأدلة والحجج على وجود وزراء فاسدين، وحال عجزه عن ذلك، فإنّه يُعتبر متستراً على الفساد أو مدّعياً بالباطل ومتهماً بالثلب أي "تشويه السمعة".

وقالت ماجدولين الشارني في وقت سابق: إنّ هذه التصريحات تمسّ مؤسسات الدولة، مشيرة في تصريحات لقناة (نسمة تي في) التونسية إلى أنّ "محاربة الفساد تتم عبر الأفعال والقوانين، وأنّها لم تستغرب صدور مثل هذه التصريحات من راشد الغنوشي".

هذا، وتلاحق زعيم حركة النهضة الإخوانية مجموعة اتهامات؛ منها تشكيل أمن سري موازٍ للأمن التونسي الرسمي من خلال "غرفة سوداء" تحتوي على وثائق أخفتها قيادات الحركة عن القضاء، والتورّط في قضايا فساد مالي، إلى جانب تسفير الجهاديين إلى بؤر التوتر، والتورط في الاغتيالات السياسية، فضلاً عن نعت أمنيين بالطواغيت خلال جنازة لأحد قيادات حركة النهضة.

مثل راشد الغنوشي في قضية أخرى أمام التحقيق على خلفية اتهامات بحيازة حركة النهضة الإخوانية جهازاً سرّياً يقف وراء الاغتيالات السياسية

وكان الغنوشي قد مثل أمام قاضي التحقيق بـ "قطب الإرهاب"، وهي محكمة مختصة، بشأن ما ورد في شريط مسجل يتضمن حواراً دار بين زعيم النهضة وعناصر من تنظيم أنصار الشريعة، المحظور في تونس، يتهم باغتيال القياديين اليساري شكري بلعيد، والقومي محمد البراهمي عام 2013.

وتربط هيئة الدفاع عن شكري بلعيد والبراهمي بين أنصار الشريعة وحركة النهضة، وتعتقد أنّ تنظيم الإخوان ضالع في جريمتي الاغتيال.

وقد مثل راشد الغنوشي في قضية أخرى أمام التحقيق على خلفية اتهامات بحيازة حركة النهضة الإخوانية جهازاً سرّياً يقف وراء الاغتيالات السياسية، كما مثل أمام التحقيق من أجل قضية تسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر.