تونس: حركة النهضة تشن حملة "مسعورة" لصرف الانتباه عن ملف "التسفير" .. ما الجديد؟

حملة "مسعورة" قادتها النهضة لصرف الانتباه عن "التسفير" تنتهي بمقاضاتها...

تونس: حركة النهضة تشن حملة "مسعورة" لصرف الانتباه عن ملف "التسفير" .. ما الجديد؟


22/09/2022

فتح ملف تسفير آلاف الشباب التونسيين إلى بؤر التوتر، على ما يبدو، أبواب الجحيم على حركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في تونس، وأصابها بالتخبط، ففي محاولة لصرف الانتباه عن تورط الحركة وقياداتها في تسفير الشباب التونسي إلى سوريا وليبيا، شنت الحركة وحليفها المنصف المرزوقي حملة وصفها حزب التيار الشعبي التونسي بالـ "مسعورة" ضد مباركة عواينية أرملة الشهيد محمد البراهمي، المعارض البارز للحركة، الذي تم اغتياله في 2013.

ووفق بيان لحزب التيار الشعبي نشرته صحيفة "الشارع" التونسي، فإنّ "الحملة المسعورة" بدأت إثر بدء التحقيقات في قضية تسفير آلاف الشباب التونسيين لبؤر التوتر، ولا سيّما العراق وسوريا وليبيا، حيث يتم توظيف جماعة الإخوان لتنفيذ أجندات إقليمية.

في محاولة لصرف الانتباه عن تورط الحركة في ملف التسفير، شنت النهضة والمرزوقي حملة وُصفت بالـ "مسعورة" ضد أرملة محمد البراهمي

وفي محاولة للالتفاف على حقيقة تورط حركة النهضة في تسفير آلاف الشباب التونسي لـ"الجهاد" ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في بداية اندلاع الحرب الأهلية السورية، لجأ المرزوقي والبحيري إلى خلط الأوراق لتبرئة ساحة الحركة والحفاظ على صورتها التي اهتزت بالفعل على مدار الأعوام الـ11 الماضية، ولا سيّما بعدما كشفت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في مطلع شباط (فبراير) الماضي، بـ"الوثائق" تورط حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي في الاغتيالات السياسية التي طالت عدداً من النشطاء السياسيين وفي مقدمتهم بلعيد في عشرية الإخوان.

وكشفت تورط الغنوشي ونجله وآخرين في جرائم غسيل الأموال، والقيام بتحركات مالية مشبوهة مع أطراف مرتبطة بدولة قطر، لتمويل عمليات تسفير شبان تونسيين إلى سوريا للالتحاق بمعسكرات داعش، فضلاً عن الاعتداء على أمن الدولة الداخلي والتجسس على التونسيين.

 الإفلات من العقاب

الهجوم على أرملة البراهمي يُعدّ بمثابة خطة "ب" لحركة النهضة الإخوانية وأذرعها المختلفة لـ"الإفلات من العقاب" و"التنصل من مسؤوليتهم" عن الجريمة، على حدّ قول "التيار الشعبي"، الذي أشار إلى أنّ "هؤلاء" في إشارة إلى رموز النهضة "لديهم سوابق في التحريض على كل المناهضين لمشروعهم الذي وصفه بالظلامي، وأنّه سبقت عمليتي اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد براهمي عمليات تحريض".

 مقاضاة المرزوقي والبحيري

عواينية القيادية في "التيار الشعبي" قررت مقاضاة كلٍّ من القيادي في حركة النهضة نور الدين البحيري وزير العدل السابق، والمرزوقي الرئيس السابق للجمهورية التونسية، وكل من يثبت تورطه بخصوص التصريحات التي أدليا بها حول كتائب البراهمي في سورياً، وفقاً لموقع "الإخبارية التونسية".

"التيار الشعبي": الهجوم على أرملة البراهمي يُعدّ بمثابة خطة "ب" لحركة النهضة الإخوانية وأذرعها المختلفة لـ "الإفلات من العقاب"

وأوضحت عواينية في تصريحات إذاعية أنّ حزب التيار الشعبي قام بالمعاينات اللازمة لتصريحات وفيديوهات البحيري والمرزوقي التي تحدثا فيها عن كتائب البراهمي، مشيرة إلى أنّها بالفعل "قدّمت شكاية ضدهما بخصوص التسفير والتعامل مع داعش الإرهابي"، وأنّها تضع نفسها على ذمة العدالة متى وجهت لها الدعوة للاستماع. وتابعت أنّه إذا كان للبحيري والمرزوقي ما يثبت أنّها تقاتل في سوريا، فليتوجها للقضاء، داعية المرزوقي إلى المجيء إلى تونس ومقاضاتها.

وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، شهدت تونس اعتقال عدد من قادة حركة النهضة، وفي مقدمتهم زعيم الحركة راشد الغنوشي وفتحي البلدي وعبد الكريم العبيدي وفتحي بوصيدة والنائب السابق رضا الجوادي والشيخ البشير بلحسن، والحبيب اللوز النائب السابق والقيادي في حركة النهضة ورئيس "جمعية الدعوة والإصلاح"، إلى جانب رجل الأعمال محمد فريخة، على ذمة التحقيقات الجارية في قضية التسفير، التي تحركت بموجب "شكاية" من النائبة البرلمانية السابقة فاطمة المسدي.

وأمس، كشف محمد إقبال بن رجب رئيس جمعية إنقاذ التونسيين العالقين في الخارج عن طلب للسلطات في سوريا وليبيا والعراق لتسليم بعض الشباب التونسي الذين تم تسفيرهم من خلال تلك الشبكات، في إطار إنابة قضائية دولية.

وقال محمد بن رجب في تصريحات لقناة "الحدث": إنّ الدول الـ3 سوريا وليبيا والعراق "لا تمانع في تسليم معتقلين للإدلاء بشهادتهم في قضية التسفير".

وفي نهاية العام الماضي، رفعت النائبة السابقة فاطمة المسدي، عضو اللجنة البرلمانية للتحقيق في الشبكات المتورطة بتجنيد وتسفير الشباب إلى بؤر التوتر، قضية التسفير لدى القضاء العسكري، قبل أن يتخلى عنها لفائدة القطب القضائي لمكافحة الإرهاب لوجود مدنيّين من بين المشتكى في حقهم.

وفي بدايات اندلاع الأزمة السورية ترددت تقارير إخبارية عن تورط جمعيات خيرية تونسية في تسفير أكثر من (3) آلاف شاب تونسي لـ"الجهاد" ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، مقابل "أموال ضخمة" من دولة قطر لدعم أنشطتها عبر أموال تصلها نقداً داخل حقائب عبر نقاط حدودية حساسة وحيوية مثل مطار تونس/ قرطاج الدولي، وفقاً لوكالة "فرانس برس" حينها.

وبعد قرارات 25 تموز (يوليو) 2021 التي أنهت سيطرة حركة النهضة على عدد من الملفات المهمة، ومن بينها ملف التسفير الذي أخمدت الحركة كل محاولات تحريكه منذ 2013، تبين أنّ جمعية "نماء تونس" التابعة للحركة من بين تلك الجمعيات المتورطة في تسفير الشباب إلى سوريا، ففي منتصف آذار (مارس) الماضي، أعلن لطفي حشيشة، رئيس لجنة التحاليل المالية بالبنك المركزي التونسي إحالة ملف (36) جمعية أهلية على القضاء بشبهة "تمويل الإرهاب وفساد مالي والاستيلاء على أموال جمعية"، من بينها جمعية "نماء تونس" الذراع الخيرية لحركة النهضة، مؤكداً رصد استقطاب بعض الجمعيات في تونس وتشجيعها للشباب من أجل السفر إلى بؤر التوتر، من خلال الملفات المحالة على اللجنة التابعة للبنك المركزي.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية