جبهة لندن تختار "قطبياً" مرشداً للإخوان.. من هو صلاح عبدالحق؟

جبهة لندن تختار "قطبياً" مرشداً للإخوان.. من هو صلاح عبدالحق؟

جبهة لندن تختار "قطبياً" مرشداً للإخوان.. من هو صلاح عبدالحق؟


10/12/2022

طارق أبو السعد

فصل جديد من فصول الصراع شق طريقه لـ"الإخوان"، ألقى بمزيد من الشكوك حول مستقبل التنظيم وجعل العودة إلى الخلف لتصويب المسار ضربا مستحيلا.

ذلك الفصل الجديد والذي جاء بعد مداولات سرية عاصفة وزيارات مكوكية بين جبهات الإخوان المتناحرة، خلال الأيام الماضية، للاتفاق على شخصية تدير ما بقي من مستقبل الجماعة، كتبت سطوره جبهة لندن بعزمها "تعيين" القيادي في تنظيم سيد قطب صلاح عبدالحق مرشدا عاما (قائمًا بالأعمال) خلفا لإبراهيم المنير، الذي وافته المنية، أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وبحسب مصادر "العين الإخبارية" فإن أنباء بدت متكتمة وسرية للغاية تسربت إلى العلن، تكشف نية جبهة لندن "تعيين" صلاح عبدالحق القيادي في تنظيم سيد قطب مرشدا عاما (قائما بالأعمال).

فشل المفاوضات

تلك الخطوة كشفت عن فشل المفاوضات بين جبهتي لندن وإسطنبول، والتي قادتها قيادات في التنظيم، لطرح أي من الشخصيات البارزة في الجبهتين لتقود "الإخوان" في المرحلة المقبلة، سواء محمود حسين من جبهة إسطنبول والذي نصب نفسه قبل أيام مرشدا عاما، أو حلمي الجزار من جبهة لندن.

وبحسب مصادر "العين الإخبارية"، فإن فشل محاولات الصلح بين الأطراف الإخوانية المتنازعة يعود إلى تمسك محمود حسين بأحقيته في قيادة الجماعة، مقابل إصرار جبهة منير على طرده، إضافة إلى توقف الحكماء من أمثال محمد أحمد الراشد الذي اعتزل الإخوان زاعما "أننا في عصر الفتنة"، عن تقديم مبادراتهم.

إلا أن بوادر ذلك "الفشل" ظهرت قبل أيام بتنصيب محمود حسين نفسه قائما بأعمال المرشد، مستندا إلى نص المادة الخامسة في لائحة الإخوان، والتي تنص على أنه (في حال حدوث موانع قهرية تحول دون مباشرة المرشد العام مهامه يحل محله نائبه الأول ثم الأقدم فالأقدم من النواب، ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء مكتب الإرشاد)"، وهو ما ترفضه جبهة لندن التي كلفت القيادي محي الدين الزايط في وقت سابق بإدارة أعمالها مؤقتا، قبل قرارها تعيين صلاح عبدالحق قائما بالأعمال.

فما كواليس اختيار صلاح عبدالحق؟

تقول مصادر "العين الإخبارية" إنه بعد اعتذار القياديين في جبهة لندن محمد عبدالمعطي الجزار ومحمد الدسوقي لأسباب صحية، وتردد محمد البحيري في قيادة الجماعة، ارتأت الجبهة أن صلاح عبدالحق عضو تنظيم 1965، والمتهم رقم 33 في القضية الأولى مع سيد قطب وقيادات التنظيم هو الأنسب لقيادتها في المرحلة الحالية، على أن يتولى محيي الدين الزايط مسؤولية التنظيم المصري بالداخل والخارج، ومحمود الإبياري أمينا عاما للتنظيم الدولي.

ويعد اختيار جبهة لندن صلاح عبدالحق مرشدا عاما (قائما بالأعمال) بمثابة محاولة "هادئة" لاختيار شخص لا اعتراضات عليه، كونه مناسبا ومقبولا من كافة الأطراف.

ورغم أن تعيين جبهة لندن صلاح عبدالحق مرشدا عاما ليس نهائيا، نظرا لطلب البعض تأجيل الإعلان إلى نهاية الشهر الحالي، بعد الانتهاء من فعاليات كأس العالم حتى يتفرغ الإعلام لمتابعة بيعة المرشد الجديد، إلا أن جبهة محمود حسين أعلنت رفضها قرار جبهة لندن، تحت زعم أنه غير شرعية ومخالف للائحة.

وفيما كان الصمت سيد الموقف على صفحات جبهة لندن حول تعيين المرشد الجديد، كانت المتحدث الإعلامية لجبهة إسطنبول إيمان محمود والمتحدث الإعلامي أحمد عاصم حاضرين، بإعلانهما موقف الجبهة التي ينتمون إليها والرافض لقرار جبهة لندن، الذي تأجل إذاعته.

فمن هو صلاح عبدالحق؟

من جيل محمد بديع المرشد العام ومحمود عزت ومحمد البحيري ومحمد عبدالمعطي الجزار.

قطبي يؤمن بـ"جاهلية المجتمع" والتغيير بالقوة المسلحة.

كان متهما في قضية تنظيم سيد قطب رقم 33، فيما كان لا يزال طالبا في كلية الطب جامعة عين شمس.

حكم عليه -آنذاك- بعشر سنوات سجنا قضاها، ثم سافر لسلطنة عمان في بداية مرحلة انتشار الإخوان بالخليج، ثم استقر في السعودية فترة طويلة.

من جيل الستينيات الذي حضر محنة السجن (في عرف الإخوان).

يمتاز بمحاضراته التربوية والدعوية، ولم يُعرف عنه توليه مناصب إدارية عليا في التنظيم.

هو عضو مجلس شورى الجماعة.. لم ينخرط في أي صراع على القيادة أو على الأموال.

لم يُعرف عنه رأي فقهي أو سياسي مخالف لاختيارات الجماعة.

تولى بعض الأعمال التربوية في التنظيم الدولي.

لم يعترف بأخطاء الجماعة ولم يراجع أفكاره.

قطبي قريب من التنظيم الدولي قريب من قياداته.

تولى قسم التربية في تنظيم الإخوان إبان إقامته في المملكة العربية السعودية.

تولى أعمالا تربوية ودعوية لعناصر الإخوان، والتي يتم ترسيخ فيها مبادئ الجماعة وثوابتها.

وبحسب مراقبين، فإن الكثير من عناصر الاخوان يؤمنون أن جيل الستينيات والقطبيين هم الجيل الوحيد الباقي المستحق بالقيادة، نظرا لانتهاء جيل التنظيم السري المسلح (الخاص)، فيما يؤمن كلا الجيلين بالتغيير المسلح للوصول إلى الحكم.

فيما يقول مراقبون، إن جيل السبعينيات هم من أعاد تنظيم الإخوان إلى الواجهة، إلا أن صراع أجيال مكتوم دار داخل الجماعة في عصر مصطفى مشهور، انتصر فيه جيل القطبيين بعد تحالفهم معا ضد جيل السبعينيات.

عن "العين" الإخبارية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية