جماعة الإخوان تستنفر لدعم أردوغان في جولة الإعادة... ما الخطة والأهداف؟

جماعة الإخوان تستنفر لدعم أردوغان في جولة الإعادة... ما الخطة والأهداف؟

جماعة الإخوان تستنفر لدعم أردوغان في جولة الإعادة... ما الخطة والأهداف؟


18/05/2023

تأتي جماعة الإخوان، المصنفة على قوائم الإرهاب في عدد من الدول العربية، على رأس قائمة المنتفعين في حال نجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باجتياز جولة الإعادة الصعبة في الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في 28 أيار (مايو) الجاري، بعد فشله في الحصول على أغلبية تؤهله للفوز في الجولة الأولى، لأول مرة منذ أن تولى حكم البلاد قبل عقدين. 

وجرت في تركيا منافسة محتدمة على منصب الرئيس بين أردوغان ومنافسه الأقوى كمال كليجدار أوغلو يوم الأحد الماضي 14 أيار (مايو)، لم ينجح كلاهما في حصد أغلبية أو نسبة مؤهلة للفوز، فقد حصل أردوغان على 49.4%، وحصل كليجدار مرشح المعارضة التركية على 44.49% من أصوات الأتراك، حسبما أعلنت الجهات الرسمية. 

وعكست النتائج، بحسب مراقبين، تهاوي شعبية أردوغان الذي حكم البلاد بدعم شبه مطلق على مدار الأعوام الـ (20) الماضية؛ بسبب العديد من السياسات الخاطئة، التي أثارت غضب الأتراك خلال الأعوام الماضية، وفي مقدمتها الدعم المطلق الذي قدمه أردوغان وحزبه لجماعة الإخوان، خاصة بعد السقوط المدوي الذي حل بالتنظيم في أعقاب عام 2013، فضلاً عن سوء إدارته للعلاقات الخارجية مع عدد كبير من الدول، وتفاقم الوضع الاقتصادي بشكل غير مسبوق. 

كيف دعم الإخوان أردوغان؟ 

بحسب مصادر قريبة من جماعة الإخوان، تحدثت لـ "حفريات" من إسطنبول، قدّم التنظيم دعماً كبيراً لأردوغان، سواء على مستوى الدعم المادي واللوجيستي المقدم من التنظيم الدولي، أو توفير بعض الغطاءات لحزب العدالة والتنمية من جانب عناصر التنظيم المقيمين داخل تركيا من مصر ودول أخرى. 

المصادر قالت إنّ التنظيم الدولي للجماعة قدّم دعماً مالياً كبيراً لأردوغان وحزبه لخوض غمار الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، من الصعب تحديده في أرقام، لكنّه إجراء روتيني يحدث وقت خوض الإخوان أيّ انتخابات أو أيّ نشاط سياسي في أيّ دولة، ويُعدّ جزءاً من مهام التنظيم الدولي. 

 قدّم التنظيم دعماً كبيراً لأردوغان

وعلى مستوى الحراك التنظيمي، أوضحت المصادر أنّ تركيا تستضيف آلاف العناصر من تنظيم الإخوان، أغلبهم من مصر ودول عربية أخرى، حصل عدد منهم على الجنسية التركية خلال الأعوام الماضية، تلقوا جميعاً تعليمات بالمشاركة في حملات الدعاية السياسية الخاصة بحزب العدالة والتنمية. 

كما كلفوا بتدشين حملات دعائية لأردوغان بـ (3) لغات (التركية والإنجليزية والعربية) لإبراز إنجازات أردوغان وحزبه خلال الأعوام الماضية، وتدشين حملات دعائية دينية وأخرى سياسية تركز على مواقف أردوغان ذات الطابع الديني، بهدف تحشييد المسلمين لمناصرة الرئيس، وإضفاء صبغة دينية على الانتخابات. 

مصدر: الجماعة شعرت بالخطر جرّاء نتيجة الانتخابات التي عكست بشكل واقعي تراجع شعبية أردوغان لمستوى غير مسبوق، مقابل صعود المعارضة، الأمر الذي يهدد مصالح الإخوان إقليمياً ودولياً، وداخل تركيا أيضاً

إضافة إلى ذلك، أصدر قيادات التنظيم المقيمين في تركيا أوامر لكافة العناصر الذين يحملون الجنسية التركية بالمشاركة في الانتخابات ودعم الرئيس أردوغان، إضافة إلى تدشين لجان في الخارج للقاء أبناء الجالية التركية في عدة دول، خاصة التي بها كثافة من الأتراك، لحثهم على انتخاب أردوغان. 

استنفار لجولة الإعادة

بالحديث عن دور الإخوان المرتقب في جولة الإعادة، تقول المصادر: إنّ الجماعة شعرت بالخطر جراء نتيجة الانتخابات التي عكست بشكل واقعي تراجع شعبية أردوغان لمستوى غير مسبوق، مقابل صعود المعارضة، الأمر الذي يهدد مصالح الإخوان، إقليمياً ودولياً، وداخل تركيا أيضاً، لذلك أعلنت الجماعة حالة استنفار لدعم الرئيس التركي على مدار الأسبوعين المقبلين. 

وبحسب المصادر، تركز خطة الإخوان على تكثيف الدعاية السياسية لأردوغان خلال الأيام المقبلة، وربما يستعين التنظيم الدولي ببعض الشركات الدعائية العالمية، لتنفيذ بعض المهام، إضافة إلى جهود الكتائب الإلكترونية، ومن المؤكد أن يزيد التنظيم من حجم الدعم سواء المادي أو اللوجيستي أيضاً. 

وترى المصادر أنّ التنظيم سيتعامل مع جولة الإعادة المقبلة باعتبارها حرب بقاء، كون أردوغان الداعم الأكبر للتنظيم من جهة، وخروجه عن الحكم يعني نهاية درامية لمصالح الجماعة، ليس في تركيا وحدها ولكن في عدد كبير من الدول. 

لماذا يستميت الإخوان بدعم أردوغان؟ 

إجابة عن هذا السؤال، يقول الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب، أحمد سلطان، لـ "حفريات": إنّ جماعة الإخوان تتعامل مع الانتخابات التركية الراهنة باعتبارها مصيرية، ربما أكثر ممّا يتوقع أردوغان نفسه، السبب في ذلك هو دراية الجماعة أنّ أيّ تغيير في النظام السياسي التركي الراهن يعني الإطاحة بمصالحها، ونهاية كافة الضمانات الخاصة بوجودها داخل الأراضي التركية. 

أحمد سلطان: جماعة الإخوان قامت بحشد كبير جداً داخل الأراضي التركية، ومن خلال منصاتها الدعائية سواء الفضائية أو اللجان الإلكترونية، لتحسين صورة أردوغان والتركيز على بعض الإنجازات وتهيئة الناخبين لاختياره

ويتابع: "يعلم قيادات جماعة الإخوان المقيمون في تركيا منذ أعوام أنّ مجرد خسارة أردوغان تعني نهاية تواجدهم في الداخل التركي الذي يمثل ملاذاً آمناً لهم منذ نحو (10) أعوام، ليس هذا فحسب، لكن من المتوقع أيضاً أن يتم ترحيلهم وتسليم المطلوبين منهم إلى الجهات القضائية في دولهم، وبشكل خاص إخوان مصر". 

وبحسب سلطان، لا تحتضن تركيا الإخوان الهاربين من مصر فقط، ولكن من شتى الدول التي دخلت فيها الجماعة في صدامات سياسية مع الأنظمة الحاكمة، بعد سقوطهم عن الحكم إبّان عام 2013، في مصر وعدة دول عربية أخرى، وهذا ما يفسر التحرك الجماعي من كافة عناصر التنظيم المتواجدين داخل الأراضي التركية لدعم أردوغان بكافة الطرق. 

ما طبيعة الدور الذي يلعبه الإخوان في الوقت الراهن؟ 

يقول سلطان: إنّ جماعة الإخوان قامت بحشد كبير جداً داخل الأراضي التركية، ومن خلال منصاتها الدعائية سواء الفضائية أو اللجان الإلكترونية، لتحسين صورة أردوغان والتركيز على بعض الإنجازات وتهيئة الناخبين لاختياره، وقد بدأ هذا الحشد منذ عدة أشهر وليس خلال الأيام القليلة الماضية، وزاد بشكل ملحوظ تزامناً مع الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في شباط (فبراير) الماضي بالتركيز على جهود السلطات الإغاثية والخدمية.  

الحشد الإخواني، وفق سلطان، شمل المشاركة المباشرة في أعمال الدعاية والترويج لمشروع حزب العدالة والتنمية، والتأكيد على أحقية أردوغان بالمنصب، والحشد الآخر يتعلق بالتصويت، ويتعلق هذا الشق بعناصر التنظيم الحاصلين على الجنسية التركية، الذين شاركوا في العملية الانتخابية. 

ويرى سلطان أنّ الانتخابات التركية تحمل ثقلاً خاصاً هذه المرة، لعدة اعتبارات؛ كونها تتم في ضوء تغيرات سياسية وجيوسياسية تحدث على نطاق واسع عالمياً وإقليمياً، وتتزامن مع تحولات جذرية في السياسيات التركية وخاصة الشؤون الخارجية، كما أنّها تمثل تحوّلاً في توجهات الناخب التركي، واحتمالات متزايدة نحو تغيير النظام السياسي، الأمر الذي ينعكس في مجمله على جماعة الإخوان ومدى تواجدها ويهدد مشروعها إلى حدٍّ كبير. 

مواضيع ذات صلة:

ما حقيقة صداقة الغنوشي بأردوغان؟

بهذه الطريقة يعزز أردوغان معركته الانتخابية

عشية الانتخابات التركية: أردوغان يبعث رسائل مفخخة للأكراد



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية