حزب الله في مأزق... حملة دولية جادّة تلاحق ممولّيه.. ما الجديد؟

حزب الله في مأزق... حملة دولية جادّة تلاحق ممولّيه.. ما الجديد؟

حزب الله في مأزق... حملة دولية جادّة تلاحق ممولّيه.. ما الجديد؟


07/03/2023

ذراع مالية جديدة لـ "حزب الله" تم قطعها، بعد القبض على لبنانيين اثنين، يُعتبران من أبرز ممولي التنظيم اللبناني.

فقد قبضت السلطات الرومانية على محمد إبراهيم بزي وطلال شاهين، اللذين تتجاوز جرائمهما رومانيا والولايات المتحدة، عبر الالتفاف على العقوبات الدولية، لجني ملايين الدولارات لصالح حزب الله، من خلال أنشطة (تجارية في بلجيكا وغامبيا ولبنان والعراق)، ويسلط ذلك مزيداً من الضوء على خسارة الحزب الموالي لإيران لمموليه، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها لبنان، والتي يحتاج فيها الحزب كل شخص يمكنه المساعدة في إيصال الأموال إليه داخل البلاد، وإدارة استثماراته في الخارج.

هذا، وقالت مجلة "ناشيونال إنترست" في تحليل نشرته قبل أيام: إنّ اعتقال أبرز ممولي حزب الله أواخر شباط (فبراير) الماضي قد يكون "أمراً جديراً بالثناء"، ولكنّه أشبه بـ "عرض جانبي للشعب"، خاصة أنّ البلاد "تقف على حافة الهاوية"، مشيراً إلى أنّ لبنان "قارب على الانهيار".

وأضافت أنّ محمد إبراهيم بزي وطلال شاهين ساهما في جني ملايين الدولارات لصالح حزب الله من خلال أنشطة تجارية في عدة بلدان، بحسب مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للخزانة الأمريكية.

ويشير التحليل إلى أنّ بزي، بصفته ممولاً لحزب الله، كان يحافظ على علاقات مع البنك المركزي الإيراني، فضلاً عن علاقات مع جهات أخرى مدرجة على قوائم الإرهاب.

وذكر أنّه لولا الهبات التي قدّمتها إيران لحزب الله، لما تمكّن من التوسع بنفوذه السياسي الكبير، بما يؤثر على سياسات لبنان الداخلية والخارجية، ناهيك عن تنفيذه عمليات مدعومة من طهران في سوريا واليمن.

 الشرطة في البرازيل ألقت القبض على أسعد أحمد بركات، المتهم بأنّه أحد أهم مسؤولي التمويل في حزب الله اللبناني

وأكدت المجلة أنّ اعتقال بزي وشاهين لن يُشكّل ضربة قاضية لحزب الله، إذ لديه هيكل يدعم التنظيمات الدولية التابعة له لضمان استمرار تدفق الأموال إليه، لكنّه سيؤثر سلباً بشكل لافت، خاصة أنّ التحقيقات ستكشف نشاطات تلك الشبكات وأماكن عملها، ممّا يعكس حالة القلق والإرباك التي تعصف بالحزب وقادته.

ووفقاً لشبكة "الحرة"، فإنّ التهم الموجهة ضد بزي وشاهين تضمنت التآمر لدفع أفراد أمريكيين لإجراء معاملات غير قانونية مع مؤامرة إرهابية عالمية وغسيل أموال، ويعاقب القانون الأمريكي على كلٍّ من التهم الـ (3) الواردة في لائحة الاتهام بالسجن لمدة تصل إلى (20) عاماً.

ويُعتبر بزي، بحسب الخزانة الأمريكية، ممولاً رئيسياً لحزب الله، وتربطه علاقة وثيقة برئيس غامبيا السابق يحيى جامع المتهم بتكوين ثروة هائلة خلال حكمه الذي امتد عقوداً، والذي وصفته الخزانة الأمريكية بالديكتاتور والفاسد الذي نهب مقدرات بلاده.

وأفادت الخزانة الأمريكية أنّ لبزي علاقات تجارية مع منظمة أيمن جمعة، المتهم بالاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال.

ناشيونال إنترست: اعتقال بزي وشاهين لن يُشكّل ضربة قاضية لحزب الله لكنّه سيؤثر سلباً بشكل لافت

كما كشفت أنّ بزي عمل مع عبد الله صفي الدين (ابن خالة زعيم حزب الله حسن نصر الله)، وممثل حزب الله في إيران، من أجل توطيد العلاقات السياسية بين غامبيا وإيران.

إلى ذلك، أكدت أنّ بزي وصفي الدين عملا سابقاً مع البنك المركزي الإيراني، من أجل توسيع عمليات التبادل المصرفي، ونقل الأموال بين إيران ولبنان، لصالح حزب الله.

وفي سياق متصل بقطع أذرع حزب الله الاقتصادية، كانت الشرطة في البرازيل قد ألقت قبل (5) أعوام القبض على أسعد أحمد بركات بالقرب من الحدود مع باراغواي والأرجنتين، المتهم بأنّه أحد أهم مسؤولي التمويل في حزب الله اللبناني.

واتهمت الشرطة في الأرجنتين بركات بغسيل أموال قيمتها (10) ملايين دولار نيابة عن حزب الله في أحد الكازينوهات بمنطقة شلالات إجوازو، حسبما نقلت شبكة "بي بي سي".

وفي سياق متصل، أدرجت دولة الإمارات العربية المتحدة (3) أفراد؛ وهم: حسن أحمد مقلد، ونجلاه راني وريان، بالإضافة إلى شركة CTEX Exchange للصرافة التابعة له، ومقرها لبنان، وجميعهم مرتبطون بحزب الله اللبناني، أدرجتهم ضمن القائمة المحلية المعتمدة للأشخاص والكيانات والتنظيمات الداعمة للإرهاب، وفق ما أفادت وكالة أنباء الإمارات (وام).

وحرصت الإمارات في هذا القرار على استهداف وتعطيل الشبكات المرتبطة بتسهيل تمويل الإرهاب والأنشطة المصاحبة له.

اتهمت الشرطة في الأرجنتين بركات بغسيل أموال قيمتها (10) ملايين دولار نيابة عن حزب الله في أحد الكازينوهات بمنطقة شلالات إجوازو

ورغم القيود المالية التي فُرضت على حزب الله وإيران خلال العقدين الماضيين، إلا أنّه يتم اكتشاف طريقة جديدة كل فترة تستخدمها طهران ووكلاؤها للالتفاف على العقوبات، والتي كان آخرها رصد عمليات تهريب ذهب بين إيران وفنزويلا، التي يقوم بها فيلق القدس التابع للحرس الثوري، إذ يتم تحويل أرباح هذه العمليات إلى حزب الله، حسبما أوردت وكالة "فرانس برس".

وحول الموضوع، قال مسؤول سابق في وزارة الخزانة الأمريكية، الباحث في معهد واشنطن ماثيو ليفيت، في كتاب من تأليفه صدر عام 2013: إنّ حزب الله نشط في تأسيس وجود له في أمريكا اللاتينية ضمن دول الأرجنتين والبرازيل وباراغواي، وقام بدعم تأسيس خلايا نائمة، لها دور في شبكات تهريب المخدرات من أجل توفير الأموال لحزب الله، كما أنشأ شبكات إجرامية عابرة للحدود مماثلة في أوروبا وأفريقيا، وحتى الولايات المتحدة.

التحقيقات مع بزي وشاهين ستكشف نشاطات تلك الشبكات وأماكن عملها، ممّا يعكس حالة القلق والإرباك التي تعصف بالحزب وقادته

ومع اشتداد وطأة الأزمة المالية التي تضرب ميليشيات "حزب الله"، المدرج ضمن قائمة الارهاب في الكثير من الدول في لبنان، بفعل العقوبات الغربية المفروضة عليه من جهة، وتقلص الدعم النقدي الذي كان يصله من الأطراف الخارجية الراعية له من جهة أخرى، تتسارع وتيرة محاولات هذا التنظيم لتعويض خسائره على ذلك الصعيد، عبر تكثيف أنشطته الإجرامية داخل الحدود اللبنانية وخارجها.

وبالتوازي مع تزايد عمليات تهريب المشتقات النفطية إلى لبنان، في مسعى لاستغلال الشح الحاد الراهن في الوقود هناك، يعكف "حزب الله" في الفترة الحالية على توسيع نطاق الجرائم العابرة للحدود، التي يقترفها أو يشارك فيها في أنحاء مختلفة من العالم، والتي تتنوع ما بين الاتجار في الأسلحة والمخدرات وتهريبهما، وغسل الأموال، وكذلك تزوير الوثائق الرسمية، وفق ما نقل موقع "صوت العراق".

وبحسب الخبراء، لا يتورع الحزب عن استغلال وجود عدد كبير من المغتربين اللبنانيين في بقاع مثل أمريكا اللاتينية وبلدان غرب أفريقيا لتركيز جرائم عصاباته في هذه المناطق، وذلك بالتعاون مع الشبكات الإجرامية المحلية والتنظيمات المتمردة في تلك الدول، وهو ما يتجسد بشكل واضح في المثلث الحدودي سيّئ السمعة الواقع بين الأرجنتين والبرازيل وباراغواي، وأيضاً في دول أفريقية، مثل؛ ساحل العاج والكونغو وتوجو وغينيا.

قيود مالية فُرضت على حزب الله وإيران خلال العقدين الماضيين

وأشار الخبراء إلى أنّ "حزب الله" يحاول عبر الشبكات الإجرامية العابرة القارات التابعة له، والمنتشرة في أفريقيا وأوروبا والأمريكتين، بالإضافة إلى مناطق في شرق وجنوب شرق آسيا، يحاول أن تصبح له موارده المالية الذاتية، أملاً في أن يقلل ذلك من اعتماده على داعميه الخارجيين.

ويهدف توسيع الرقعة الجغرافية لتلك الشبكات إلى جعل مهمة أجهزة إنفاذ القانون الدولية أكثر صعوبة في كبح جماح أنشطتها غير المشروعة.

"الحرة": التهم الموجهة ضد بزي وشاهين تضمنت التآمر لدفع أفراد أمريكيين لإجراء معاملات غير قانونية مع مؤامرة إرهابية عالمية وغسيل أموال

ووفقاً لمصادر إعلامية غربية، تمتد أنشطة تهريب المخدرات، التي ينخرط فيها "حزب الله"، إلى دول مجاورة للبنان، وإلى بُلدان آسيوية، من بينها الفلبين وسريلانكا وبنغلاديش وميانمار، التي يتم فيها تصنيع مواد مخدرة، ليصار إلى تهريبها في ما بعد.

وتتسبب هذه الشبكة الإجرامية العالمية، والتحالفات المشبوهة التي ينسجها "حزب الله" مع أطراف مارقة في الكثير من دول العالم، في حدوث مشكلات لا حصر لها للجاليات اللبنانية المقيمة في هذه البلدان، فقد أصبح الانطباع السائد هو أنّ الجالية اللبنانية كلها في تلك الدول تمارس نشاطات إجرامية.

مواضيع ذات صلة:

لبنان: تفاهم "مار مخايل" بين حزب الله والتيار الوطني على المحك

هل تطيح الثورة الإيرانية بحزب الله اللبناني؟

ملاحقة المعارضة الإيرانية في الخارج: اتهامات بتورط حزب الله



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية