حشد الصدر آلاف العراقيين... استعراض للقوة أم رسالة سياسية؟

حشد الصدر آلاف العراقيين... استعراض للقوة أم رسالة سياسية؟


16/07/2022

في خطوة اعتبرها مراقبون للشأن العراقي "استعراضاً للقوة"، بينما يقول هو إنّها رسالة للساسة العراقيين، حشد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري أمس الجمعة مئات الآلاف من أنصاره لأداء "الصلاة الموحدة" التي دعا إليها.     

وخلال خطبة الصلاة الموحدة، دعا الصدر، الذي احتل حزبه المركز الأول في الانتخابات العامة التي جرت في تشرين الأول (أكتوبر)، إلى حلّ الجماعات المسلحة العراقية الموالية لإيران، ومحاسبة السياسيين العراقيين الفاسدين.

 تكرار المأساة القديمة

في رسالة موجهة إلى خصومه السياسيين، ولا سيّما نوري المالكي زعيم ائتلاف "دولة القانون"، شدّد الصدر على ضرورة عدم "إعادة المجرَّب وتكرار المأساة القديمة"، وفقاً لوكالة الأنباء العراقية "واع"، التي نقلت عن الصدر قوله: "لا يمكن تشكيل حكومة عراقية قوية مع وجود سلاح منفلت، ولذلك عليهم التحلي بالشجاعة وإعلان حلّ جميع الفصائل، وإبعاد المحتل، وإن عاد، عدنا أجمع".

مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري حشد أمس الجمعة مئات الآلاف من أنصاره لأداء "الصلاة الموحدة" التي دعا إليها

وتابع الصدر: "إذا أرادوا تشكيل الحكومة، فعليهم الالتزام بإخراج الاحتلال، وإنّ أول خطوات التوبة محاسبة فاسديهم بلا تردد، وبعيداً عن الاحتلال وتدخلاته"، وفي مقدمتهم الكتل السياسية و"بالأخص الشيعية"، محذّراً من تكرار "المأساة القديمة وبيع الوطن"، في رسالة على ما يبدو إلى المالكي، وسط تقارير غير رسمية عن لجوء الأخير إلى إيران لإنقاذه "سياسياً".

وحذّر الصدر كذلك من تكرار "سبايكر والصقلاوية، وغيرها الكثير من صفقات مشبوهة، والرضوخ للغرب أو الشرق واستمرار معاناة الشعب".

وفي خطبة ألقاها بالنيابة عنه الشيخ محمود الجياشي، قال الصدر: "إنّنا أمام مفترق طريق صعب ووعر إبّان تشكيل الحكومة من قبل بعض من لا نحسن الظن بهم، والذين جرّبناهم سابقاً ولم يفلحوا"، في إشارة إلى خصومه السياسيين من "الإطار التنسيقي".

في رسالة موجهة إلى خصومه السياسيين، شدّد الصدر على ضرورة عدم "إعادة المجرَّب وتكرار المأساة القديمة"

 (10) نقاط

دعا الصدر خصومه "إذا ما أرادوا تشكيل الحكومة" الالتزام بـ(10) نقاط؛ أبرزها متعلّقة بالحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلحة أغلبها موالية لإيران.

وقال: "إنّهم يعدون الشعب بأن تكون حكومتهم المقبلة ليست كسابقاتها، فأقول إنّ أولى خطوات التوبة هي محاسبة فاسديهم علناً"، معتبراً أنّه ينبغي "حفاظاً على سمعة الحشد" أن تتم "إعادة تنظيمه وترتيبه وتصفية جسده من العناصر غير المنضبطة والاعتناء بالمقاتلين منهم والاهتمام بأحوالهم"، داعياً إلى "إبعاد الحشد عن التدخلات الخارجية، وعدم جرّه إلى حروب طائفية أو خارجية، وإبعاد الحشد عن السياسة والتجارة حبّاً وحفاظاً على سمعته".

وقد نظّم الحدث الجمعة وسط إجراءات أمنية مشدّدة، إذ أقيمت أكثر من نقطة للتفتيش والتحقق من الأوراق الثبوتية من قبل عناصر في التيار الصدري، وأقيمت الصلاة في شارع الفلاح في مدينة الصدر، الحيّ الذي سُمّي تيمناً بمحمد الصدر والد مقتدى الذي اغتيل في عام 1999



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية