"حفريات" تنشر صوراً حصرية لتظاهرات نيويورك ضد الرئيس الإيراني

"حفريات" تنشر صوراً حصرية لتظاهرات نيويورك ضد الرئيس الإيراني

"حفريات" تنشر صوراً حصرية لتظاهرات نيويورك ضد الرئيس الإيراني


24/09/2022

تمثّل عملية حجب مواقع التواصل الاجتماعي، وكذا تعطيل الإنترنت، في إيران، خطوة تصعيدية، متكررة وتقليدية؛ إذ تستعين بها الحكومة لمواجهة الاحتجاجات المتنامية، حيث لا يتمكن المتظاهرون من التواصل فيما بينهم أو تبادل المعلومات، كما أنّها حيلة قصوى للتعتيم على الجرائم والانتهاكات الحقوقية التي تمارسها قوات الأمن.

واحتشد المئات من أعضاء المعارضة الإيرانية والجالية الإيرانية الأمريكية، في وقفة احتجاجية، أمام مبنى الأمم المتحدة عند مبنى «داغ هامرشولد» في نيويورك، رافعين صورة الشابة مهسا أميني، إثر موتها أثناء اعتقالها بذريعة عدم التزامها بالحجاب. وتزايد توافد المتظاهرين، بحسب "الشرق الأوسط" مع بدء كلمة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، رافعين شعار تغيير النظام في إيران ومحاكمة الرئيس الإيراني.

وقد حصلت "حفريات" على صور حصرية من التظاهرات الاجتجاجية ضد رئيسي.

قرصنة وحروب سيبرانية

واللافت أنّ ثمّة هجمات إلكترونية تتعرض لها منصات رسمية وحكومية، في إيران، مع تصاعد الاحتجاجات، بصفة مستمرة، وقد تعرّض التلفزيون الرسمي بإيران، عدة مرات، خلال العام الحالي، إلى قرصنة من قبل جماعات معارضة محلية؛ حيث جرى بثّ مجموعة صور لقادة "مجاهدي خلق"، بالإضافة إلى شعارات معارضة منها: "الموت لخامنئي".

تصوير: حفريات

وبالتزامن مع الاحتجاجات المتصاعدة على خلفية مقتل الفتاة الكردية الإيرانية، مهسا أميني، بحجة "الحجاب السيء"، على يد أفراد دورية شرطة الأخلاق، تعرضت منصات إعلامية رسمية تابعة لمؤسسات حكومية بإيران إلى هجمات سيبرانية، منها: وكالة أنباء فارس القريبة من الحرس الثوري، والحساب الرسمي للناطق بلسان الحكومة الإيرانية، إضافة إلى الموقع الرسمي لوزارة الثقافة، غير أنّ الهجوم الإلكتروني الأبرز كان على موقع بلدية طهران، حيث نُشرت مجموعة صور للفتاة الكردية الإيرانية وعليها آثار التعذيب الذي أفضى إلى موتها.

رغم إشارة وزير الاتصالات الإيراني إلى عدم تخفيض النطاق الترددي للانترنت، إلا أنّ عدة مواقع، مختصة بمراقبة الإنترنت، سجلت صعوبة وصول مستخدمي الإنترنت إلى تطبيق إنستغرام

وعليه، اعترف وزير الاتصالات الإيراني، عيسى زارع بور، باحتمالية تعطيل الإنترنت في إيران ومنع الوصول للمواقع الافتراضية "لأسباب أمنية"، موضحاً أنّه "بسبب القضايا الأمنية والمناقشات الجارية حالياً في البلاد، قد يقرر الجهاز الأمني فرض قيود على الإنترنت ويطبقها، لكن، بشكل عام، لم يحدث أيّ تخفيض في النطاق الترددي"، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية.

تصوير: حفريات

ورغم إشارة وزير الاتصالات الإيراني إلى عدم تخفيض النطاق الترددي للانترنت، إلا أنّ عدة مواقع، مختصة بمراقبة الإنترنت، سجلت صعوبة وصول مستخدمي الإنترنت،  في تطبيق "إنستغرام"، وذلك بالتزامن مع الاحتجاجات التي انتشرت في نحو 20 مدينة إيرانية، بينما نجم عنها سقوط قتلى، بالإضافة إلى الصدامات العنيفة والدموية مع قوات الأمن.

ووفق بيانات مرصد "نت بلوكس"؛ فإنّ مستخدمي الإنترنت في مناطق عديدة بإقليم كردستان إيران، وجدوا صعوبات جمّة في الوصول للمواقع الإلكترونية، وانقطاع شبه تام في الخدمة.

اعتراف رسمي بالحجب

وزير الاتصالات الإيراني، الذي صرّح باحتمالية تعطيل الخدمة، عاود الحديث، مجدداً، عن وجود أخطاء في الصياغة وتأويل تصريحاته المنسوبة له على مواقع إيرانية رسمية بصورة ملتبسة وغير صحيحة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن بور قوله إنّ "بعض المنافذ الإخبارية نشرت اقتباساً خاطئاً له، على هامش اجتماع حكومي".

وتابع: "في الأيام الماضية، كانت هناك مشاكل مؤقتة في بعض الأماكن ولبعض الساعات، وتم حلها، ولا تعاني شبكة الاتصالات حالياً من أية مشاكل من حيث السرعة والجودة".

تصوير: حفريات

لا تعدو عملية تعطيل الإنترنت بإيران كونها أمراً جديداً أو مباغتاً؛ إذ إنّ الاحتجاجات الإيرانية دائماً ما ترافقها هذه القرارات التعسفية، وقد سبق للحكومة أن حجبت موقع "تويتر" في أعقاب احتجاجات الحركة الخضراء عام 2009، كما أنّ منظمة العفو الدولية، أوضحت بعد احتجاجات المياه، قبل عام، في خوزستان، جنوب غرب إيران؛ أنّ النظام الإيراني عمد إلى تعطيل الإنترنت عندما اندلعت احتجاجات نقص المياه، الأمر الذي يعدّ انتهاكاً خطيراً للحق في حرية التعبير، مشددة على أنّ الحكومة الإيرانية لديها سجل "مروع" في هذا المجال الذي يتيح لها حماية من المساءلة عبر التعتيم على استخدامها "للقوة المميتة وغير المشروعة".

ومثلما هو الحال الآن، لا توجد أرقام موثوقة في ظلّ القبضة الأمنية بشأن أعداد القتلى والمعتقلين، لكنّ المنظمة الأممية المعنية بحقوق الإنسان تشير إلى أنّ إجمالي عدد قتلى الاحتجاجات قد بلغ ثمانية، هم ستة رجال وامرأة وطفل.

ودانت المنظمة الحقوقية الدولية استخدام السلطات الإيرانية "القمع الوحشي" و"الاستخدام غير القانوني للرصاص والكرات الفولاذية والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والعصي لتفريق المتظاهرين".

رئيسي في نيويورك

إذاً، تأتي عملية قطع الإنترنت بعد إخفاق الحكومة الإيرانية في قمع المظاهرات، التي بدأت عقب مقتل مهسا أميني على يد أفراد شرطة الأخلاق، حسبما يوضح المحلل السياسي والمعارض الإيراني، علي رضا اسدازداه، موضحاً لـ "حفريات"؛ أنّ هذه الخطوة الأخيرة من جانب السلطات الإيرانية تعني إشارة البدء لـ "إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، والانطلاق في التعامل الأمني لتصفية الاحتجاجات المنتشرة في أجزاء واسعة بإيران، ومنها العاصمة طهران".

المعارض الإيراني علي رضا اسدازداه: قطع الإنترنت لإسكات صوت التظاهرات

وقطع الإنترنت هو أحد خيارات الحكومة الإيرانية "لإسكات صوت التظاهرات"، ومن ثم إنهاء الانتفاضات الشعبية، وفق اسدازاده، مع الأخذ في الاعتبار أنّ هذه الخطوة تعد ضرورية لتفادي نقل أيّة معلومات عن أعداد القتلى والمصابين والمعتقلين، وإخفاء صور الانتهاكات الحقوقية.

المحلل السياسي الإيراني علي رضا اسدزاده لـ"حفريات": الخطوة الأخيرة من جانب السلطات الإيرانية تعني إشارة البدء بـ "إطلاق الرصاص على المتظاهرين، والانطلاق في التعامل الأمني لتصفية الاحتجاجات

ويلفت المحلل السياسي والمعارض الإيراني إلى أنّ قطع الإنترنت يتزامن مع حضور الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك، ومنحه فرصة استغلال منصة الأمم المتحدة لنشر "أكاذيبه حول حقوق الإنسان في وقت تقطع حكومته الإنترنت عن المتظاهرين وعامة الشعب الإيراني، وفي المقابل يتمكن جنوده وعناصره الأمنية في جهازه القمعي من مواصلة انتهاكاتهم وقتل المواطنين خارج نطاق القانون".

تصوير: حفريات

يتفق والرأي ذاته، الباحث السياسي الأمريكي في مركز لندن للدراسات السياسية والإستراتيجية، مايكل مورغان، والذي يرى أنّ الاحتجاجات داخل وخارج طهران، بعد مقتل الشابة الإيرانية على يد السلطة المسؤولة عن مراقبة الحجاب، قد أدى لردّ فعل مؤثر، الأمر الذي يضطر السلطات الأمنية القمعية بإيران إلى فرض تعتيم على الأحداث لمنع الانتقادات الدولية، خاصة مع حضور الرئيس الإيراني اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

تصوير: حفريات

ويتابع مورغان لـ "حفريات": "المجتمع الإيراني يعاني مشكلات اقتصادية وسياسية ومجتمعية كبيرة. لكن أهمية هذا الحدث، الآن، تتمثل في خروجها عما هو معتاد ومتوقع، خاصة في ظلّ الحشود الهائلة والاصطفافات الموجودة بين الفئات التي انخرطت، بصورة عفوية، في الاحتجاجات، بينما تواصل الجمعيات النسوية فضح انتهاكات شرطة الأخلاق لتضعها أمام المساءلة القانونية".

تصوير: حفريات

وبسؤال عضو الحزب الديمقراطي، مهدي عفيفي، عن الانتقادات التي تلاحق المجتمع الدولي بعد وصول رئيسي إلى نيويورك، يجيب: "لم يقف المجتمع الدولي صامتاً إزاء ما جرى ويجري في إيران، وهناك ردود فعل دولية بخصوص الأحداث المتلاحقة، وهذا سيؤدي لبعض التغييرات التي يطالب بها الإيرانيون، ومنها محاولة تخفيف القبضة الأمنية وعدم المساس بحقوق النساء".

لكنّ وجود رئيسي بنيويورك يعطي إشارة إلى وجود تقارب أو تفاهمات بشأن استمرارية المفاوضات النووية، واحتمال التوصل إلى اتفاق نووي، بحسب عفيفي في حديثه لـ"حفريات".

تصوير: حفريات



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية