خبراء: لهذه الأسباب ترغب تركيا في التقارب مع مصر

خبراء: لهذه الأسباب ترغب تركيا في التقارب مع مصر


17/03/2021

يفسّر دبلوماسيون ومحللون مصريون وأتراك التغير الذي طرأ على موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته بإظهار رغبة شديدة للتقارب مع مصر، كتوجّه حتمي فرضه تغيّر المعطيات على أرض الواقع، فقد أصبحت أنقرة تعاني من العزلة في محيطها الجغرافي.

وكثف المسؤولون الأتراك من رسائلهم الودّية إلى مصر خلال الأسابيع الأخيرة، في وقت ربطت فيه مصر أيّ اختراق في علاقاتها مع تركيا بإجراء تغيرات في المواقف وليس بالأقوال.

ويرى المحلل السياسي التركي جواد غوك أنّ سبب التغير الواضح في موقف أردوغان وحكومته هو الشعور بأنّ تركيا أصبحت وحيدة ومعزولة في المنطقة، ولم يبقَ لها أيّ صديق في شرق المتوسط، إضافة إلى أنّ مصر دولة مهمّة جداً، ولها تواجد في ملفات إقليمية كبرى، مثل الأزمة السورية والصراع في ليبيا، مؤكداً أنّ القاهرة هي بوابة العلاقات التركية العربية.

الدعوات التركية للتقارب مع مصر ليست مجرّد سياسية، ولكنها حقيقة فرضها الأمر الواقع ورغبة داخلية، وتريد من خلالها أنقرة تحسين علاقاتها مع السعودية والإمارات

وأضاف غوك لموقع "سكاي نيوز": إنّ الحكومة التركية خسرت على المستويين السياسي والاقتصادي، وبعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان؛ بدأت تتحرك في هذا الملف، فأنقرة تريد فتح صفحة جديدة مع القاهرة، حتى تكون مصر وسيطة بين اليونان وتركيا.

وأشار إلى أنّ الدعوات التركية للتقارب مع مصر ليست مجرّد سياسية، ولكنها حقيقة فرضها الأمر الواقع ورغبة داخلية، وتريد من خلالها أنقرة تحسين علاقاتها مع السعودية والإمارات العربية المتحدة، عبر تحسين علاقتها مع مصر.

من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير جمال بيومي: إنّ توجه أردوغان نحو التقارب مع مصر، يأتي في ظلّ الصعوبات الكبيرة التي يعاني منها على المستويين السياسي والاقتصادي، خاصة في ظل توتر علاقته مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، بسبب موقف أنقرة تجاه اليونان وقبرص، وكذلك موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي "رفض مراراً الردّ على اتصالات نظيره التركي، وسبق له الإعلان عن دعم المعارضة التركية".

وأضاف بيومي لموقع "سكاي نيوز": إنّ أردوغان "يحاول أيضاً قطع الطريق على المعارضة التي دائماً ما تحاول الضرب على وتر توتر العلاقات مع مصر، وأنه ليس من مصلحة أنقرة أن تكون علاقتها مع القاهرة بهذا الشكل، وأنّ التقارب معها سيحقق كثيراً من الفوائد".

وأشار إلى أنّ الموقف المصري ثابت لم يتغير منذ بداية الأزمة حتى الآن، وأنّ مطلب القاهرة هو وقف التدخل في شؤون الدول العربية الداخلية، سواء في ليبيا أو سوريا أو العراق، و"التوقف عن الأحلام الإمبراطورية التي تراود الرئيس التركي أردوغان، واتباع سياسة حسن الجوار".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية