دعوات لترحيل زوجات وأبناء مقاتلي داعش من سوريا إلى أستراليا

دعوات لترحيل زوجات وأبناء مقاتلي داعش من سوريا إلى أستراليا

دعوات لترحيل زوجات وأبناء مقاتلي داعش من سوريا إلى أستراليا


09/04/2023

دعا رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر روبرت مارديني أستراليا، وباقي الدول الأخرى التي يتواجد رعاياها في شمال شرق سوريا، إلى استعادة مواطنيها وإنقاذهم من الظروف القاسية التي يعيشونها في المخيمات، حيث يتم احتجاز نساء وأطفال أجانب بزعم انتمائهم لتنظيم داعش.

وقال رئيس المنظمة الإنسانية التي تتخذ من جنيف مقراً لها: إنّ "حالة التردد لا يمكن أن تستمر لفترة أطول"، مشيراً إلى أنّه "من منظور إنساني لا يمكن تحمل استمرار هذا الوضع"، بحسب ما نقله موقع "الحرة" عن صحيفة "الغارديان".

وفي شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أعادت الحكومة الأسترالية (4) أستراليات و(13) طفلاً من مخيم اعتقال بسوريا، تحتجز فيه زوجات وأطفال مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية القتلى والسجناء.

يُعتقد أنّ حوالي (40) مواطناً أسترالياً، (30) طفلاً ونحو (10) نساء، ما يزالون محتجزين بالمخيمات

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنّه يُعتقد أنّ حوالي (40) مواطناً أسترالياً، (30) طفلاً ونحو (10) نساء،  ما يزالون محتجزين بالمخيمات، في حين أنّ الحكومة لم تعلن بعد عن أيّ خطوات لإجلائهم.

وأثيرت قضية إعادة النساء والأطفال الأستراليين إلى بلدهم مع رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، في حفل إفطار أقامه مجلس الأئمة الأسترالي هذا الأسبوع.

وينتقد الائتلاف المعارض في أستراليا أيّ خطوات في هذا الصدد، حيث سبق له رفض عملية الإعادة التي نظمت العام الماضي، ودعا الحكومة إلى إعطاء الأولوية "للمصلحة الوطنية لأستراليا".

وقال مارديني: إنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري ألقيا نظرة مباشرة على الظروف الأليمة التي يعيش فيها المحتجزون خلال تنظيمهم قافلات طبية إلى المخيمات.

روبرت مارديني: النساء والأطفال يعيشون في ظروف مروعة في الشتاء والصيف، ووضعاً أمنياً متقلباً للغاية حيث يندلع القتال بين الحين والآخر في المخيم

ووصف المتحدث الوضع الإنساني في المخيمات بـ "الصعب"، موضحاً أنّ "النساء والأطفال يعيشون في ظروف مروعة في الشتاء والصيف، ووضعاً أمنياً متقلباً للغاية، حيث يندلع القتال بين الحين والآخر في المخيم، بالإضافة إلى سوء الخدمات"، مشيراً إلى أنّ "جيلاً من الأطفال يكبر في ظروف مروعة".

ولدى سؤاله عمّا إذا كان سيشجع الحكومة الأسترالية على مواصلة العمل على إعادة المزيد من مواطنيها، قال مارديني: إنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر كانت "متسقة للغاية في تقديم هذه التوصية لجميع الدول التي لديها عدد من المواطنين في شمال شرق سوريا لإعادتهم إلى وطنهم".

وقال: إنّ هذه الدعوة لن تمنع الشرطة أو الأجهزة الأمنية من التحقيق مع الأفراد واتخاذ الإجراءات المناسبة بعد عمليات الإعادة، مضيفاً: "هذا الطلب ليس دعوة للإفلات من العقاب، بل ينبغي اتباع الإجراءات القانونية الواجبة في إطار القانون".

وحثت منظمة إنقاذ الطفولة الأسترالية الحكومة على "الاستجابة لنداءات خبراء الشؤون الإنسانية والقانونية والأمن القومي لإعادة من تبقى من الأستراليين إلى أوطانهم بشكل مستعجل".

باتت قضية إعادة زوجات وأبناء المقاتلين في صفوف التنظيم مسألة حسّاسة للغاية بالنسبة إلى كثير من الدول خشية تورطهم في الإرهاب مجدداً

وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة مات تينكلر: إنّ عمليات الإعادة إلى الوطن العام الماضي "أظهرت بوضوح أنّ للحكومة القدرة على إعادة كل طفل أسترالي بريء إلى الوطن مع أمهاتهم".

وتابع: "لقد أمضوا الآن أكثر من (4) أعوام محاصرين في معسكرات صحراوية مرهقة". وُلد الكثيرون هناك ولم يعرفوا أبداً الحياة خارج الخيمة، وليس من المناسب "السماح لنساء وأطفال أستراليين بالاستمرار في المعاناة هناك."

وقررت كندا هذا الأسبوع إعادة (10) أطفال و(4) نساء من مخيم (روج)، ليرتفع عدد الدول التي أعادت مواطنين من المخيمات السورية هذا العام إلى (10) دول، وتمّ إجلاء ما مجموعه (1167) من الرعايا الأجانب من المخيمات في عام 2023.

وتحث وزارة الخارجية الأمريكية باستمرار البلدان في جميع أنحاء العالم على إعادة مواطنيها، لاجتثاث بقايا تنظيم داعش.     

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتل: إنّ ما يقرب من (10) آلاف شخص من أكثر من (60) دولة خارج سوريا والعراق ما زالوا في مخيمي الهول وروج للنازحين في شمال شرق سوريا".

وأبرز أنّ "العودة إلى الوطن تبقى الحل الدائم الوحيد لهؤلاء الأشخاص، وخاصة منهم الأطفال الأقل من (12) عاماً الذين يشكلون الغالبية والذين يبقون الأكثر تعرضاً للخطر".

وقالت الحكومة الكندية الخميس: إنّها بصدد استعادة (14) كندياً، هم (4) نساء و(10) أطفال، من مخيمات الاعتقال في شمال شرق سوريا، بحسب رويترز.

وألقت السلطات القبض على امرأتين منهم لدى وصولهما إلى مونتريال، وفقاً لما ذكره محاميهما، وقالت وزارتا الخارجية والسلامة العامة في بيان مشترك: "وسط تقارير عن تدهور الأوضاع في المخيمات في شمال شرق سوريا، نشعر بقلق بالغ إزاء صحة وعافية الأطفال الكنديين".

وأضاف البيان: "يتم إعادة (4) نساء و(10) أطفال إلى كندا، وسنواصل هذا العمل (استعادة الرعايا) طالما سمحت الظروف بذلك".

ومنذ هزيمة تنظيم داعش عام 2019، باتت قضية إعادة زوجات وأبناء المقاتلين في صفوف التنظيم مسألة حسّاسة للغاية بالنسبة إلى كثير من الدول، خشية تورطهم في الإرهاب مجدداً.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية