دلالات طرد الإخوان من مجلس مسلمي ألمانيا... من هو الزيات المجرد من مناصبه؟

دلالات طرد الإخوان من مجلس مسلمي ألمانيا... من هو الزيات المجرد من مناصبه؟

دلالات طرد الإخوان من مجلس مسلمي ألمانيا... من هو الزيات المجرد من مناصبه؟


21/09/2022

بعد جدل دام شهوراً في الأوساط الألمانية، ولا سيّما الاستخباراتية والنيابية، حول نشاط جماعة الإخوان المسلمين المثير للجدل في الدولة الأوروبية، سارع المجلس الأعلى للمسلمين الألمان الأحد الماضي إلى طرد "جميع" جبهات ومنظمات الإخوان من عضويته، وفي مقدّمتها المركز الإسلامي في ميونيخ واتحاد طلاب الإخوان المسلمين، رافعاً عنها الغطاء الذي لطالما توارت خلفه.

وأجرى المجلس انتخاباته الأحد الماضي وسط تحديات كبيرة تواجه المسلمين في ألمانيا، وفي مقدّمتها استخدام الإخوان لواجهات شرعية تمثلهم كأدوات للعمل لصالح الجماعة، بحسب ما ذكر موقع "لو دايالوج" الألماني.

 الإسلام السياسي والجهادي

في غضون ذلك، نشرت الحكومة الألمانية غداة إعلان المجلس (5) مقترحات لدورة لجنة الشؤون الداخلية والوطنية تتعلق بموضوع الإسلام السياسي؛ أوّلها أنّ الإسلام السياسي والجهادي هما وجهان لعملة واحدة ويمثلان "ظاهرة واحدة"، والثاني هو "التمييز بين السنّة والشيعة في مكافحة الإسلاميين المتطرفين"، أمّا الثالث، فقد شدّدت الحكومة الألمانية على ضرورة منع "أيّ تأثير ديني أو سياسي من الشرق الأوسط".

قرار المجلس الأعلى للمسلمين الألمان شمل القيادي الإخواني إبراهيم الزيات

في حين شدّدت الحكومة الألمانية في الرابع على ضرورة "وضع إستراتيجية شاملة للتعامل مع الإسلام السياسي"، أمّا الخامس، فقد أكدت الحكومة فيه على ضرورة "الوقوف بحزم أمام مخطط نشر أفكار الإسلام السياسي في الأوساط الألمانية".

 حلقة الوصل

قرار المجلس الأعلى للمسلمين الألمان شمل القيادي الإخواني إبراهيم الزيات، الذي وصفته مذكرة أعدها البرلمان الألماني "البوندستاغ"، في نهاية حزيران (يونيو) الماضي، بأنّه "حلقة الوصل" بين جماعة الإخوان المسلمين والمنظمات الأخرى.

الزيات، الذي وصفه موقع "لو دايالوج" بـ "وزير مالية الإخوان"، تم تجريده من جميع مناصبه داخل المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا.

سارع المجلس الأعلى للمسلمين الألمان إلى طرد "جميع" منظمات الإخوان من عضويته، وفي مقدّمتها اتحاد طلاب الإخوان المسلمين

 

ويتمتع الزيات بـ"علاقات متعددة" مع المنظمات المرتبطة بالإخوان، على حدّ قول مذكرة "البوندستاغ" الألماني، الذي أشار إلى أنّ القيادي الإخواني "راسخ بقوة" في هياكل الجماعة في ألمانيا، مشيراً إلى أنّ الزيات، الذي يحمل الجنسية الألمانية من أصول مصرية، كان عضواً في مجلس إدارة "صندوق أوروبا" حتى عام 2014.

والزيات أحد قيادات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وهو متزوج من صبيحة أربكان ابنة شقيقة نجم الدين أربكان، السياسي التركي الذي يُوصف بأنّه الأب الروحي لـ "الإسلام السياسي" ويعتبره الإخوان "مهندس السياسة العالمية".

ووفق الموقع الألماني، فإنّ الزيات هو "صاحب أشهر الأسماء الواردة في جميع تقارير المخابرات الألمانية التي تتحدث عن خطورة المجموعة". وتولى الزيات رئاسة الجمعية الإسلامية في ألمانيا عام 2001 بعد السوري علي غالب محمود همت، أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية في بعض الدول في أوروبا. وأنشأ الزيات مع بعض معاونيه ما يُسمّى المجلس الأوروبي للفتوى والأبحاث، كمصدر للفتوى الدينية للمسلمين في أوروبا، ووسيلة للتغطية الدينية لعمليات جمع أموال الزكاة.

نشرت الحكومة الألمانية غداة إعلان المجلس 5 مقترحات لدورة لجنة الشؤون الداخلية والوطنية تتعلق بموضوع الإسلام السياسي

 

وعلى الرغم من أنّه ترك رئاسة الجمعية الإسلامية، فقد حضر بـ "شكل دائم" في التقارير الدولية عن جماعة الإخوان المسلمين؛ بسبب تصريحاته التحريضية مثل: "من المبكر ضرب الكفار، ولكن عاجلاً أم آجلاً سنضرب أعداء الله وأعداء الإسلام"، على حدّ قول "لو دايالوج"، الذي أشار إلى أنّ الزيات مطلوب من قبل الحكومة المصرية لتنفيذ حكم بالسجن لمدة (10) أعوام.

 ضربة لاقتصاد الإخوان

قد يمثل تجريد الزيات من جميع مناصبه ضربة لاقتصاد جماعة الإخوان في أوروبا، ولا سيّما "صندوق أوروبا"، الذي يتلقى تمويلاً من خلال تبرعات من منظمات وأفراد آخرين، ويدرّ دخلاً من الاستثمار في العقارات وتأجيرها، نظراً للأدوار المتعددة التي يلعبها الزيات.

السياسي التركي نجم الدين أربكان،الذي يُوصف بأنّه الأب الروحي لـ "الإسلام السياسي" ويعتبره الإخوان مهندس السياسة العالمية

نشاط "صندوق أوروبا" الإخواني الملحوظ في تلقي تمويلات خارجية وشراء العقارات في ألمانيا دفع السلطات الأمنية والسياسية في ألمانيا لتتبعه، حتى أنّ المذكرة التي نشرها "البوندستاغ" في حزيران (يونيو) الماضي قالت: إنّه "لم يعد من الممكن وصف الجهود التي يسعى لتحقيق أهدافها على أنّها ظاهرة قانونية".

يعود تاريخ إنشاء المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا إلى عام 1994 تحت رئاسة "نديم إلياس"، بهدف متابعة شؤون الجالية المسلمة في ألمانيا، وقد تبنّى منذ عام 1997 يوم 3 تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام يوم "المسجد المفتوح" للحدّ من التحيز ضد الإسلام، ويشارك في عضويته نحو (10) آلاف شخص أغلبهم من المسلمين الأتراك، ويضم نحو (4) اتحادات إسلامية كبرى بألمانيا و(20) منظمة متعددة الانتماءات يتبعها نحو (300) مسجد.

الحكومة الألمانية شدّدت على أنّ الإسلام السياسي والجهادي "ظاهرة واحدة"، وعلى منع أيّ "تأثير ديني أو سياسي من الشرق الأوسط"

 

ورغم محاولات المجلس البعد عن شبهة التورط مع جماعة الإخوان المسلمين، ما يزال يواجه انتقادات بشأن اختراق الجماعة لأنشطته، لذا وجّه دعوة لمنظمات ألمانية وأئمة وسياسيين ورجال دين للمشاركة في أسابيع مناهضة العنصرية خلال الفترة من 14 إلى 17 آذار (مارس) 2022 للتأكيد على موقفه المناهض للتطرف والعنصرية والتزامه بقيم المجتمع الألماني من الاحترام والتسامح.

وفي 31 كانون الثاني (يناير) 2022، أنهى المجلس علاقته بأهم أعضائه المؤسسين "التجمع الإسلامي الألماني"، الذي عُرف في السابق باسم "الجمعية الإسلامية في ألمانيا"، باستبعاده رسمياً بعد أن علّق عضويته خلال عام 2019، وجاءت الخطوة لنفي أيّ علاقة تربطه بجماعة الإخوان بعد تصنيف جهاز حماية الدستور".

وحول دور "التجمع الإسلامي الألماني"، قالت الحكومة الفيدرالية وسلطات حماية الدستور الألمانية في نهاية حزيران (يونيو) الماضي: إنّها "أهم منظمة مركزية لمؤيدي جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا"، مشيرة إلى أنّها تهدف إلى "ترسيخ مكانتها في ألمانيا كنقطة اتصال معترف بها"، وأنّ هناك نحو (50) مركزاً إسلامياً ومسجداً وجالية يتعاونون معها".

مواضيع ذات صلة:

الإسلام السياسي في ألمانيا ـ مشروع قانون لرصد تمويل الجماعة

ألمانيا.. مشروع قانون جديد لمحاصرة "تمويل الإخوان"

ما خطة ألمانيا للتعامل مع خطر الإخوان في البلاد؟.. سياسي ألماني يجيب



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية