"ديانت" ذراع أردوغان ... تستغل خطبة الجمعة لتحليل قانون الرقابة في الإعلام الرقمي

برغم الانتقادات الواسعة التي تواجهها رئاسة الشؤون الدينية التركية "ديانت" التي تم إنشاؤها من أجل السيطرة على الإسلام الاجتماعي، بسبب ميزانيتها المتزايدة باستمرار من جهة، وبسبب تدخلها في الشأن السياسي للبلاد من جهة أخرى، غير أنّها ما زالت تتدخل في العديد من شؤون البلاد المختلفة، تناقضاً مع مبدأ العلمانية الذي تدّعيه الدولة التركية.

يأتي ذلك بعد أن تعمدت خطبة يوم الجمعة التي أعدتها رئاسة الشؤون الدينية التركية "ديانت" لتخويف الأتراك من القانون الذي أصدره البرلمان حول ما سمّاه "نشر الأخبار الكاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي"، فقد جاء فيها أنّ "المسلمين لا يغضبون، ولا يتكلمون، سواء في الحياة الواقعية، أو في وسائل الإعلام الرقمية".

وحددت "ديانت" موضوع خطبة الجمعة بأنّه "واجب الخادم والجمهور"، وقد لفت الانتباه بعض العبارات في الخطبة التي أكدت على أنّ الإسلام أمر بالإنصاف، ومراعاة الحلال، واحترام الحقوق، والوقوف ضد الظلم والظالم.

"ديانت" تتعمّد في خطبة الجمعة تخويف الأتراك من القانون الذي أصدره البرلمان حول نشر الأخبار الكاذبة

وجاء في الخطبة التي تزامنت مع نقاشات حزب الشعب الجمهوري المعارض حول البيروقراطية و"قانون الرقابة" الذي تمّ اعتماده في البرلمان: إنّ "المسلمين لا يغضبون، ولا يتكلمون، ولا يثرثرون، ولا يكذبون، ولا يقذفون...، سواء في الحياة الواقعية أو في الوسائط الرقمية... ويمتنعون عن كل الكلمات والتصرفات التي تسيء إلى كرامة الإنسان وتدمر البيوت، ولا يتحدثون عن أشياء ليس لديهم معرفة دقيقة بها"، في توافق تام مع قانون الرقابة الصادر قبل يومين.

وجاء في الخطبة أيضاً: "من خان أموال الدولة، فإنّ ذنب ما خانه يُعلّق على رقبته حتى يوم القيامة"، مؤكدة أنّ "المسلمين يبتعدون عن الرشوة والادخار والابتزاز والسوق السوداء، ويجب النظر إلى الخدمة العامة على أنّها ثقة كبيرة، وأن يحرس الموظف أملاك الدولة بعيونه، ولا يضيعها، ولا يغتصب أموالها".

وتابعت "ديانت" في خطبتها: "المسلم دائماً يمسك بالحق، ويراعي حقوق العامل، ويدفع الثمن قبل أن يجفّ عرقه، كما ينصف عمله، إنّه يسعى بكل قوته لضمان أنّ الأجر الذي يتقاضاه حلال، وبالمقابل فإنّ العامل لن يضرّ بالمكان الذي يوفر له قوت يومه".

اتهام "ديانت" في الأعوام الأخيرة بشكل متزايد باستخدامها أداة من قبل أردوغان

يُذكر أنّه تمّ اتهام "ديانت" في الأعوام الأخيرة بشكل متزايد باستخدامها أداة من قبل أردوغان، لدفع أجندة سياسية إسلامية من خلال أئمة البلاد التابعين لها، وترى المعارضة التركية أنّ وجود "ديانت" في حدّ ذاته يتناقض مع مبادئ العلمانية.

وتعتبر المعارضة التركية أنّ وجود "ديانت" في حدّ ذاته يتناقض مع مبادئ العلمانية؛ إذ إن الدور المعلن المنوط بها هو "إدارة دور العبادة وتنوير المجتمع دينياً، وتصريف أمورها على أساس معتقدات وعبادات وأخلاقيات الإسلام".

وكانت الأمم المتحدة قد أعربت عن قلقها الجمعة بعدما أقرّ البرلمان التركي قانوناً قد يفضي إلى سجن الصحفيين، أو من يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، لمدة أقصاها (3) أعوام بتهمة نشر "الأخبار الكاذبة".