رسالة تايوان إلى الصين: لدينا سلاح شبه نووي

رسالة تايوان إلى الصين: لدينا سلاح شبه نووي


كاتب ومترجم جزائري
20/07/2022

ترجمة: مدني قصري

في 21 حزيران (يونيو)، ذكرت صحيفة الشعب الصينية اليومية أنّ الولايات المتحدة وتايوان من المقرّر أن تشاركا في الاجتماعات السنوية في مونتيري. زعمت أكثر المنشورات الصينية الرسمية أنّ الجانب الأمريكي ينوي بيع ما لا يقل عن 20 نوعاً مختلفاً من الأسلحة لتايوان "مع التركيز على بناء" قدرة غير متناظرة".

تايوان، التي تزعم جمهورية الصين الشعبية أنّها الإقليم الـ 34 التابع لأراضيها تمتلك بالفعل قدرات غير متناظرة، ويمكن أن يكون أحدها مدمِّراً مثل سلاح نووي.

تؤكّد بكين، لكلّ من يهّمه الأمر، أنّ تايوان غير قادرة على الدفاع عن نفسها. في هذا السياق قال الخبير العسكري سونغ تشونغ بينغ لصحيفة الشعب اليومية؛ إنّ تايوان ليس لديها قدرات "ردّ غير متناظرة" أيّاً كان نوع الأسلحة التي تمنحها لها الولايات المتحدة، وأضاف الخبير أنّ الفجوة بين قدرات الجانبين العسكرية "ضخمة للغاية".

ذكرت صحيفة الشعب اليومية؛ أنّ تايوان "تروي حججاً واهية" إذا اعتقدت أنها تستطيع احتواء جيش التحرير الشعبي الصيني. لماذا؟ لأنّ "الأسلحة غير المتكافئة غير مجدية" في مواجهة المزايا المطلقة التي يمتلكها جيش التحرير الشعبي الصيني".

هل تغزو تايوان الصين؟

نشرت صحيفة الشعب اليومية تبادلاً غير عادي بين نائب تايواني في البرلمان ومسؤول صيني. قال يو سي كون، رئيس برلمان تايوان، في 12 حزيران (يونيو)، في اجتماع افتراضي إنّ "تايوان بالطبع لن تغزو الصين أبداً"، "ولن تضرب تايوان أيضاً بكين أو سد الخوانق (الموانع) الثلاثة".

سدّ الخوانق الثلاثة، أكبر هيكل تحكُّم في الفيضانات في العالم، في متناول هجوم تايواني

وقال يو سي كون: "قبل مهاجمة تايوان يجب على الصين أن تنظر في رد تايوان المحتمل"، وأضاف: "ينبغي على الصين أن تفكر ملياً في هذا الأمر".

أجاب المكتب الصيني للشؤون التايوانية، من خلال المتحدث باسمه، ما شياوجوانغ، بصورة شبه شاعرية "مهاجمة صخرة بواسطة بيضة لن تؤدي إلا إلى تسريع زوالها".

لكن إحدى "بيضات" تايوان تهدّد عشرات الملايين من الصينيين، إن لم يكن أكثر.

نطاق كروز التايواني

نطاق صاروخ كروز التايواني يون فنغ غير معروف رسمياً، لكن وفقاً للعديد من المحللين يمكن أن يصل اليونغ فنغ إلى حوالي 1240 ميلاً (2000 كيلومتراً)، وهي مسافة تجعل العاصمة الصينية وسدّ الخوانق الثلاثة، وهي أكبر هيكل تحكُّم في الفيضانات في العالم، في متناول هجوم تايواني.

لعقود من الزمان، كان السياسيون التايوانيون متردّدين في الحديث عن قدرتهم على زرع الموت الجماعي بين الشعب الصيني، لكنّ اللهجة بدأت تتغير الآن

أصبح السدُّ الصيني خزّاناً بسعة 39,3  مليار متر مكعب من المياه على نهر اليانغتسي، وتمثّل هذه البحيرة منبعاً لحوضٍ سكاني يتّسع لحوالي 400 مليون نسمة، بالتالي؛ فإنّ ما يقرب من 30٪ من سكان الصين معرّضون لخطر وقوع كارثة كبرى إذا تعرّض السدّ لضربة صاروخية، هذا يعني أنّ تايوان لديها سلاح تقليدي يمكن مقارنته بسلاح نووي.

في مجال الردع تصبح الكمية ذات أهمية. قال ريتشارد فيشر، من المركز الدولي للتقييم والإستراتيجية لموقع "Gatestone": "تتمتع الصين بتفوق كبير على تايوان فيما يتعلق بالطائرات المقاتلة والسفن الحربية"، ويمكن لجيش التحرير الشعبي الصيني أن يستدعي آلاف الزوارق المدنية، وحوالي 4000 طائرة بوينج وإيرباص، لنقل الجزء الأكبر من قوات الغزو والاحتلال إلى تايوان".

لكن، لردع الصين، تحتاج تايوان إلى آلاف الصواريخ، وربما حتى عشرات الآلاف من الصواريخ.

 يُعدّ إنتاج صواريخ "يون فنغ" سرّاً عسكريّاً، لكن من الواضح أنّ الجمهورية الجزيرة ليس لديها الكمّ الكافي منها.

كان ينبغي على الولايات المتحدة أن تشجع تايوان على تطوير الصواريخ قبل عقدين من الزمن، لكنّها لم تفعل ذلك، بل إنّ إدارة أوباما "حاولت ثنيَ تايوان عن حيازة مثل هذه الصواريخ"، كما قال فيشر، في برنامج إذاعي على شبكة "سي بي إس" "CBS Eye on the World"، استضافه فيه جون باتشلور، في 21 حزيران (يونيو) الماضي.

من الآن فصاعداً، على الولايات المتحدة مساعدة تايوان على تحسين سرعة صواريخها ومداها وكذلك عددها.

ما يقرب من 30% من سكان الصين سيتعرضون للتهديد في حالة تمزق سد الخوانق الثلاثة

ويتعيّن على تايوان أيضاً حماية صواريخ يون فنغ "Yun Feng" من هجوم مفاجئ محتمل. بعض هذه الصواريخ عبارة عن قاذفات ثابتة، بالتالي، هي عرضة للخطر، لكنّ فيشر قال لموقع "Gatestone" إنّ معظمها محمولة على قاذفات متحركة.

تاسع عملية توغّل في أقل من شهر

في 21 حزيران (يونيو) الأخيرـ عبَرت 29 طائرة تابعة لجمهورية الصين الشعبية، بما في ذلك ستّ قاذفات نووية من طراز "H-6"، منطقةَ مجال الدفاع الجوي التايوانية. وهذه تاسع عملية توغّل في أقل من شهر، وكتب وزير الخارجية التايواني، جوزيف وُو، على حساب وزارته الرسمي على تويتر: " تُظهِر آخر مناورة واسعة النطاق لجيش التحرير الشعبي الصيني أنّ التهديد العسكري من صينٍ استبدادية أصبح أكثر خطورة من أيّ وقت مضى".

ظلت الطائرات الصينية تحلّق في المجال الجوي الدولي، لكنّ توغُلَّ 21 حزيران (يونيو) كان، مع ذلك، يعدّ رحلة معادية، وأصبحت مثل هذه الاستفزازات في المنطقة الجوية شائعة الآن، وهي ردّ فعلٍ على تصرّف أخطر بكثير، وفي 5  شباط (فبراير)، حلّقت الصين مباشرة فوق إحدى جزر تايوان الخارجية، وكان ذلك انتهاكاً صارخاً للمجال الجوي السيادي.

قال فيشر لـ "Gatestone"،  قبل هجوم 21 حزيران (يونيو): "حملة الترهيب سوف تنتشر وتشتدّ".

في 21 حزيران عبَرت 29 طائرة تابعة للصين، بما في ذلك 6 قاذفات نووية من طراز "H-6"، منطقةَ مجال الدفاع الجوي التايوانية. وهذه تاسع عملية توغّل في أقل من شهر

حتى الآن، تمكّنت الولايات المتحدة من إدارة الموقف على الجانب الآخر من مضيق تايوان من خلال مضاعفة إيماءات التهدئة تجاه الصين، ولا شكّ في أنّ هذه السياسة الأمريكية قد حالت دون حدوث غزو لكنّها حدثت في فترة هدوء نسبي، وهي فترة منتهية الآن إلى حدّ كبير.

من الآن فصاعداً سيتصرّف النظام الصيني، كما لو كان سيعلن الحرب، وتشير التصريحات اللاذعة لوزير الدفاع الصيني، الجنرال وي فنغي، في حوار شانغريلا في سنغافورة، في حزيران (يونيو)، بوضوح إلى نوايا النظام العدائية.

للصين أهداف، وتايوان لديها صواريخ. ما يقرب من 30٪ من سكان الصين سيتعرّضون للتهديد في حالة تحطّم سدّ الخوانق الثلاثة، وهو التحطم الذي ينجم عن إطلاق صاروخ، على سبيل المثال. ويصبح هذا ردعاً في حال أعلنت تايوان بوضوح أنّها مستعدة للدفاع عن سيادتها لتدمير حياة مئات الملايين من الصينيين.

لقد أبقت مثل هذه التحذيرات أوروبا في سلام خلال الحرب الباردة، على الرغم من تفوّق الاتحاد السوفيتي العسكري التقليدي الساحق.

لعقود من الزمان، كان السياسيون التايوانيون متردّدين في الحديث عن قدرتهم على زرع الموت الجماعي بين الشعب الصيني، لكنّ اللهجة بدأت تتغير الآن، ربما يكون التهديد بإلحاق خسائر كبيرة في الأرواح هو الذراع الأخيرة التي تمتلكها تايوان للحفاظ على السلام في شرق آسيا.

مصدر الترجمة عن الفرنسية:

gatestoneinstitute.org

https://fr.gatestoneinstitute.org/18701/taiwan-arme-quasi-nucleaire



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية