رفض حزبي مصري لمشاركة الإخوان في "الحوار الوطني"... متى تكف الجماعة عن محاولاتها؟

رفض حزبي مصري لمشاركة الإخوان في "الحوار الوطني"... متى تكف الجماعة عن محاولاتها؟

رفض حزبي مصري لمشاركة الإخوان في "الحوار الوطني"... متى تكف الجماعة عن محاولاتها؟


11/09/2022

في خضم حرب شائعات ضروس تشنها جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية في بعض الدول، ضد الدولة المصرية على مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة بائسة للتأثير على الرأي العام وتحريضهم ضد القيادة السياسية ونظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد فشل سعيها للانضمام عنوة إلى "الحوار الوطني"، أكدت أحزاب مصرية بارزة مشاركة في الحوار رفضها مشاركة الجماعة فيه.

 وفي منشور على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أكد السياسي المصري حمدين صباحي رفضه والحركة المدنية المصرية مشاركة جماعة الإخوان الإرهابية في الحوار الوطني.

 خطاب الكراهية

لم يسلم صباحي، وفقاً للمنشور، من حملات التشويه الإخوانية لأيّ معارض للجماعة، ومراقب منصف للقرارات والإجراءات التي يتبنّاها خصمها الرئيس السيسي، فبعد ثناء السياسي المصري على قرار لجنة العفو الرئاسية بالإفراج عن بعض السجناء، وقرارات السيسي المتعلقة بالحماية الاجتماعية، قال السياسي المصري المدني: إنّ "تحري الإنصاف صعب في بيئة موبوءة بخطاب الكراهية".

منشور السياسي المصري حمدين صباحي في فيسبوك

 وكشف صباحي، الرئيس السابق لحزب الكرامة ومؤسسه، أنّ هناك تطاولاً على "الحركة المدنية الديمقراطية منذ عقدت مؤتمرها الصحفي الأخير، فقد سارع البعض إلى استعادة منهج الاستباحة لكل معارض والضيق بكل رأي حر"، مشيراً إلى "افتعال أكاذيب يروجها عن عمد، بعضها يثير السخرية كاتهام الحركة المدنية الديمقراطية بالتحالف مع جماعة الإخوان، وهو يعلم من يروجه أنّه محض كذب، يدحضه موقف الحركة المدنية الديمقراطية المعلن من رفضها مشاركة جماعة الإخوان في الحوار".

  "اتهامات باطلة"

الموقف نفسه تجاه مشاركة الإخوان المسلمين في الحوار الوطني تبنّاه الحزب الديمقراطي الاجتماعي، فقد نقلت صحيفة "دار الهلال" القومية المصرية عن فريد زهران رئيس الحزب تأكيده، في بيان من (5) نقاط، "رفض مشاركة الإخوان في الحوار الوطني، وكلّ من مارس إرهاباً ضد الدولة والشعب، أو حرّض عليه".

 

أكد السياسي المصري حمدين صباحي رفضه والحركة المدنية المصرية مشاركة جماعة الإخوان الإرهابية في الحوار الوطني

 

 بيد أنّ زهران أيضاً لم يسلم من حملات الإخوان المسلمين، فقد ألمح، في النقطة نفسها المتعلقة برفض مشاركة الإخوان المسلمين في الحوار الوطني، أنّه تم استغلال ذلك الموقف من جانب جماعة الإخوان للترويج لما أطلق عليه "حملة كراهية"، مؤكداً رفضه: "أيّ استخدام لتلك الرؤى والمواقف من جانب جماعة الإخوان عبر منصاتها الإعلامية أو خطاباتها التي تروج لحملة كراهية واتهامات باطلة وأكاذيب فجة تم إطلاقها ضد الحركة منذ الأمس."

 الأكاذيب وحملات التشويه التي طالت زهران والصباحي تأتي عقب إشادتهما بقرار لجنة العفو الرئاسي الإفراج عن (33) من المحبوسين يوم الجمعة الماضي.

 موقف رئاسي

موقفا صباحي وزهران يأتيان بعد ساعات من تصريحات للرئيس السيسي، خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فقد أشار إلى أنّ حملة التشويه الممنهجة التي تشنها جماعة الإخوان المسلمين لتهميش الإنجازات الاقتصادية والتقليل من أهمية البنية التحتية الضخمة التي دأب نظام الرئيس السيسي على تطويرها على مدار الأعوام الماضية تأتي ردّاً على رفضه "التصالح" مع الجماعة، والرضوخ للضغوط الدولية في هذا الاتجاه.

 وقال الرئيس السيسي صراحة: "طول ما إحنا رافضين نتصالح مش هيسيبونا... طب نتصالح؟"، مؤكداً أنّ "حجم الجهد المبذول خلال العامين، أو الـ (3) أعوام الماضية، من المقرر أن يتضاعف، وبالتوزاي مع ذلك، سيزداد معدل التشكيك في الدولة".

 

لم يسلم صباحي من حملات التشويه الإخوانية لأيّ معارض للجماعة، ومراقب منصف للقرارات والإجراءات التي يتبنّاها السيسي

 

 ولم يُخفِ السيسي معرفته بسعي الإخوان لـ"التخلص" منه انتقاماً من إطاحته لحكم محمد مرسي، المنتمي للجماعة في 3 تموز (يوليو) 2013، ممّا ساهم في إحباط مخطط دولي لتصعيد الإخوان للحكم في أكثر من دولة عربية، قائلاً: "همّا بيقولوا: (طول ما ده موجود نخلص منه بأيّ طريقة وربنا يعيننا)، إنّما الأمر كله من الله، لا حد بيتخلص من حد ولا حد بيقّعد حد، هو ربنا اللي بيقّعد ويمّشي، لو مفيش إيمان حقيقي لنا بهذا الكلام، كنّا ضعفنا ولم نتخذ القرارات التي اتخذناها الأعوام الماضية".

 ومع انسداد كافة السبل أمام مشاركة جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية في بعض الدول، في "الحوار الوطني" في مصر، لجأت الجماعة في مطلع آب (أغسطس) الماضي إلى لعبتها المفضلة بخلق كيانات موازية لضرب الصف والوحدة الوطنية، عبر ما أطلقت عليه جبهة لندن بقيادة إبراهيم منير "الحوار الشعبي"، في محاولة بائسة للضغط على السلطات المصرية للانضمام إلى الحوار السياسي الذي من المقرر انطلاقه قريباً.

 ومع يقين جبهات الإخوان الـ (4)، وعلى رأسها جبهة لندن بقيادة منير، وجبهة إسطنبول بزعامة محمود حسين، في استحالة المشاركة في "الحوار الوطني"، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نهاية نيسان (أبريل) الماضي، عقدت جبهة منير مؤتمراً في إسطنبول، وأطلقت عليه "الحوار الشعبي".

 

السيسي: حملة التشويه الممنهجة التي تشنها جماعة الإخوان تأتي رداً على رفضه "التصالح" مع الجماعة، والرضوخ للضغوط الدولية في هذا الاتجاه

 

 محاولات الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم منير، بالتودد تارة والضغط دوليّاً أخرى من خلال طلب وساطة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإحدى دول الخليج، للانضمام إلى "الحوار الوطني" تصطدم بواقع أنّ الجماعة فقدت الحاضنة الشعبية، التي لطالما تباهت بتأثيرها على الضعفاء، عبر الرشاوى الانتخابية في كثير من الأحيان، ومن خلال المساجد وخطاب ديني قائم على التشكيك والتشتيت عن القضايا الدينية الحقيقية، ومخصص لخدمة مصالح الجماعة وقادتها باعتبارهم "خلفاء الله في الأرض".

 وفي بيان متلفز في 5 تموز (يوليو) الماضي، قال نقيب الصحفيين ضياء رشوان، منسق الحوار الوطني صراحة: إنّ "المستثنى من حضور الحوار الوطني بإجماع أعضاء المجلس هو كل من مارس العنف أو حرّض عليه أو شارك فيه أو هدد به، وخاصة جماعة الإخوان في مقدمة من فعل ذلك، ومستبعدة من الحوار بحسب قرار المجلس، ولا يمكن للقتلة أن يكون لهم مكان في ساحة الحوار."

 تصريحات رشوان حسمت جدلاً مقصوداً من الجماعة للترويج لإمكانية تصالحها مع النظام المصري، ولا سيّما في ضوء سعي جبهتي الجماعة الرئيسيتين في إسطنبول بقيادة محمود حسين وفي لندن بقيادة إبراهيم منير للتواصل مع دول عربية وأجنبية وفي مقدمتها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية في ضوء زيارة للمنطقة من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، المعروف بدعمه اللامحدود للإخوان المسلمين وتيارات الإسلام السياسي التي دمرت سوريا، بإيعاز من هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد باراك أوباما، وفقاً لتسريب نشرته ويكيليكس لإحدى إيملاتها، ضمن ما عرف بـ"ثورات الربيع العربي"، التي كان الهدف منها تصعيد الإخوان المسلمين للحكم في عدد من الدول العربية.

 وكان الرئيس السيسي قد كلّف، أواخر نيسان (أبريل) الماضي، إدارة المؤتمر الوطني للشباب بالتنسيق مع مختلف التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار سياسي حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة، غير أنّ السلطات المصرية تقول عادة إنّها تستثني من أيّ حوار سياسي كلّ من تورط بالإرهاب وحمل السلاح في وجه الدولة، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين المدرجة على قوائم الإرهاب المصرية.

 

 مواضيع ذات صلة:

هل تعود جماعة الإخوان من جديد للمشهد العام؟

بشهادة "القاعدة".. العنف خرج من رحم "الإخوان"

"الإخوان" والتقية السياسية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية