زعمت أنه "غير جوهري" في الإسلام... محكمة هندية تصدر حكماً بشأن الحجاب

بعد أسابيع من الجدال والاحتجاجات بين أبناء الطائفة المسلمة في الهند بعد حظر ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية في ولاية كارناتاكا الهندية، صبّت محكمة هندية الزيت على النار بتأييدها حظر الحجاب.

 وأفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنّ محكمة كارناتاكا العليا قضت بأنّ ارتداء الحجاب "ليس من المبادئ الأساسية" للإسلام، في انتكاسة للطالبات المسلمات اللائي يطالبن بالحق في ارتداء الحجاب في كليات ولاية كارناتاكا بجنوب الهند.

صبّت محكمة هندية الزيت على النار بتأييدها حظر الحجاب، وقضت بأنّ ارتداء الحجاب "ليس من المبادئ الأساسية" للإسلام

وكانت المحكمة تستمع إلى الالتماسات المقدمة من الطالبات المسلمات اللائي تمّ منعهنّ في كانون الثاني (يناير) من دخول الكلية الحكومية في أودوبي حيث التحقوا، لارتدائهنّ الحجاب.

والشهر الماضي، أدّت احتجاجات عنيفة، تغذيها بشكل متزايد الحملات السياسية الخلافية، إلى إغلاق مؤقت للمدارس في الولاية، وفقاً لتقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش".

 انتهاك الحرية الدينية

خلال جلسة اليوم، دفعت بعض الطالبات المسلمات اللائي لجأن للقضاء بعد رفض مديري الكليات التراجع عن قرار حظر الحجاب، بأنّ حقهنّ في حرّية الدين "قد تمّ انتهاكه".

ودفعت الطالبات أنّ الدستور كفل لهنّ الحق في ممارسة شعائرهن، وأنّ الإسلام يقتضي لبسهن الحجاب، إلا أنّ المحكمة ذات الغالبية الهندوسية قالت إنّ الحجاب "ليس جوهرياً" في الإسلام، وليس من مبادئ الإسلام الأساسية. ولم يرد حتى الآن أيّ ردٍّ من الطلاب المسلمين الذين رفعوا الأمر إلى المحكمة، ومن المتوقع أن يستأنفوا ضده أمام المحكمة العليا.

دفع الطلاب المسلمون، خلال جلسة المحكمة اليوم، بأنّ حقهم في حرية الدين "قد تمّ انتهاكه"

ومطلع شباط (فبراير) الماضي أُجبرت الكليات في ولاية كارناتاكا جنوب الهند على الإغلاق، بعد أن أدى منع الطالبات من ارتداء الحجاب في القاعات الدراسية إلى اندلاع احتجاجات من قبل الطلاب المسلمين واحتجاجات مضادة من قبل أقرانهم من الهندوس، وجاء حظر الحجاب في إطار سياسة تفرض الالتزام بزي موحد للطالبات.

وأيدت حكومة ولاية كارناتاكا الحظر المفروض على الطالبات المسلمات من ارتداء الحجاب في الفصول الدراسية، بزعم أنّه من أجل السلامة العامة، ولجأ العديد من الهنود إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن آراء تمييزية وكارهة للمرأة.

حظر التجمعات

وخوفاً من الاضطرابات بشأن الحكم، حظرت حكومة الولاية، التي يديرها حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي، الذي يحكم أيضاً على الصعيد الوطني، التجمعات الكبيرة هذا الأسبوع.

وكانت سلطات الكلية مدعومة من حكومة الولاية التي جادلت في المحكمة بأنّ الحجاب ليس من الممارسات الدينية الأساسية للإسلام، وأنّ حظره في الفصول الدراسية لا ينتهك الضمان الدستوري للحرية الدينية.

خوفاً من الاضطرابات بشأن الحكم، حظرت حكومة الولاية، التي يديرها حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي، التجمعات الكبيرة هذا الأسبوع

وردّاً على احتجاجات المسلمين وأنصارهم على حظر الحجاب، طالبت الجماعات الهندوسية اليمينية بالحق في ارتداء أوشحة الزعفران في الفصل الدراسي، إذا كان الحجاب مسموحاً به، والزعفران هو لون الهندوسية ومرتبط بحزب بهاراتيا جاناتا.

 ومن غير المرجح أن يخمد الحكم الجدل الناري الذي يدور في الهند منذ أسابيع، ويخشى البعض أن يؤدي حظر الحجاب إلى إجبار الفتيات المسلمات على البقاء في المنزل وحرمانهنّ من التعليم.

 في مجتمع متعدد الأديان مثل الهند، حيث يرتدي الناس من كل دين الرموز، مثل السيخ وعماماتهم، والهندوس بوضع القرمزي على جباههم، ويجادلون بأنّه لا يمكن الدفاع عن حظر الحجاب، خاصة أنّ رئيس وزراء ولاية أوتار براديش راهب يرتدي رداء الزعفران الذي يرمز لديانته السيخية.

الخوف بين هذه المجموعة هو أنّ حزب بهاراتيا جاناتا يحاول مرّة أخرى فرض أجندة الأغلبية الهندوسية على الأقليات من خلال حرمانهم من حقهم في الدين وحريتهم في الاختيار.