"شعاراته أصبحت مضحكة جداً"... عباس النوري يثير ضجة بعد انتقاده النظام السوري

"شعاراته أصبحت مضحكة جداً"... عباس النوري يثير ضجة بعد انتقاده النظام السوري


30/01/2022

أثار الفنان السوري عباس النوري، المعروف بولائه لنظام الأسد، ضجة كبيرة بعد تصريحات انتقد فيها الأوضاع المعيشية، والحال الذي وصلت إليه البلاد.

ولم يكتفِ النوري بانتقاد وضع الاقتصاد وصعوبات الحياة، بل وجّه اتهاماً مباشراً للسلطات ودورها، في خطوة رأى فيها مراقبون تجاوزاً للخطوط الحمراء، وهو ما أثار جدلاً واسعاً، خصوصاً من موالي السلطة، وصلت حدّ التهديد والمطالبة بـ"معاقبة الفنان".

ولعلّ أسباب هذه الضجة بدأت بعدما اعتبر النوري في تصريحاته أنّ جميع قرارات حزب البعث، وهو الحزب الحاكم في سوريا، خاطئة، وأنّ شعاراته أصبحت مضحكة جداً.

اقرأ أيضاً: وسط موجة من الجدل.. افتتاح معرض "فلسطين وياسر عرفات" بمشاركة 43 دولة

وقال عباس النوري، خلال لقائه مع إذاعة "المدينة إف إم" السورية: "الحزب الذي ينادي بتوحيد الأمّة العربية وتحرير فلسطين نسي أنّ الفلسطيني في فلسطين المحتلة يعيش برفاهية أكثر بأضعاف أضعاف المواطن السوري في سوريا الممانعة والصامدة"، في إشارة منه إلى شعارات النظام ومواليه.

رأى النوري أنّ رفعت الأسد نهب بعلم شقيقه حافظ، البنك المركزي دون أيّ مساءلة قبل فراره إلى فرنسا عام 1984

وتابع النوري عن نظام البعث قائلاً باللهجة السورية: "المواطن صرلو من سنة 1963 عم يسمع عن تحرير فلسطين والصلاة بالقدس، وعم يشوف أنّو مستوى الدخل بالمناطق الفلسطينية المحتلة (10) أضعاف ما هو عليه الحال في سوريا"، مهاجماً حزب البعث، ومؤكداً أنّ انقلابه العسكري سبب رئيسي لما حلّ بسوريا من تخلف على الصعيد السياسي، وفق ما أورده موقع "العربية".

 

أكد النوري أنّه منذ العام 1963، وهو العام الذي سيطر فيه حزب "البعث" على السلطة في سوريا، لم يعد هناك أيّ دور للمواطنين، واقتصر الدور بالكامل على الحكومة

 

وأكد أنّه منذ العام 1963، وهو العام الذي سيطر فيه حزب "البعث" على السلطة، لم يعد هناك أي دور للمواطنين، واقتصر الدور بالكامل على الحكومة، مشيراً إلى أنّ سوريا تتبع "سياسة الإلغاء"، حيث إنّ "الدولة يمكن أن تحذف اسم شاعر من الوجود لمجرّد اختلافه بالرأي معها"، وفق تعبيره.

أمّا عن عودة رفعت الأسد إلى سوريا بقرار من ابن شقيقه رئيس النظام بشار الأسد قبل أشهر، فقد رأى النوري أنّ الأسد العم نهب بعلم شقيقه حافظ، البنك المركزي دون أيّ مساءلة قبل فراره إلى فرنسا عام 1984

اقرأ أيضاً: وائل حلاق وأطروحاته في الشريعة والسياسة والحُكم... لماذا سببت الجدل؟

وأضاف النوري: "في ناس أخدت كل ما في البنك المركزي ومشيت والعالم ساكت، علماً أنّو عندنا محامون ورجال قانون ومحد استرجى يرفع دعوى... متسائلاً كيف تصل الخيانات إلى مستويات عالية"؟ في إشارة منه إلى تهريب رفعت الأسد عام 1984 بعد إعطائه أموالاً كثيرة غيّرت مجرى الاقتصاد في البلاد آنذاك، وأهبطت من قيمة العملة.

وأكد النوري في المقابلة أنّ الدولة لم تكن يوماً على حق، وأنّها لا تريد أن تشغل نفسها بالتفكير، ولم تعترف يوماً بأنّها ارتكبت أخطاء، مشدداً على أنّ سوريا كانت بلد الديمقراطيات.

قال: إنّ الحرّيات في بلاده أجهضت منذ وصول العسكر إلى الحكم

وأبدى الفنان السوري استغرابه ممّن يروّج لـ "أكذوبة أنّ الشعب السوري غير مؤهل لممارسة الحرّيات"، وقال: إنّ الحرّيات في بلاده أجهضت منذ وصول العسكر إلى الحكم، مؤكداً أنّ دولاً عربية كثيرة تمتلك حرّيات أكثر من سوريا.

كذلك رأى أنّ سوريا كانت بلد الديمقراطيات بانتخاباتها وأحزابها، خصوصاً في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، إلى أن جاء حكم العسكر، وأطاح بالديمقراطية والدستور والثقافة.

اقرأ أيضاً: أحلام تثير الجدل بتصريحات حول حجرها في الكويت.. ما القصة؟

وقد أثار اللقاء الإذاعي ضجة واسعة جداً في البلاد، وصلت إلى حذفه نهائياً من جميع حسابات المحطة، وطالب بعض الأشخاص الموالين للأسد، أو من يُطلق عليهم اسم "الشبّيحة"، بتحرك واسع ومنسّق ضد النوري، وسط تهديد من آخرين بالتحرك قضائياً ضده.

 

ضجّت مواقع التواصل في سوريا بدعوات للتضامن مع النوري، وقام نشطاء على مواقع التواصل بتدشين وسم "متضامن مع عباس النوري"، وتفاعل معه عدد كبير من المتابعين والفنانين

 

في المقابل، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا بدعوات للتضامن مع النوري، وقام نشطاء على مواقع التواصل بتدشين وسم "متضامن مع عباس النوري"، وتفاعل معه عدد كبير من المتابعين والفنانين.

يُذكر أنّ هذا الموقف لم يكن جديداً بالنسبة إلى الفنان السوري عبّاس النوري، فرغم إعلان الولاء للنظام إلّا أنّه أثار ضجة واسعة قبل أشهر، حين طالب بإزالة صور بشار الأسد المنتشرة بشكل لا يُصدّق في كل مكان من العاصمة دمشق، خصوصاً بعد حملته الانتخابية الأخيرة العام الماضي.

والنوري يُعتبر أحد أهمّ الفنانين السوريين، ومكانته في الصف الأول تماماً، وله أعمال حقق فيها بدور البطولة نجاحاً واسعاً على مستوى الوطن العربي، أهمّها "باب الحارة"، أمّا آخر أعماله، فقد كان "حارة القبّة"، الذي عُرض في شهر رمضان الماضي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية