صحفي أمريكي يكشف من وراء تفجيرات أنابيب نورد ستريم.. وروسيا تعلق

صحفي أمريكي يكشف من وراء تفجيرات أنابيب نورد ستريم.. وروسيا تعلق

صحفي أمريكي يكشف من وراء تفجيرات أنابيب نورد ستريم.. وروسيا تعلق


09/02/2023

طالبت وزارة الخارجية الروسية من الولايات المتحدة الأمريكية بالرد على الاتهامات التي أوردها التحقيق الذي أجراه الصحفي الأمريكي سيمور هيرش بشأن تورطها في تفجير أنابيب الغاز نورد ستريم في أيلول (سبتمبر) الماضي.

وتعليقاً على تحقيق استقصائي نشره هيرش على مدونته أمس، طالبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا البيت الأبيض بالتعليق على "الحقائق" التي تم عرضها، وفق ما نقلت موقع "روسيا اليوم".

وقالت زاخاروفا في منشور على حسابها على تلغرام، لخصت فيه الدلائل التي قدمها هيرش بشأن تورط الولايات المتحدة: "على البيت الأبيض الآن التعليق على كل هذه الحقائق".

الخارجية الروسية تطالب الولايات المتحدة بالرد على الاتهامات التي أوردها تقرير سيمور هيرش بشأن تورطها في تفجير أنابيب الغاز نورد ستريم

وأضافت: "لقد أعربنا مراراً عن موقف روسيا من مشاركة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، الذين لم يخفيا ذلك، وكانا متباهيين أمام العالم كله بنيّتهما تدمير البنية التحتية المدنية."

ولفتت زاخاروفا إلى أنّ روسيا لاحظت على الدوام إحجام الدنمارك وألمانيا والسويد عن إجراء تحقيق مفتوح ومعارضة مشاركة موسكو فيه "على الرغم من أنّ روسيا الاتحادية تكبّدت تكاليف باهظة".

في واشنطن، رد البيت الأبيض على المزاعم التي أوردها الصحفي الأمريكي بالقول، إنّ رواية هيرش "وهمية تماماً ومن وحي الخيال".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أدريان واتسون لوكالة "تاس" الروسية، في رده على طلب التعليق على تقرير سيمور هيرش: "هذه كذبة مفبركة وخرافة كاملة".

ويعرف سيمور هيرش بمقالاته عن الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة في فيتنام وفي العراق، وخاصة تلك المتعلقة بالتعذيب في سجن أبو غريب سيئ الذكر.

البيت الأبيض تعليقاً على تقرير سيمور هيرش حول تفجير خطوط الغاز الروسية: هذه كذبة مفبركة وخرافة كاملة

وفي تحقيق مطول، زعم سيمور هيرش، الحائز على جائزة بوليتزر في الصحافة، في مدونته، أنّ الحادثة جاءت في إطار عملية غاية في السرية قامت بتنفيذها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بتوجيهات من إدارة بايدن، وأنه حصل على معلومات حول العملية من مصدر لم يذكر اسمه كان متورطاً بشكل مباشر في الإعداد لعملية التفجير.

وذكرت صحيفة التايمز البريطانية نقلاً عن تحقيق سيمور هيرش أنّ قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ"تفجير" نورد ستريم جاء بعد 9 شهور من المباحثات السرية للغاية مع أجهزة الأمن الأمريكية، والتي تمحورت بشكل رئيسي حول آليات تنفيذ عملية التفجير بشكل سري من دون ترك أي دليل يشير إلى الجهة التي قامت بتنفيذها.

زعم هيرش في تحقيقه أنّ فريق غوص أمريكياً، من مركز الغوص والإنقاذ التابع للبحرية الأمريكية، قام بزرع ألغام على طول خط أنابيب نورد ستريم تحت غطاء تمرينات عسكرية لحلف الناتو في دول البلطيق "BALTOPS 22" التي جرت ما بين 5  17 حزيران (يونيو) 2022 قبالة السواحل الألمانية وتمت عملية التفجير بأياد نرويجية في وقت لاحق من تلك التدريبات في أيلول (سبتمبر) من العام ذاته.

ويضيف هيرش إنه لربما كان للنرويجيين مصالح من تنفيذ عملية التفجير. فتدمير نورد ستريم سيسمح للنرويج ببيع المزيد من غازها الطبيعي إلى أوروبا.

سيمور هيرش: التفجير جاء في إطار عملية غاية في السرية قامت بتنفيذها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالتعاون مع النروج

وكتب هيرش يقول: "في وقت ما في شهر آذار، سافر عدد قليل من أعضاء فريق الغوص الأمريكي إلى النرويج ولقاء عناصر من الخدمة السرية والبحرية النرويجية. وكان أحد الأسئلة الرئيسية المتعلقة بالعملية هو أفضل موقع لزرع المتفجرات من نوع C4."

"سيكون ذلك الموقع ضمن نطاق إمكانيات غوص الغواصين النرويجيين، سيكون العمل شاقاً ومستهلكاً للوقت وخطيراً، لكن المياه قبالة بورنهولم كانت لها ميزة أخرى: لم تكن هناك تيارات مدية بحرية كبيرة، الأمر الذي كان سيجعل مهمة الغوص أكثر صعوبة.

وزعم الصحفي الأمريكي، أنّ "طائرة تابعة للبحرية النرويجية أسقطت عوامة "سونار" في 26 أيلول (سبتمبر) الماضي لتفعيل المتفجرات"، مضيفاً أنّ "القوات البحرية النرويجية كانت سريعة في العثور على المكان الصحيح لمواقع الانفجار، في المياه الضحلة على بعد أميال قليلة من جزيرة بورنهولم في الدنمارك. "

وكان محققون من السويد والدنمارك؛ حيث وقعت الانفجارات في منطقتيهما الاقتصادية الخالصة، أكدوا أنّ الحادثة كانت نتيجة عملية تخريب، حيث عثر المحققون السويديون على آثار متفجرات على الأنابيب، إلا أنّ التحقيقات لم تحدد من المسؤول عن الحادثة.

وتفجيرات خطوط أنابيب نورد ستريم، هي سلسلة من 4 تفجيرات ضربت خطوط أنابيب نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2، ونتج عنها تسريب كبير للغاز في بحر البلطيق امتد ما بين 26 و29 أيلول (سبتمبر) 2022.

وتزامنت التفجيرات التي تعرضت لها خطوط أنابيب نورد ستريم مع افتتاح بولندا والنرويج لخط أنابيب البلطيق، وهو مشروع استراتيجي لنقل الغاز النرويجي من بحر الشمال إلى أوروبا عبر الدنمارك، يُعمل على أن يحل محل خطوط أنابيب نورد ستريم الروسية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية