صعود اليمين المتطرف في الغرب: أبعد من استهداف المهاجرين

صعود اليمين المتطرف في الغرب: أبعد من استهداف المهاجرين


12/01/2022

لم يكن صعود اليمين المتطرف في أوروبا أواخر القرن الماضي يثير الكثير من المخاوف، وكان الإعلام الأوروبي يعتبر حوادث الاعتداء على المهاجرين من جانب مجموعات عنصرية مجرّد حوادث عادية وعابرة، لكنّها امتدت من ألمانيا إلى فرنسا وبريطانيا، واتسعت أيضاً خلال الأعوام الأخيرة في إيطاليا والمجر وبولندا، وقد أظهرت انتخابات البرلمان الأوروبي قبل عامين صعوداً كبيراً للأحزاب اليمينية المتطرفة، التي حققت نجاحات مفاجئة في انتخابات الاتحاد الأوروبي، فقد فاز حزب بريكسيت في بريطانيا بأكثر من 32% في بريطانيا، وكان إيذاناً بالخروج الفعلي لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفي فرنسا فاز حزب الجبهة الوطنية بزعامة ماري لوبان بنحو 23%، لكنّ حزباً أكثر تطرفاً ظهر على الساحة الفرنسية بقيادة إريك زمور، الذي يتبنّى طرد المهاجرين، ويصفهم بأنّهم وراء أزمات فرنسا، ويطرح استرداد فرنسا من غير الفرنسيين، وكأنّ فرنسا أصبحت أسيرة أو رهينة، وفق تحليل لصحيفة الأهرام المصرية.

اليمين المتطرف توسّع في أوروبا، وانتخابات البرلمان الأوروبي والانتخابات المحلية دليل حي على صعود أحزابه

العولمة وكورونا وصعود اليمين المتطرف

وكان حصول أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا على (105) مقاعد في الانتخابات الأخيرة مؤشراً خطيراً على صعود اليمين، وإن كان لم يحصل على الأغلبية، لكنّه يسعى بقوة للمنافسة عليها، ويأتي في مقدمة أسباب صعود اليمين المتطرف في أوروبا كردّ فعل على العولمة، التي لم تحقق ما تمنّاه معظم الأوروبيين، بل تسببت في تراجع معدلات النمو، وزيادة كبيرة في الديون، وانتقال رؤوس الأموال والاستثمارات إلى الخارج، ولهذا كان تبنّي أحزاب اليمين الأوروبي المتطرف لحماية الحدود والهوية الوطنية، وعرقلة حرية التجارة لحماية الصناعات الوطنية، لتؤكد عودة الشعور القومي في أوروبا على حساب العولمة والوحدة الأوروبية، أمّا السبب الثاني، فهو عجز الأحزاب التقليدية التي تتعاقب على الحكم عن حلّ الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، سواء من اليمين التقليدي المعتدل أو اليسار التقليدي الذي لا يختلف كثيراً في سياساته عن اليمين، ولهذا كان التمرّد على الأحزاب التقليدية، التي بدأت في حملة مضادة لإثارة الخوف من الموجة اليمينية المتطرفة، مع تبنّي الكثير من شعاراتها، لسحب البساط من تحتها، ليكون التوجه نحو اليمين في أوروبا أكثر اتساعاً، حسبما أوردت وكالة "فرانس برس" نهاية العام الماضي.

وجاء انتشار وباء كورونا ليزيد من زخم اليمين المتطرف، سواء بسبب الإغلاق وما تبعه من تداعيات اقتصادية، أو إلقاء التهمة على المهاجرين بأنّهم ساهموا في نشر الوباء، وكانت منصات التواصل أداة الجماعات الأكثر تطرفاً في نشر معلومات مضللة تثير الكراهية والعداء للأجانب، وتركز على مهاجمة المسلمين والأفارقة، وترفع من شأن العنصر الأبيض، وتشيع أنّ القيم الأوروبية مهددة من جانب المهاجرين.

الحركة الجديدة لليمين المتطرف توسعت في العديد من الدول الأوروبية

بناء تحالف على مستوى الاتحاد الأوروبي

إنّ مخاطر صعود اليمين المتطرف في أوروبا لا تقتصر على استهداف المهاجرين، بل تهدد تماسك الاتحاد الأوروبي بالنزعة القومية المتطرفة، وكذلك تهدد النسيج الاجتماعي والفئات الأكثر فقراً، ويؤدي الاستعلاء القومي إلى زيادة النزعة الاستعمارية وتبريرها.

وقد فتح موقع "فورين بوليسي" الأمريكي منتصف العام الماضي ملف اليمين المتطرف في أوروبا، متسائلاً عن إمكانية تغلب الأحزاب اليمينية "المتطرفة" على خلافاتها، وتوحيد جهودها لتعزيز نفوذها بمؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

ولاحظ التقرير أنّه رغم ازدهار اليمين "المتطرف" في معظم أنحاء أوروبا، خاصة بولندا والمجر وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا، فإنّه يجد صعوبة كبيرة في ترجمة قوته داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

وأورد التقرير أنّ بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة، مثل حزب الرابطة الإيطالية، والقانون والعدالة البولندي، وفيدس المجري، تسعى حالياً لبناء تحالف جديد لتعزيز نفوذها على مستوى الاتحاد الأوروبي، فقد عقد زعيم الرابطة الإيطالية ماثيو سالفيني، ورئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، اجتماعاً رفيع المستوى في نيسان (إبريل) 2021، ومن المتوقع إجراء المزيد من المحادثات.

اقرأ أيضاً: من يخشى اليمين الأوروبي الجديد؟

وأوضح التقرير أنّ الأحزاب الـ3 تعمل على وضع برنامج سياسي يتضمّن حماية جذور أوروبا من "التعددية الثقافية التي لا روح لها" ووقف الهجرة، والدفاع عن الأسرة التقليدية، مضيفاً أنّهم يعملون على تحسين التنسيق عند إجراء التصويت على هذه القضايا في بروكسل، مشيراً إلى أنّهم إذا نجحوا في ذلك، فسيكوّنون تحالفاً يتبوّأ مراكز متقدمة في البرلمان الأوروبي.

وأشار الموقع إلى أنّ التعاون الدولي قد يبدو غريباً بالنسبة إلى الأحزاب اليمينية "المتطرفة" التي تتبنّى برامج وترفع شعارات قومية، إلّا أنّه منذ الانتخابات الأوروبية عام 2014، وما تلاها من إنشاء مجموعة أوروبا للأمم والحرية اليمينية "المتطرفة"، ظهرت لدى هذه الأحزاب شهية متزايدة للتحالفات الدولية.

وذكر أنّ سالفيني روّج لعلاقاته الحميمة مع الرئيس البرازيلي اليميني "المتطرف" جايير بولسونارو، وعام 2019 دعا رئيس الوزراء الهندي القومي "المتطرف" ناريندرا مودي مجموعة من أعضاء البرلمان الأوروبي من اليمين "المتطرف" إلى حدٍّ كبير لزيارة كشمير، بعد أن ألغى الحكم الذاتي للمنطقة، واستضاف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب السياسي البريطاني المؤيد لخروج لندن من الاتحاد الأوروبي نايغل فراج في التجمعات التي أقامها، واشتهر بعلاقاته مع القادة البولنديين في زيارته للبلاد في حين أجرى مساعده السابق ستيف بانون اتصالات متكررة مع أصحاب السيادة في أوروبا، ودعم جهودهم للاتحاد.

تجاهل خطر اليمين المتطرف في أمريكا

أمّا عن اليمين المتطرف في أمريكا، فقد قالت صحيفة "الغارديان": إنّ الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد هجمات أيلول (سبتمبر) لم تركز على خطر اليمين المتطرف بالطريقة نفسها التي خصصت فيها المصادر المالية والبشرية على الحملة ضد "الخطر الإسلامي".

وقالت الصحيفة في تقرير لها نشرته في 8 أيلول (سبتمبر) من عام 2021: إنّ الحكومة الأمريكية تحركت بسرعة في مرحلة ما بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) لمنع هجمات جديدة قد ينفذها متطرفون إسلاميون، وأنفقت مليارات الدولارات على أجهزة فرض القانون، وتمّ توسيع صلاحياتها لمراقبة المواطنين الأمريكيين وفي الخارج، بعدما أعلن جورج دبليو بوش الحرب على "الإرهاب".

وفي الوقت الذي قامت فيه "سي آي إيه" ومكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بي آي" بالإضافة إلى وزارة الأمن الداخلي التي أنشئت بعد الهجمات بالبحث في أمريكا والعالم عن المتطرفين المسلمين، فقد تمّ تجاهل التهديد الموجود والمتمثل في جماعات التفوق العرقي الأبيض التي ظلّ تأثيرها وأعدادها في تزايد على مدى العقدين الماضيين.

من أسباب صعود اليمن المتطرف عجز الأحزاب التقليدية التي تتعاقب على الحكم عن حلّ الأزمة الاقتصادية المتفاقمة

وبعد (20) عاماً على الهجمات الإرهابية، فإنّ التهديد الإرهابي الحقيقي بات نابعاً من هذه الجماعات، وهي متهمة بـ (16) من (17) عملية قتل متطرفة في الولايات المتحدة عام 2020، بحسب رابطة مكافحة التشهير. وفي 2019 اتهمت بـ (41) هجوماً قام به متطرفون يمينيون من (42) هجوماً. وفي الفترة 2009- 2018 كان اليمين المتطرف مسؤولاً عن 73% من الهجمات القاتلة التي نفذها متطرفون بيض، وقتلت في 2018 أكثر ممّا قتله متطرف أبيض عام 1995 عندما فجّر مبنى فيدرالياً في مدينة أكلاهوما.

وتعلق الصحيفة بأنّه، رغم الأرقام الإحصائية حول تسيّد جماعات التفوق العرقي الأبيض، فإنّ الوكالات الاستخباراتية الأمريكية خصصت جهوداً وتمويلاً لمواجهة التهديد النابع ممّا تصفه بـ"الإرهاب الإسلامي" أكثر من معالجة خطر هذه الجماعات المحلية.

وقالت المحاضرة في الجامعات الأمريكية ومؤلفة كتاب "كراهية في الوطن: اليمين المتطرف الدولي الجديد" سينثيا ميلر-إدريس: "خلقت صدمة أيلول (سبتمبر) آلية لا تصدق في الولايات المتحدة والعالم، وكانت عبارة عن إنشاء وكالات جديدة وجلسات اجتماع لمهام خاصة وكل الأنواع التي خلقت نقاطاً عمياء"، مضيفة: "صحيح أنّه تم إحباط مؤامرات وتحذير من هجمات، وكانت هناك أمور تحدث، وفي الوقت نفسه فإنّ التهديد الآخر كان في تزايد وصعود، ولم يشاهدوه".

وباء كورونا زاد من زخم اليمين المتطرف بسبب الإغلاق أو اتباع الإجراءات الصحية

لكنّ الوكالات الحكومية ركزت كل جهودها خلال العقدين الماضيين في التحقيق ومراقبة المسلمين في أمريكا والخارج. وفي 2019 قال "إف بي آي": "إنّ نسبة 80% من عملائه في مكافحة الإرهاب يركزون على الإرهاب الدولي، والنسبة الباقية تركز على الإرهاب المحلي".

جرائم كراهية ضد المسلمين

وزادت جرائم الكراهية ضد المسلمين بعد الهجمات، وظلّ فوق مستوى ما قبل الـ2001 من ذلك الوقت، وقالت ميلر- إدريس: "بعض التدخلات التي قامت بها الحكومة كانت معادية للمسلمين، ولهذا فقد عزّزوا حسّاً إسلاموفوبياً ومشاعر معادية للمهاجرين".

ويرى العميل الخاص السابق في "إف بي آي" مايكل جيرمان، الذي يعمل الآن في برنامج مركز "برينان للعدالة والحرية والأمن القومي" في تصريح صحفي للغارديان: "إنّ الصلاحيات ركزت كلها على المسلمين الأمريكيين، وركزت أقلّ على دعاة التفوق العرقي الأبيض"، قائلاً: "هناك تباين في الطريقة التي استهدف فيها "إف بي آي" المسلمين الأمريكيين الذين تحدثوا بكلام لم يعجب الحكومة، أو كانوا على علاقة بأشخاص لا تحبهم الحكومة، أو شكّت بهم الحكومة لمجرّد كونهم مسلمين، ولم يرتكبوا جريمة أبداً، ولم يرتبطوا أبداً بجماعة إرهابية مقارنة مع دعاة التفوق العرقي الأبيض، بل، الفشل حتى في توثيق الجرائم التي ارتكبها".

وأضاف جيرمان أنّه في مرحلة ما بعد تفجير مركز التجارة العالمي "جاءت مصادر ضخمة من وحدة المهام الخاصة المشتركة ضد الإرهاب وجهود مكافحة الإرهاب"، و"كلّ هذا ركز على الإرهاب المحتمل من المسلمين".

اقرأ أيضاً: كيف يخدم اليمين الأوروبي المتطرف خطة داعش؟

وفي تدقيق رسمي بوزارة العدل تمّ عام 2010، وجد أنّ عدد العملاء المخصصين للتحقيق في الإرهاب المحلي في الفترة 2005- 2009 لم يتجاوز الـ(330) من مجموع (2000) محقق في مجال الإرهاب، ويقول جيرمان: إنّ القرار بعدم التركيز على الإرهاب المحلي لم يكن استراتيجياً فقط، لكن بسبب التأثير والمال، في وقت قامت فيه الصناعات والمشرعين بالضغط على "إف بي آي"، بل ودفعه إلى عدم التركيز على الجماعات المتطرفة المعارضة للرأسمالية والمنظمات الداعية لحماية البيئة.

وفي عام 2020 ظهرت إشارات عن تركيز على جماعات اليمن المتطرف، وفقاً لشبكة "سي إن إن"، وقالت وزارة الأمن الداخلي: إنّها "أكثر التهديدات المستمرة والقاتلة على الوطن"، لكنّ هذا التحرك لم يأتِ إلا عندما ناشد دونالد ترامب جماعة "براود بويز" في مناظرته الانتخابية أن "جهّزوا أنفسكم". وتردد ترامب في شجب جماعات البيض العنصرية، وكانت تصريحاته حول أحداث تشارلوتسفيل عن "الطرفين" دليلاً على أنّه يضفي الشرعية على اليمين المتطرف.

ودعا ترامب في نيسان (إبريل) 2020 ووسط انتشار كوفيد-19 أنصاره قائلاً: "حرروا ميتشغان"... بعدما أمرت حاكم الولاية الديمقراطية غريتشن ويتمر السكان بالبقاء في بيوتهم، وردّ مسلحون مشاغبون على مقر الولاية، ووجّه "إف بي آي" اتهامات في تشرين الأول (أكتوبر) 2020 لـ(6) أشخاص كانوا يخططون لاختطاف حاكمة الولاية. وربما كان الهجوم على ميتشغان بروفة قاتمة لما سيحدث في 6 كانون الثاني (يناير) عندما اقتحم متظاهرون الكونغرس.

ولم يُبدِ جوزيف بايدن تردداً في وصف جماعات العرق الأبيض بأنّها "أكبر تهديد قاتل" على الأمريكيين، وأعلنت إدارته عن خطط واسعة لمعالجة المشكلة.

ويرى الاستراتيجي الذي عمل مستشاراً للجيش الأمريكي والمخابرات و"إف بي آي"، والزميل حالياً في معهد "نيو أمريكان" بي دبليو سينغر، أنّ زيادة خطر دعاة التفوق العرقي الأبيض معقدة ولا يمكن نسبتها إلى عدم اهتمام الوكالات الاستخباراتية بها، ولكنّها لم تساعد عندما لم تعمل على وقفها.

تنامي اليمين وتأثيره على استقرار البلاد

وفي سياق متصل، تعاني أستراليا من تنامي تيار اليمين المتطرف على أرضها، وتعمّق أزمة الكورونا بدورها هذا التنامي لما للتيار من إيديولوجية خاصة حيال الجائحة، إذ واجهت البلاد خلال المرحلة الماضية العديد من التظاهرات والاحتجاجات ضد الإجراءات الحكومية للسيطرة على الفيروس.

تطرح ممارسات المتطرفين تساؤلات مُلحّة حول تأثير تنامي التطرف على استقرار البلاد، وعلى مكانتها كموقع دولي يستعد لاستقبال بطولة أستراليا المفتوحة للتنس منتصف كانون الثاني (يناير) الجاري.

الوكالات الاستخباراتية الأمريكية خصصت جهوداً وتمويلاً لمواجهة تهديد ما أسمته" الخطر الإسلامي" أكثر من معالجة خطر هذا اليمين المتطرف

يتبنّى تيار اليمين المتطرف معتقدات خاصة تجاه الجائحة؛ منها: مَن يعتقد أنّها مجرّد مؤامرة كونية للقضاء على العِرق الأبيض لصالح الآخرين، ومنهم مَن يعتقد بضرورة نشره في مجتمع الأقليات والمختلفين عنهم، وأبرز المعتقدات في هذا الإطار هو الترويج لعدم جدوى اللقاحات الصادرة ضد الفيروس.

ووفقاً لدراسة أجراها مركز مرجع للدراسات والأبحاث، تُمثل اتجاهات اليمين المتطرف خطورة على المجتمعات الراغبة في تقييد انتشار الفيروس القاتل، وذلك للجوئها المستمر للتظاهرات والتجمعات الاحتجاجية ضد فرض اللقاح على المواطنين، وضد قرارات فرض ارتداء الكمامة، وغيرها من القرارات الصحية التي فُرضت للسيطرة على تنامي الجائحة، وحصدها المزيد من الأرواح حول العالم.

وشهدت ملبورن وبعض المدن الأسترالية في تشرين الثاني  (نوفمبر) 2021 تظاهرات احتجاجية ضد القيود الحكومية المفروضة للحدّ من انتشار فيروس كورونا، وكذلك لإعلان رفضهم لتلقي اللقاح.

ورغم أنّ تحرك اليمين المتطرف محدود في أستراليا، إلّا أنّ استغلاله  لجائحة كورونا،  دفع  جهاز الاستخبارات الأسترالي للقول في بيان رسمي له:  إنّ اليمين المتطرف يشترك مع تنظيم داعش في استخدام الأساليب ذاتها، من حيث توظيف انتشار فيروس كورونا في التجنيد، واستقطاب العناصر الجدد لصفوفه.

اقرأ أيضاً: هل حفّز حريق "نوتردام" من "كراهية الإسلام" عند اليمين الأوروبي المتطرف؟

هذا، وقال مرصد الأزهر للفتاوى التكفيرية: إنّ جهاز الاستخبارات بأستراليا يوظف 40% من جهود مكافحة الإرهاب لإحباط الأعمال العنيفة التي يسعى اليمين المتطرف لممارستها بالبلاد، وإنّ الاستخبارات لديها مخاوف من تزايد عنف التيار واستغلاله للطرق التي يبثها داعش لعناصره لاستخدامه في استراتيجيات عنيفة مشابهة.

ومن جانب آخر، تثير هذه التيارات اليمينية المتطرفة الفزع الأمني بالبلاد تحسباً لزيادة خطورتها التنظيمية والعددية، وأعلنت الشرطة في آذار (مارس) 2021 فتحها تحقيقات بخصوص تهديدات بثها أشخاص ينتمون لليمين المتطرف ضدّ المختلفين عنهم في ولاية فيكتوريا.

ولفت المرصد إلى أنّ تيارات اليمين استفادت من المقاطع المصورة التي بثتها عناصر داعش، وكذلك عناصر القاعدة حول طرق نشر العدوى، فقد اعتمدت هذه التيارات مجتمعة على توظيف الفيروس في حصد أرواح المختلفين عنهم، واستفاد اليمين من نشره معتقدات المؤامرة، والتخلص من العرق الأبيض في تجنيد عدد أكبر من العناصر، من أجل مزاعمه بالحفاظ على العرق والتكاتف من أجل ذلك.

وفي النهاية، هل يمكن القول: إنّ جماعات اليمين المتطرف، بتناميها وتعزيز قدراتها، أصبحت تهدد التعايش والسلام في مجتمعات تغنت طوال العقود الماضية بالاختلاف المتواجد على أراضيها؟.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية