صناديق "هبات" الإخوان في مرمى السلطات الفرنسية.. ماذا بعد؟

صناديق "هبات" الإخوان في مرمى السلطات الفرنسية

صناديق "هبات" الإخوان في مرمى السلطات الفرنسية.. ماذا بعد؟


21/05/2023

وجّهت السلطات الفرنسية ضربة لتنظيم الإخوان، وصادرت وفق بعض التقارير حوالي (80) مليون يورو ممّا يُعرف بصناديق (الهبات)، وهي آلية خلفية لتمويل الجماعة.

السلطات تطارد صناديق "الهبات"

كانت السلطات الأمنية الفرنسية قد استبقت الإجراءات الأخيرة بإغلاق شركة (بركة سيتي) وبعض المساجد ذات التوجه السلفي الحركي كمسجد بانتان ضواحي باريس، أو بطرد بعض الأئمة مثل المغربي حسن إكيوسن.

كما قامت السلطات الفرنسية في 2 أيار (مايو) 2023 باعتقال (5) مسؤولين بمسجد فيلنوف داسك (شمال) التابع لتنظيم إخوان فرنسا، وهم: محمد كرات، محمد سليماني، مصطفى مابسوت، عبد الله وافي، نور الدين كربوبي، للاشتباه في "خيانة الأمانة" و"محاولة الاحتيال" و"سوء إدارة حساباتهم"، وبعدها عينت السلطات القضائية الفرنسية مسؤولاً مؤقتاً لإدارة المسجد.

وأثناء التحقيقات ثبت للمحققين التلاعب في حساب بعض الجمعيات، ومنها تقديم "قرض" (200) ألف يورو  لثانوية ابن رشد التي يرأسها الإخواني عمر لصفر، وتلقي المركز مساعدات من جمعية قطر الخيرية، وبعدها لاحقت السلطات الأمنية الفرنسية عدة جمعيات إسلامية أخرى مثل مؤسسة (الوقف) التي يرأسها المراقب السابق لإخوان فرنسا المغربي الحاج التهامي إبريز.

إغلاق شركة (بركة سيتي)

وداهمت السلطات الأمنية في مطلع يوم الخميس 26 كانون الثاني (يناير) 2023 مقر جمعية الوقف الفرنسية، ومقرها في سين سان دوني، وهي جمعية وفق أهدافها تعزز تنمية الجالية المسلمة في فرنسا من خلال دعم المشاريع والهياكل ذات الاهتمام المشترك، مثل دعم المدارس الإسلامية الخاصة.

في 16 أيار (مايو) 2023 تم الإعلان عن إجراء تحقيق في (مجلس مسلمي فرنسا)  UOIF من أجل التحقق من الأموال المرسلة في عام 2013 بمبلغ (700) ألف يورو إلى "مسلمي فرنسا"  من قطر.

الصناديق أنشئت عام 2008، وكانت تهدف إلى جمع تمويلات خاصة، نظراً لأنّ صناديق الهبات لم تكن موضع رقابة دقيقة من السلطات

ونقلت قناة "سكاي نيوز" أنّ التحقيق كشف أنّ آلية التمويل تقوم على ارتباط صناديق الهبات هذه بمجموعة من الجمعيات المدنية المنشأة وفقاً لقانون (1901)؛ أي ‘نّها جمعيات غير ربحية تنشط في مجالات الخدمات الثقافية والاجتماعية، وترتبط الصناديق من جانب آخر بمجموعة من الشركات العقارية لتشكل هذه المجموعات الـ (3) حلقة مغلقة، تقوم بموجبها الشركات العقارية بصب الأموال في صناديق الهبات التي توزعها بصورة غير قانونية على الجمعيات المدنية المرتبطة بجماعة (الإخوان المسلمين)، وهي جمعيات تتولى رعاية المساجد التي تسيطر عليها الجماعة، وجمعيات تقوم بأنشطة اجتماعية وتربوية من خلال الإشراف على مدارس دينية وقرآنية، وتقدّم نوعاً من الرعاية الاجتماعية والصحية.

ورصد التحقيق وفق "سكاي نيوز" حوالي (10) شبكات تسيطر عليها جماعة (الإخوان المسلمين)، وتمتد من مدينة ليل في الشمال حتى مدينة مارسيليا في الجنوب، مروراً بالمنطقة الباريسية ومنطقة بوردو.

شبكة الإخوان تحت المجهر

نقلاً عن مركز "غلوبال ووتش أناليز" الفرنسي للدراسات الجيوسياسية، الذي يُقدّم تقاريره للإليزيه وصُنّاع القرار السياسي في فرنسا، فإنّ صناديق "الهبات" هي إحدى أهم مصادر تمويل الجماعة غير المراقبة والمعروفة.

وكشفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أنّ السلطات الفرنسية تفحص حوالي (20) صندوقاً مشكوكاً بارتباطها بالإسلام السياسي وجماعة الإخوان، وأنّها قررت تسريع هجومها على الإسلام الراديكالي، بعد عامين ونصف العام من صدمة اغتيال صامويل باتي، أستاذ التاريخ والجغرافيا الذي تم قطع رأسه في تشرين الأول (أكتوبر) 2020 في كونفلانز سانت هونورين، وبعد (5) أشهر من طرد حسن إكيوسن إلى المغرب الذي تصفه الصحيفة الفرنسية بواعظ المدينة الذي تميز في عام 2003 بتصريحاته المعادية للسامية وللنساء.

 السلطات الفرنسية تفحص حوالي (20) صندوقاً مشكوكاً بارتباطها بالإسلام السياسي وجماعة الإخوان

وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها "لوفيغارو" من مصادرها في الحكومة الفرنسية، حددت المديرية العامة للأمن الداخلي DGSI ما لا يقلّ عن (20) صندوقاً وقفيّاً مشكوكاً فيه يتعلق بالإسلام السياسي، وأكد أحد كبار المسؤولين للصحيفة أنّ هذه الصناديق التي تم إنشاؤها في عام 2008 خُصصت لتوجيه الأموال الخاصة نحو الأنشطة ذات الاهتمام العام، ولم تتم مراقبتها جيداً.

وأكدت قناة "سكاي نيوز" أنّ هذه الصناديق أنشئت عام 2008، وكانت تهدف إلى جمع تمويلات خاصة، نظراً لأنّ صناديق الهبات لم تكن موضع رقابة دقيقة من السلطات، وأنّها حوالي (10) شبكات تسيطر عليها جماعة الإخوان، وتمتد من مدينة ليل في الشمال حتى مدينة مارسيليا في الجنوب، مروراً بالمنطقة الباريسية ومنطقة بوردو.

وتُسيطر جماعة الإخوان، وفق المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب في فرنسا، على ما يزيد عن (150) مسجداً، بما يُعادل نحو 12% من المساجد المُعتمدة بشكل رسمي، وذلك بالإضافة إلى أكثر من (600) جمعية دينية تتبع للجماعة. 

التحقيق كشف أنّ آلية التمويل تقوم على ارتباط صناديق الهبات هذه بمجموعة من الجمعيات المدنية المنشأة وفقاً لقانون (1901)

ووفق المركز، فإنّ أبرز القيادات الإخوانية في فرنسا، هم: عمار لصفر، بوبكر الحاج عمر، مخلوف ماميش، أوكاشا بن أحمد داهو، براهام سيمار، الحاج ثامي بريز، عز الدين قاسي، مريم بركان، منصف الزناتي، قطبي عبد الكبير، هالة خمسي، والمندوبون الإقليميون: محمود عواد، محمد الطيب الصغروني، صالح عربال، بشار الصيادي، سحنون كراد، كريم منحوج، حسان الزاوي.

ومن بين القيادات الإخوانية البارزة أيضاً؛ جواد بشارة رئيس التجمع لمناهضة الإسلاموفوبيا، و"فاطمة بنت" رئيسة جمعية (لالاب) النسوية المناهضة للعنصرية، وعبد الحكيم الصفريوي رئيس مؤسسة الشيخ ياسين، وأحمد جاب الله رئيس المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، ومحمد حنيش مسؤول مسجد بانتان ورئيس اتحاد المسلمين، ومحمد مهدي بوزيد إمام مسجد النور في مدينة جانفيلييه، ومادي أحمدا إمام مسجد سانت شاموند الكبير في إقليم لوار.

خلاصة القول: إنّ هذه الضربة التي تلقاها إخوان فرنسا قوية جداً ولها ما بعدها، والإجراءات التي أقدمت عليها فرنسا لا تستهدف مجلس مسلمي أوروبا أو صناديق الهبات فحسب؛ بل التنظيم الدولي للجماعة بالكامل.

مواضيع ذات صلة:

جماعة الإخوان تستنفر لدعم أردوغان في جولة الإعادة... ما الخطة والأهداف؟

تونس... هل ينجح البرلمان الجديد في ما فشل فيه برلمان الإخوان؟

لماذا يهاجم الإخوان الحوار الوطني في مصر ويطالبون سراً بالمشاركة فيه؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية