يمر علينا عيد الأم للعام الثاني على التوالي والعالم يشهد ظروفاً استثنائية وغير طبيعية بسبب جائحة كورونا، التي فرضت إجراءات صحية واجتماعية صارمة مثل التباعد والحذر وعدم الاختلاط حفاظاً على سلامتنا وسلامة من حولنا، الأمر الذي يُفقد الاحتفال مع الأمهات نكهته الحقيقية.
ونظراً للأزمة المستمرة، يعيد الكثير من الأبناء التفكير في كيفية منح تقدير إضافي للأمهات والاحتفال بهن في يوم عيد الأم، فيشعر البعض بالقلق على صحة أمهاتهم ويعانون من تردد في كيفية الاحتفال في ظل تلك الظروف الاستثنائية.
قبلات عبر الأثير
وقيدت جائحة كورونا العلاقات الاجتماعية بشكل عام، سيما بين أفراد العائلة الواحدة، وبين الأصول والفروع، حيث جرت العادة بالتواصل الدائم بين الأبناء والوالدين، وفي الوقت الراهن، تتم العلاقات بحدود وضوابط خوفاً من نقل المرض إلى الآباء والأمهات، خاصة وأنّ كبار السن هم الأكثر تضرراً من الوباء.
وتؤكد الدراسات والأبحاث أنّ التجمعات والاحتفالات هي السبب الرئيسي في الموجات الجديدة لفيروس كورونا، وهو ما أكّدته مواسم الأعياد والاحتفالات بالعام الجديد وبعيد الشكر وغيرها من المناسبات، لذلك ستفقد الأمهات هذا العام كما العام الذي سبقه متعة اجتماع كل أفراد العائلة.
وبدلاً من الطقوس المعتادة في مثل هذا اليوم، والمتمثلة في اجتماع جميع أفراد العائلة الممتدة من أبناء وأحفاد، ستقتصر الزيارات على الأبناء فقط، فيما سيكتفي الأحفاد بالاجتماع بجداتهم عبر مكالمات "الفيديو".
جرت العادة بالتواصل الدائم بين الأبناء والوالدين، وفي الوقت الراهن، تتم العلاقات بحدود وضوابط خوفاً من نقل المرض إليهم، سيما وأنّ كبار السن هم الأكثر تضرراً من الوباء
كما ستغيب العديد من العادات والممارسات المتعارف عليها في المناسبات في المجتمعات العربية، مثل الأحضان وتقبيل أيادي الأمهات من قبل أبنائهن حفاظاً عليهن، وحرصاً على سلامتهن وتجنب إصابتهن بالفيروس.
وقد لجأ العديد من الأبناء إلى الاحتفال بهذا اليوم والتعبير عن امتنانهم لما قدمته لهم أمهاتهم من تضحية في سبيل راحتهم من خلال مكالمات "الفيديو"، وإرسال الهدايا لهن عبر خدمة التوصيل "الديلفري"، بسبب إصابتهم بالفيروس أو تواجدهم بالحجر الصحي.
واعتاد بعض المغتربين على العودة إلى أرض الوطن لقضاء هذه المناسبة مع والداتهم، وهو ما سيتعذر عليهم هذا العام بسبب صعوبة السفر والقيود المفروضة على التنقل بين الدول، وبذلك غابت كل العناصر التعبيرية التي كانت ترافق هذا اليوم.
اعتاد بعض المغتربين على العودة إلى أرض الوطن لقضاء هذه المناسبة مع والداتهم، وهو ما سيتعذر عليهم هذا العام بسبب صعوبة السفر والقيود المفروضة على التنقل بين الدول
ولا يمكن أن ننسى في هذه المناسبة غياب عدد كبير من الأمهات اللاتي رحلن بسبب فيروس "كورونا"، ولم يتمكن أبنائهن من إلقاء النظرة الأخيرة عليهن ووداعهن كما هي العادة في هذه اللحظات الحزينة، وهذا الأمر أدى إلى وصول عيد الأم لدى كثيرين محملاً بجراح تتفتح بصمت في أعماقهم.
كما تقف الكثير من الأمهات على خطوط الدفاع الأولى عن المجتمع ضد الفيروس المستجد من خلال عملهن في مجال الرعاية الصحية، حيث يختلطن بالمصابين ويواجهن يومياً خطر الإصابة بكورونا.
ظروف اقتصادية صعبة
ودفعت جائحة كورونا وما ترتّب عليها من إغلاقات وركود في الأسواق، الكثيرين لتغيير أسلوبهم في التعبير عن فرحتهم بالاحتفال بيوم الأم في ظل ما تشهده الحالة المعيشية من تراجع بسبب انحسار معدلات الدخل في الآونة الأخيرة.
وبينما كانت الأسواق تشهد عادة إقبالاً ملحوظاً لشراء "هدايا الأم" في هذه المناسبة إلا أنّ ثمة حالة ركود ما زالت تسيطر على الأسواق العربية بحسب تجار محليين.
ويؤكد تجار ومواطنون أنّ تراجع الحالة المعيشية فرضت على كثير ممّن يحتفلون بهذا اليوم تقليص ميزانية شراء الهدايا لأمهاتهم.
وبيّن مستثمرون في القطاعات التي تنشط خلال فترة عيد الأم ومواطنون أنّ هناك حالة من النشاط التجاري تحضيراً لهذه المناسبة لكنها أقل ممّا كانت عليه في الأعوام الماضية رغم توفير عروض وتخفيضات غير مسبوقة.
وأكّد مواطنون أنّ الظروف الاقتصادية الراهنة أثّرت على سلوكهم الاستهلاكي المتعلّق بعيد الأم وعلى توجهاتهم الاستهلاكية.
احتفاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي
واحتفى رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية بهذا اليوم من خلال تدشين وسم "#عيد_الأم"، حيث غرّدوا مؤكدين أنّ كل يوم هو عيد للأم التي لم تدخر جهداً في تربيتهم وتعليمهم، مشيرين إلى أنّ هذا اليوم يُذكر بعلاقة الأم مع أبنائها وآبائهم، وهي من أسمى العلاقات البشرية، التي لا تخضع لربح أو خسارة، ولا تندرج تحت الحسابات المادية.
احتفى روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية بهذا اليوم من خلال تدشين وسم #عيد_الأم، حيث غردوا مؤكدين أنّ كل يوم هو عيد للأم التي لم تدخّر جهداً في تربيتهم وتعليمهم
ونشر العديد من رواد المنصات الاجتماعية صورهم مع والداتهم وأرفقوها بعبارات الشكر والامتنان، وبعض المواقف والذكريات من طفولتهم، ونشر المستخدم "أحمد عادل" صورته مع والدته وعلّق عليها باللغة الإنجليزية قائلاً: "شكراً لك يا أمي على جهدك المبذول لأصبح طبيباً، وأصبحت ما أنا عليه اليوم بفضلك".
وأضاف: "الله يحفظك، أنت جنتي على الأرض".
#عيد_الام #MothersDay2021
— ahmed adil (@Dr_AhmedAdil) March 21, 2021
Thank you my mother for raising me up and made me a dotor. I’m here because of you. God bless you. You are our Heaven on Earth 🌏
You are a door to the Heaven. The Heaven is under your feet. pic.twitter.com/EZ4YiOZvTI
وتمنى المغردون دوام الصحة والعافية لأمهاتهم، فقد غردت الناشطة "فرح" قائلة: "اللهم عمراً مديداً بضحكة أمي".
21 | 𝙼𝙰𝚁𝙲𝙷
— Farah. (@farrahald_) March 21, 2021
#عيد_الام pic.twitter.com/SgotdiBK6b
كما أكّد آخرون على أنّ كل يوم هو يوم الأم؛ إذ خاطبت المستخدمة "شهدون" والدتها باللغة الإنجليزية قائلة: "أحبك كل يوم وليس اليوم فقط".
I love you every day, not just today❤️❤️❤️ #عيد_الام
— شهدون🦋. (@filf88) March 21, 2021
وأشارت شريحة من المغردين إلى فضل أمهاتهم عليهم، وغردت الناشطة صفاء باللغة الإنجليزية قائلة: "أمي هي القلب الذي يبقيني على قيد الحياة".
My mother is the heart keeps me alive ❤️ #عيد_الام #يوم_الام #أمي_تستاهل
— 🦩 safa (@hgv332251) March 21, 2021
وغرد بعض المستخدمين مستذكرين أمهاتهم اللائي توفاهن الله، وتقدموا لهن بالدعاء، إذ نشر الناشط "محمد صبحي" صورة تجمعه بوالدته وعلّق عليها قائلاً: "عيدك في الجنة يا أمي الله يرحمك يا حبيبتي ويجمعنا بيكي في الجنة".
عيدك في الجنة يا أمي الله يرحمك يا حبيبتي ويجمعنا بيكي في الجنة ♥️ pic.twitter.com/dol9kTAwGu
— Muhamed Sobhi (@MuhamedSobhi6) March 20, 2021