عيد فصح مجيد تحت حراب البنادق وخبراء المتفجرات

عيد الفصح

عيد فصح مجيد تحت حراب البنادق وخبراء المتفجرات


28/04/2019

تحت حراب البنادق والسيارات الأمنية المصفّحة وبرفقة خبراء المتفجرات، تقام احتفالات عيد الفصح المجيد هذا العام، بعد أحداث عنف عصفت بالكنائس والمساجد ودور العبادة، في إشارة واضحة إلى تنامي طوفان الكراهية في العالم، وهو ما يتناقض مع الأساس الذي دعا إليه السيد المسيح والأنبياء والرسل، عليهم السلام، والقادة الروحيون جميعهم.

اقرأ أيضاً: بعد تفجيرات كنائس.. مسلمون في سريلانكا يدفعون ثمن إرهاب داعش

وكان الجرح الأكثر فداحة الذي لطخ بدمائه معابد السلام، ما جرى في تفجيرات الكنائس في سريلانكا، ما أوقع أكثر من 250 ضحية، بعضهم من الأطفال الذين كانوا برفقة أهاليهم وهم يحتفلون بذكرى دينية تحمل معاني الحب والإخاء والمودة لسائر بني البشر.

الإرهابيون لا يعرفون لغة المحبة، بل لغة الدم والثأر، ما يعلي من دور المؤسسات الروحية ورجال الدين من سائر المعتقدات كي يعملوا على لجم هذه العجلة المدمرة التي تحمل الفناء للكون.

 تفجيرات الكنائس في سريلانكا

الفصح هو رمز عيد قيامة السيد المسيح وانتصاره على الموت وهو ما يمثل للمؤمنين انتصاراً للخير على الشر عبر معاني الإخاء والتسامح والوفاء والسلام. وهو أحد القيامة الذي تحتفل به الطوائف العربية المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي.

وإذ تصادف اليوم مناسبة هذا العيد، فإنه يبدو مختلفاً عن باقي الأعياد، فأنّات أهالي الضحايا في سريلانكا، ومن قبلهم أهالي المصلين المسلمين في نيوزيلاندا، تمزج مع الاحتفال بالعيد، معنى الألم والخوف.

اقرأ أيضاً: عيون العالم على سريلانكا بعد أن ضرب الإرهاب الكنائس

واحتفل العرب المسيحيون الذين يسيرون حسب التقويم الغربي، بعيد الفصح المجيد في عدد من البلدان العربية؛ بسبب عدم توحيد العيد بشكل تام، على الرغم من ازدياد الأصوات المطالبة بتوحيد الأعياد.

وتتجه الأنظار بوجه خاص، كما أفادت الأنباء، نحو مدينة القدس المحتلة، في ظل وضع الاحتلال الصهيوني العراقيل أمام أبناء الطوائف العربية المسيحية، مع آمال بأن يعود الفصح وقد تحررت كنيسة القيامة والمسجد الأقصى في إطار دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. الشريف.

ما هو عيد القيامة أو عيد الفصح؟

عيد القيامة أو عيد الفصح، له العديد من الأسماء كعيد البصخة وأحد القيامة هو من أعظم الأعياد لدى المسيحيين وأكبرها. ويقول المسيحيون إنهم في هذا اليوم يستذكرون قيامة المسيح من بين الأموات، بعد مرور ثلاثة أيام من صلبه ووفاته، حسب اعتقادهم، وكما هو وارد في العهد الجديد من الإنجيل. وفي هذا اليوم ينتهي الصوم الكبير وهو صوم يستمر لمدة أربعين يوماً وينتهي فيه أسبوع الآلام ويبدأ ما يسمى زمن القيامة الذي يستمر كذلك أربعين يوماً في السنة الطقسية إلى غاية عيد العنصرة.

 كنيسة القيامة

متى يحتفل المسيحيون بعيد القيامة؟

تاريخ عيد الفصح متغير، فالمسيحيون الأوائل تحدثوا عن ثلاث فرضيات في الاحتفال به واتفقوا في مجمع نيقية الذي انعقد سنة 325 على أنّ عيد الفصح هو يوم الأحد الأول بعد اكتمال القمر في الربيع الأول، أي 21 آذار (مارس) لذلك فهو يتنقل بين 22 مارس و 25 نيسان (أبريل)، في حين أنّ الكنائس التي تعتمد على التقويم اليولياني، لم تصحح حساب السنوات في القرن السادس عشر، مما جعل الموعد للانقلاب على التقويم الحالي هو 3 أبريل، وهو الأمر الذي جعل موعد عيد الفصح في القرن الحادي والعشرين يكون بين 4 أبريل و8 أيار (مايو) بالنسبة لمعتمدي التقويم الشرقي.

ما سبب التسمية وعلاقتها باليهود؟

يرتبط عيد القيامة المسيح عضوياً بعيد الفصح اليهودي في الكثير من الأبعاد، إضافة إلى مكانته عند أتباع الديانة، وعكس اللغة الانجليزية والألمانية لم يتم اشتقاق كلمة عيد القيامة Easter و Ostern  من كلمة بيساك العبرية للفصح، ولكن تم اقتباسه من الاسم القديم لشهر أبريل Eostremonat Ostaramanoth ، لكنه، كما تذكر مواقع إخبارية، غالباً ما يتوافق عيد الفصح اليهودي مع عيد الفصح المسيحي.

وبينما تختلف عادات الفصح بين كل دول العالم المسيحي، إلا أنهم يشتركون في الهتاف بتحية عيد الفصح وتزيين المنازل وعادة البيض، ووضع قبر فارغ في الكنيسة، وأرنب الفصح.

تم إجراء مراجعة توقيت عيد الفصح المسيحي في مجمع نيقية

الخلفية اليهودية لعيد الفصح

يرجع سبب انفصال المسيحيين عن الأعياد اليهودية إلى العصور الأولى المبكرة للمسيحية، ورغم ذلك ظلوا لفترة من الزمن يحتفلون بالفصح المسيحي في نفس وقت الاحتفال بالفصح اليهودي في اليوم 14 من أبريل، حيث يقولون إنّ المسيح قام من بين الأموات في يوم الأحد الذي تلا فصح اليهود، لذلك بقي العيدان مرتبطين إلى غاية مجمع نيقية، حيث انفصل المسيحيون عن اليهود.

"حفريات" تهنئ كل المسيحيين والمؤمنين، وحملة راية الحق والعدل والإخاء بعيد الفصح، فماء الخير سيطفئ نيران الشر والانتقام والكراهية

وقد تم إجراء مراجعة توقيت عيد الفصح المسيحي في مجمع نيقية الذي تزعمه الإمبراطور قسطنطين سنة 325 بعد الميلاد. وإلى غاية الآن ما زال قانون مطبقاً وهو أنّ عيد الفصح يُحتفل به في الأحد الأول الذي يتبع بدر القمر الموجود في الواقع أول الربيع، لذلك كان هناك طريقتان لتحديد الفصح الأول هي الشمس أي 21 مارس يوم التعادل الربيعي والثاني هو القمر وهو 14 من الشهر القمري، وهو ما يعني أنّ الأحد الموالي لبدر الربيع هو عيد الفصح عند كل المسيحيين.

وحسب رسالة الإمبراطور قسطنطين لبقية الأساقفة المجتمعين، فإنه لا يجوز أن يتم الاحتفال بأقدس الأعياد المسيحية عن طريق تتبع تقليد وحساب اليهود الذين اعتبرهم "ممن عميت قلوبهم وعقولهم وغمست أيديهم في أكبر الجرائم".

"حفريات" تهنئ

وبهذه المناسبة المباركة، تتقدم أسرة "حفريات" بأحر التهاني لكل المسيحيين والمؤمنين، وحملة راية الحق والعدل والإخاء، مؤكدين أنّ ماء الخير سيطفئ نيران الشر والانتقام والكراهية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية