غروندبرغ: نعمل بلا هوادة لتجديد الهدنة في اليمن.. وهذا موقف الحوثيين

فيما تستمر الشروط التي يضعها الحوثيون لعرقلة تجديد الهدنة في اليمن، رغم انقضاء أكثر من شهرين على المحادثات غير المباشرة التي يجريها وسطاء دوليون وإقليميون، أكد المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ أنّه يعمل "بلا هوادة" لتجديد الهدنة وتوسيعها وتحديد الخيارات للمسار نحو تسوية أكثر شمولاً للصراع ، على الرغم من انتهاء المهلة الرسمية للهدنة في 2 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

جاء ذلك خلال مشاركته عبر الإنترنت في فعاليات القمة النسوية الخامسة في عدن، التي انعقدت ليومين بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10 كانون الأول (ديسمبر)، واختتام حملة الـ (12) يوماً من الأنشطة المناهضة للعنف ضد المرأة، والذكرى السنوية لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

غروندبرغ: نعمل بلا هوادة لتجديد الهدنة وتوسيعها وتحديد الخيارات للمسار نحو تسوية أكثر شمولاً للصراع

وبحسب ما نقله موقع "مأرب برس" اليمني، فقد لفت المبعوث الأممي إلى أنّه "على اتصال دائم بجميع الأطراف لإيجاد حلول عاجلة تضع اليمن على طريق السلام العادل والمستدام"، وقال: "ولكي تكون أيّ تسوية سلمية عادلة ومستدامة، يجب أن تكون شاملة، وأن تُبنى على المداخلات المتنوعة من مختلف شرائح المجتمع اليمني".

وأشار إلى "أنّنا نعيش في وقت تتعرض فيه حقوق الإنسان لتحديات متزايدة، ويتم عكس المكاسب التي تم تحقيقها بشق الأنفس، وللأسف فإنّ هذا ينطبق أيضاً على حالة المرأة في اليمن".

هذا وتؤكد مصادر سياسية رفيعة أنّ الدور الذي يلعبه تحالف دعم الشرعية ما يزال الأساس في صمود وقف إطلاق النار والمكاسب التي تحققت خلال فترة الهدنة الأولى.

بالمقابل، أكدت تقارير صحفية محلية نقلاً عن مصادر مطلعة في صنعاء أنّ الميليشيات جددت رفضها لتمديد الهدنة ومساعي السلام الدولية، حتى يتم تلبية شروطها التي شكلت عائقاً أمام تلك الجهود، ومنها رفع كامل للحصار عن مطار صنعاء وموانئ الحديدة، فضلاً عن صرف رواتب الموظفين والمقاتلين التابعين لها من قبل الحكومة اليمنية الشرعية.

ميليشيات الحوثي جددت رفضها لتمديد الهدنة ومساعي السلام الدولية، حتى يتم تلبية شروطها

وكانت مصادر سياسية يمنية قد طالبت المجتمع الدولي والمبعوثين الأممي والأمريكي إلى اليمن بالتعامل مع الأزمة اليمنية من منظور سياسي وعسكري وأمني يهدد المنطقة والملاحة الدولية، وليس من منظور إنساني فقط.

والأسبوع الماضي قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ: إنّ الحوثيين رفضوا فتح الطرق إلى تعز، وهي أبسط شروط الهدنة، وأضاف في إحاطة أمام لجنة العلاقات الخارجية الأمريكية أنّ الحكومة اليمنية تدعم جهود السلام في مواجهة تعنت الحوثي.

وفي إشارة غير مسبوقة، حذّر المبعوث الأمريكي من الدعاية الحوثية التي يحاولون من خلالها تصوير أنفسهم بمثابة الضحية في مواجهة مطالب اليمنيين بإنهاء الحرب، وقال: إنّ الحوثيين يبتعدون عن السلام، وعلى المجتمع مساءلتهم وبيان الحقيقة.

وكان تقرير حقوقي لمنظمة "رايتس رادار لحقوق الإنسان"، مقرها أمستردام، قد كشف عن رصد (2268) انتهاكاً لحقوق الإنسان في اليمن خلال عام، منها (1090) حالة قتل وإصابة، غالبيتها ارتكبتها ميليشيات الحوثي الإرهابية.