"فرق الموت" العراقية أثناء محاكمتهم: لسنا نادمين على اغتيال النشطاء

"فرق الموت" العراقية أثناء محاكمتهم: لسنا نادمين على اغتيال النشطاء


04/11/2021

أظهرت محاكمة أحد عناصر فرق الموت العراقية الشيعية المتورطة في ملاحقة النشطاء عقيدة دينية وسياسية يختبئ خلفها مرتكبو تلك الجرائم، حيث يسجد القاتل شكراً بعد الحكم عليه بالإعدام، ويؤكد أنه ليس نادماً.

وقال إسماعيل مصبح الوائلي شقيق محافظ البصرة العراقية السابق محمد مصبح الوائلي الذي اغتيل على يد فرق الموت بالبصرة: "قاتل أخي أحمد طويسة المعروف بـ "أحمد نجاة" ما يزال حراً طليقاً في مدينة مشهد الإيرانية في أحد معسكرات حزب الله هناك".

وأضاف الوائلي، بحسب ما أورده "مرصد مينا"، أنّ حمزة العيداني الذي أصدر القضاء العراقي يوم الإثنين بحقه حكماً بالإعدام شنقاً حتى الموت بجريمة الصحفي أحمد عبد الصمد، والمصور صفاء غالي، قد خرّ ساجداً فور نطق الحكم بحقه داخل قاعة المحكمة، "عندما صدر بحقه حكم الإعدام اليوم، وأثناء نطق الحكم سأله القاضي مرّة ثانية: هل أنت مذنب؟ أجاب العيداني: لا، لست مذنباً، أنا عملت وفق فتوى المرجع علي الخامنئي".

وأردف الوائلي في تصريحات لوكالة روداو: "عندما نطق القاضي الحكم بحق حمزة العيداني قاتل أحمد عبد الصمد وصفاء غالي خرّ ساجداً لله".

ويرى شهود بحسب المصدر نفسه أنّ هذا التصرف "سجود الجاني في المحكمة" تمّ بالاتفاق مع بعض كبار قادة فرق الموت التابعين لإيران، بعد أن أصابهم اليأس من إطلاق سراح القتلة أو حتى تأخير الحكم عليهم، وأرادوا من خلال ذلك إعطاء جرعة قوية للباقين من فرق الموت النائمة للنشاط من جديد، ويكون القاتل حمزة العيداني مثالاً لهم في التضحية وزيادة العزم".

وحسب شقيق محافظ البصرة السابق، فإنه تمّ تأجيل محاكمة قاتل آخر يُدعى أحمد عبد الزهرة، وهو ضمن فرق الموت، وكان قد اعترف باشتراكه في عمليات التصفية الجسدية عن طريق كشف الدلالة، التي اعترف خلالها بقتل رئيس رابطة مشجعي نادي الميناء، ومقدّم بالجيش العراقي، وهما كلاهما من بيت السعدون.

يرى شهود أنّ "سجدة الجاني في المحكمة" تمّت بالاتفاق مع بعض كبار قادة فرق الموت التابعين لإيران

وأحمد عبد الزهرة هو آمر اللواء الرابع - بدر- الحشد الشعبي- الذراع الضاربة لوزير الاتصالات السابق حسن كاظم الراشد، نائب رئيس منظمة بدر هادي العامري، والبديل الخفي لأبي مهدي المهندس، وفقاً للوائلي.

ويعتبر الوائلي، الذي يراقب عن كثب محاكمة أعضاء فرق الموت المشاركين في اغتيال أخيه، أنّ تأخير محاكمة عبد الزهرة جاء بسبب ضغوط على ما سمّاه "القضاء السياسي" في بغداد، لافتاً إلى وجود احتمالية محاكمته بداية العام القادم".  

ويتحدث الوائلي عن فرقة موت رابعة يقودها الهارب قصي عواد القيادي في عصائب أهل الحق بالبصرة بزعامة قيس الخزعلي، وهو شقيق النائب السابق الفائز في الانتخابات عدي عواد، الذي تم إيقاف التحقيق بشأنه بسبب تهديد شقيقه وضغوط الخزعلي قائد ميليشيات العصائب على قيادات "القضاء السياسي" في بغداد.

وفي 14 شباط (فبراير) الماضي، أعلن شقيق محافظ البصرة السابق إسماعيل مصبح الوائلي القبض على "فرقة الموت" التي قامت باغتيال أخيه محمد مصبح الوائلي، مؤكداً أنّ التحقيق جارٍ معهم في مديرية استخبارات البصرة.

الوائلي كشف أنّ "فرقة الموت هذه يتزعمها أحمد عبد الكريم الركابي المعروف بـ(أحمد طويسة)، أو (أحمد نجاة)، نسبة إلى أمّه، وهو شقيق (علي طويسة) الذي اغتال رئيس هيئة علماء المسلمين في البصرة وإمام جامع البصرة الكبير يوسف الحسان أواسط 2006"، موضحاً أنّ "جهاز استخبارات البصرة ألقى القبض على حمزة العيداني وحيدر فاضل، وهرب أحمد طويسة وعباس هاشم والمدعو (السيد نائل) شقيق رائد وسيد علاء المنتمين إلى كتائب حزب الله ضمن فرقة الموت هذه"، مضيفاً أنّ الهاربين لجؤوا إلى مقر هيئة الحشد الشعبي في البصرة، وهناك آواهم (عمار أبو ياسر) مسؤول الحشد الشعبي في المحافظة".

وحسب شقيق المحافظ، فإنّ "المنفذين هم أكثر من مجموعة ترتبط بفرق، وبعضها مسؤول عن سلسلة اغتيالات في البصرة"، مضيفاً أنّ "أسماء أخرى توجد ضمن هذه المجموعة"، لم يفصح عنها لدواعٍ أمنية.

وعن اعترافات المتهمين الذين ألقي القبض عليهم، قال الوائلي: إنّ "أبرز اعترافاتهم هي اغتيال الصحفي أحمد عبد الصمد، والمصور صفاء غالي، وعضو مجلس المحافظة باسم الموسوي أواخر 2018،  الذي لقي حتفه متأثراً بجراحه في المستشفى".

إسماعيل مصبح الوائلي أكد وجود "ضغوط تمارس الآن من قبل كتائب حزب الله والحرس الثوري لتغيير مجريات التحقيق".

يشار إلى أنّ محمد مصبح الوائلي شغل منصب المحافظ منذ عام 2005 إلى غاية عام 2009، وفي العامين الماضيين قبل اغتياله انصرف عن السياسة وانشغل بإدارة مشاريع تجارية، وبعمل مستقل مع القاضي وائل عبد اللطيف.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية