فرنسا تحاصر تمويل جماعة الإخوان... ما الجديد؟

 فرنسا تحاصر تمويل جماعة الإخوان... تفاصيل

فرنسا تحاصر تمويل جماعة الإخوان... ما الجديد؟


18/05/2023

إجراءات غير مسبوقة يواجهها تنظيم الإخوان المسلمين داخل أوروبا، تستهدف الحدّ من نشاطه وتتبع مصادر تمويله وتقليصها وكشف خفاياه، فقد حاصرت فرنسا في آخر تحركاتها تمويل الجماعة، وجمّدت (25) مليون يورو تمّ جمعها من التبرعات.

ونشرت صحيفة (لوفيغارو)، واسعة الانتشار بفرنسا، ملفاً بعنوان "الدولة تضرب محفظة تمويل الإخوان"، موضحة أنّ "المخابرات الفرنسية قررت تسريع هجومها على جبهة تنظيم الإخوان المتطرف في فرنسا، وضرب التنظيم هذه المرة في التمويل".

المخابرات الفرنسية قررت تسريع هجومها على جبهة تنظيم الإخوان المتطرف في فرنسا، وضرب التنظيم هذه المرة في التمويل

وذكرت الصحيفة أنّه "بعد عامين ونصف من صدمة اغتيال صموئيل باتي، الذي تم قطع رأسه على يد إرهابيين في تشرين الأول (أكتوبر) 2020، وبعد (5) أشهر من طرد الإمام الإخواني حسن إيقوسين إلى المغرب، حددت المديرية العامة للأمن الداخلي (المخابرات الداخلية الفرنسية) ما لا يقلّ عن (20) صندوق أوقاف يشتبه بارتباطه بالإسلام السياسي في فرنسا".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول فرنسي رفيع مطلع على الملف قوله: "تم تأسيس هذه الصناديق في عام 2008 لتوجيه الأموال الخاصة نحو الأنشطة ذات الاهتمام العام، ولم تتم مراقبة هذه الصناديق من قبل السلطات الفرنسية".

ووفق الصحيفة، تم استثمار الأموال بشكل غير قانوني في "غرف الصلاة"، لضمان تشغيل وصيانة المساجد المعروفة بقربها من الإخوان.

حددت المديرية العامة للأمن الداخلي (المخابرات الداخلية الفرنسية) ما لا يقل عن (20) صندوق أوقاف يشتبه بارتباطه بالإسلام السياسي في فرنسا

ووفقاً للصحيفة، فإنّ السلطات الفرنسية علقت (8) صناديق من الـ (20) صندوقاً، بينها (4) توصلت إلى دلائل قضائية تستدعي حلها، ومنها الصندوق الأوروبي للمرأة المسلمة والصندوق الكندي.

كما سلطت الصحيفة الفرنسية الضوء على مدرسة "أفريروس" (ابن رشد) التي يديرها عناصر الإخوان في فرنسا، وهي أول مدرسة إسلامية خاصة للتعليم العالي، موضحة أنّ تلك المدرسة المثيرة للجدل تصدرت عناوين الصحف مطلع الشهر الجاري؛ بسبب قرض احتيالي منحه المركز الإسلامي في (فيلنيف ألزاس) للمدرسة.

وقال محامي المدرسة لصحيفة (لوفيغارو): إنّ القرض الذي لم يتم سداد جزء منه أبداً كان يهدف إلى تجديد خزائن المدرسة عن طريق التبرعات، لأنّ التدفق النقدي للمدرسة تأثر بسبب رفض منطقة (أوت دو فرانس) دفع دعمها السنوي في عام 2020؛ بسبب المخالفات الكبيرة التي وجدوها في إدارة المدرسة".

تم استثمار الأموال بشكل غير قانوني في "غرف الصلاة" لضمان تشغيل وصيانة المساجد المعروفة بقربها من الإخوان

وتناولت الصحيفة الفرنسية، في ملفها أيضاً، دور منتدى المنظمات الشبابية والطلابية المسلمة الأوروبية (فيميسو)، التي تأسست عام 1996 من قبل العديد من المسؤولين التنفيذيين في تنظيم الإخوان، وتضم اليوم (33) منظمة في (20) دولة أوروبية.

إلى ذلك، كشف استطلاع رأي شارك فيه ما يزيد عن (165) ألف شخص أنّ 94,24% من الفرنسيين قلقون من وجود تنظيم الإخوان الإرهابي في بلادهم، ويرون تزايداً كبيراً في خطرهم على الحريات والأسس العلمانية التي يقوم عليها نظام الجمهورية.

ونقلت يومية (لو فيغارو) التي أجرت الاستطلاع المذكور عن أجهزة المخابرات تقديرها عدد الإخوان المسلمين في فرنسا بنحو (50) ألف شخص، مُحذّرة من تغلغلهم في جميع طبقات المُجتمع وكافة المهن ومجالات الحياة، وفي العديد من مراكز القوة منذ نحو (50) عاماً دون التصدّي لهم بحزم، ناقلة عن ناشطين دعوتهم لوجوب تصنيف الجماعة الإسلاموية إرهابية على غرار الكثير من الدول الأخرى حتى الإسلامية.

هذا، ويشدّد خبراء فرنسيون على ضرورة إيجاد كيانات بديلة لجماعة الإخوان تُمثّل الجاليات المسلمة الحقيقية، بحيث تعكس العقيدة الدينية المُعتدلة التي تتبناها الغالبية العظمى من المسلمين، وليست لديها أيّ أطماع أو طموحات سياسية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية